وفي إيران أعلنت الحكومة إنها وضعت كافة الإمكانيات من وسائل نقل ومستشفيات ومراكز شرطة و جيش وغيرها من المؤسسات الأخرى في خدمة مواكب اللطم طوال عشرة محرم.. وحتى البرلمان الإيراني أوقف إعماله وعطلت والجامعات والمدارس أوقفت التدريس لأعطي الفرصة للنواب والأساتذة والطلاب للمشاركة في مواكب اللطم . فحكومة الاحتلال في العراق تقول أنها أعدت أربعون ألف جندي وعنصر شرطة لحماية مواكب اللطم في النجف ومثلهم في مدينة كربلاء .
يجندون أربعون ألفاً لحماية مواكب اللطم ولا يجندون عسكريا واحدا لمناصرة أهل غزة الذين يذبحون . أليست غزة اليوم كربلاء ؟ وأعجبا من قوم أصبح النفاق دينهمُ
يدعون بنصرتهم للمقاومة الفلسطينية وشاهدناهم لا يخرجون إلا المظاهرات واستعدادهم للذهاب إلى فلسطين للجهاد ونحن نقول لهم تساعدون حزب الله في جنوب لبنان بالمال والسلاح ولا تأمرونها بإطلاق صواريخها على إسرائيل أليس هذا هو الخوف والجبن بعينه ؟ يمتلك حزب الله ألاف الصواريخ من شتى الأنواع والإحجام والمديات ، زودته بها إيران وسوريا منذ سنين، وهو يتبجح بان قضية فلسطين تهمه مثلما تهمه قضية لبنان ، قبل اقل من عام واحد فقط قال أمين عام حزب الله " أن اليد التي تمد على سلاح المقاومة سوف اقطعها حتى لو كانت يد أبي " فهل نفذ وعده وقطع اليد التي تمتد اليوم على الفلسطينيين في غزة قتلا وتدميرا ؟ . فلماذا لا يهدد بقطعها ألان أذن بدلا من أسماعنا على خطاب تحريضي هزيل يطالب به شعب مصر بالتحرك من اجل مساندة أهل غزة ؟ أليس هذا هو النفاق والضحك على ذقون أتباعه وبعض الفلسطينيين المخدوعين بنصر الله .
وكالعادة يضع حزب الله خطاب نصر الله التحريضي في إطار من ذهب ، ويسوقها على أنها نصر عزيز عجزت الأمة عنه حتى قدمه أبناء الحزب للشعب الفلسطيني . لا أشك أن إسرائيل أكثر سعادة من حزب الله بهذا الخطاب فهذا الخطاب كشف حقيقة حزب الله انه لايستطيع أن يقدم العون والمساعدة لأهل غزة المحاصرين .
ما فعله حزب الله لا يقل في جرمه عن ما فعلته عصابات الهاجانا واشترن من تهجير وطرد للفلسطينيين في منتصف القرن الماضي كيف سيقف نصر الله في خطابه الأخير إلى جانب المقاومة الغزاوية بينما سبق وان ظهر "صبحي الطفيلي " على قناة الجزيرة ليعلن أن الحزب إبرام صفقة مع اليهود بحضور وزير الخارجية الإيراني يتعهد فيها الحزب بمنع المجاهدين من دخول إسرائيل مقابل عدم مطاردة إسرائيل للحزب أو قياداته في الجنوب ألان جاء وقت الاختبار،ها هي غزة تباد وشعبها يقتل وحماس عاجزة عن فعل إي شيء، فماذا سوف يقدم حزب الله لفك الحصار عن غزة وتخفيف ضغط العمليات عنها ؟ وماذا ستقدم إيران لحماس لكي تقاوم اليهود؟ هل ستقدم لحماس معشار ما قدموه لحزب الله ؟ أم أن حماس السنية لا تعنيهم ؟ اليوم يختبر المطبلون للشيعة صدق الشيعة من كذبهم، اما نحن فنحن على يقين أن إبادة حماس بشرى يفرح بها الشيعة ، ولن يصدر منهم سوى التصريحات والمظاهرات وبعض اللافتات هنا وهناك
وماذا صنع باقي حكام العرب؟ لان حكام العرب ليسوا عملاء بل شركاء في هذا العمل الإجرامي اللا خلاقي ، وبالطبع كانت هناك دائما أياد خفية بجانب الأيدي الإسرائيلية تسعي لمزيد من الفرقة لتحقيق مصالحها علي حساب الفلسطينيين وللأسف فإن بعضها أياد عربية! فمثل على ذالك الرئيس عباس عندما يقول بأن "المتطرفين" يتحملون الجانب الأكبر من المسؤولية عن تراجع الاحترام الذي يتمتع به الإسلام في العالم في الوقت الحالي وأن "الإرهابيين" لا يمتون بصلة للإسلام في الواقع. نقول له ونذكره ماذا عن الذي يجلس مع قاتل أبناء الشعب العربي الفلسطيني ويشرب معه نخب الصداقة والمحبة ماذا نسميه ؟ ومن جهة ثانية أيضا عقد محمد دحلان القائد السابق لأجهزة الأمن الوقائي في غزة ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى حصل قبل عدة أسابيع من العدوان العسكري الصهيوني الجاري على قطاع غزة، بمشاركة وفد من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقين والتابعين لفتح ، مع الفريق المخصص بتنفيذ خطة دايتون في الاستخبارات الصهيونية، وبحثوا آفاق ضرب غزة والرهانات المتوقعة منه.
أو حين يهتم محمد سيد طنطاوي بمصافحة شمعون بيريز ،ولا ندري بعد أن تطوع مع غيره لتبرير الغزو والعدوان والاحتلال الأمريكي للعراق أن يكون قد سمع ما قاله أيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل في واشنطن حين قال في جلسة وداعه للرئيس جورج بوش ومن البيت الأبيض وعلى الملأ: أنه يشكر الإدارة الأمريكية والرئيس جورج بوش على غزو واحتلال العراق وإسقاط النظام العراقي الذي كان يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل .
وأقول لله دركم يا رجال وشباب غزة على صبركم وقوة بأسكم ونضالكم ، نعم الرجال أنتم ، ما ذللتم وما بدلتم فهنيئا لأمتنا العربية والإسلامية بكم . أين أنتي يا سعودية ملك وحكومة وشعبا وأسرة بلغت في ثرائها مبلغا على غير وجه حق هل تتنعمون بعيشكم الرغيد وتناسيتم أهل غزة والعراق وغيرهم من الدول المحتلة أين صفقات السلاح والطائرات أين جيشكم الذي لم نسمع يوما أنه شارك في حرب نصر فيها أمته ودينه ؟ حكامنا يسومونا سوء العذاب ليل نهار ثم نقول أطال الله في عمرهم كما أدعو أن نصلى صلاة الجنازة هذا اليوم على هؤلاء الحكام بائعي الذمم والأوطان حامي حمى الصهاينة والأمريكان الذين لا يستحقون أن نصلي عليهم بل أن نرميهم بالأحذية كما رما منتظر العراقي حذائه بوجه عمهم وسيدهم بوش اللعين .
ونقول لليهود ومن اتبعهم فغزة هي غضب الله ولعنة التاريخ عليكم بأذن الله تعالى ، إن إسرائيل الظالمة والمعتدية، تقصف أحلام الأطفال، وحتى تغتال أحلامهم وأعمارهم. إنها وحشية ما بعدها وحشية وان مشهد الضحايا يتساقطون بالعشرات في شوارع غزة، ، أين الضمير الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة ولمجلس الأمن هل ماتت الضمائر في أدمغة الغربيين . أما منظمات حقوق الإنسان فقد اتضح إن كلمة الإنسان في قاموسها يختلف عن الواقع ، فهي تسكت وتغض الطرف عن من يظلم ويبطش ويقتل ويعيث في الأرض الفساد . وأما الأخر المغلوب على أمره فله الصبر وتجرع الظلم وعيش القهر .
أقول لكل الجبناء ، أقول لكم عوض أن تتأمرون على المجاهدين إقرؤا كتب التاريخ لتعرفوا لمن تكون كلمة النهاية . ستعرفون بلا ريب أن ليس كل العرب ينزعون ثيابهم أمام جلاديهم ، وكفى أسألوا الفرنسيين والبريطانيين والايطاليين لما فروا من الدول التي احتلوها جارين أذيال الخيبة بعدما تفننوا في إظهار قوتهم أمام ألأطفال و النساء ؟؟، اما الشرفاء فأقول لهم لا تستغربوا نذالة الجبناء لن تجد لهم اثر حين تكون المعركة رجل لرجل وليس أمام اليهود الجبناء . والمنطقة العربية تغلي، والصحوة امتدت إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، فقد وحد صمود غزة كل العرب والمسلمين، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا بعض المنخرطين في المشروعين الأمريكي والإسرائيلي، بشكل مباشر أو غير مباشر، تحت مسميات الواقعية والعقلانية. الجماهير العربية نسيت معاناتها اليومية الصعبة في ظل أنظمة فاسدة حرمتها من ابسط حقوقها الإنسانية في العيش الكريم، ونزلت إلى الشوارع معبرة عن غضبها واستعدادها للتضحية بلقمة خبز أطفالها لنصرة المحاصرين في قطاع غزة.
والى أصحاب القلم دعونا نحاول أن نكون نحن القلم الذي يحفر علي جدران التاريخ بدماء شهدائنا ونسطر طريق بخطوط منيرة لعلهم يرونا ويروا عظمتنا ويدركوا أن أصلهم هو حضارتنا التي اختلسوها فلتكن رايتنا امة عربية واحدة وعوده لإلغاء الحدود المصطنعة من قبل الاستعمار .
والى أهل غزة الصامدين المرابطين، لا تقلقوا لا تقلقوا .. إن الله لا يخلف وعده ، ومعجزاته تتجلى دائماً كما هي في سائر المراحل النظيرة في تاريخنا الإسلامي بنصرة المؤمنين على قلة مال وعتاد ولكن على تمام إيمان ويقين بوعد الله ! انهضوا أيها العرب والمسلمون فالله لا يخلف وعده الذين آمنوا واتقوا وعملوا .. قال تعالى ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) علينا بنصرة إخواننا الفلسطينيين والاستشهاد في سبيل أرضنا المغتصبة ، والإسراع في الجهاد وطلب الشهادة والفوز بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ }.
هكذا يكون نصر أهل غزة، وهكذا يكون الرد على مجزرة غزة، وهكذا يكون فك الحصار عنهم، وهكذا يشفي الله صدور قومٍ مؤمنين. ( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداعي إذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا في جبهات القتال ولا يخفى دعاؤه يوم بدر وإلحاحه على ربه وهو يبكي وقد سقط عنه رداؤه .
انتصر المسلمون في بدر ولم يكن في جيشهم إلا فرسان أو ثلاثة. ونازل ألفين من المسلمين في مؤتة مائتي ألف من الفرس. نازل اليهود الفلسطينيين بالشيوعية أولا ثم بالعلمانية ثانيا وهذه أول منازلة لليهود مع الفلسطينيين بالإسلام. يبدوا أن أشباح خيبر وبني قريضة وبني قينقاع بدأت تلوح في الأفق. لان ما يفعله اليهود جرائم رهيبة بحق الإنسانية إنهم يشحنون البشرية ضدهم وحين يأتي يومهم من سيكون لهم شفيع والله ما نرضى يومها إلا بحكم سعد بن معاذ : حكم الله من فوق سبع سموات. وفقنا الله في أن يمطر علينا من الافكار وينير لنا طريقنا بمصابيح علوم علمائنا الذين تناسينهم والله الموفق .
اللهم احفظ وانصر أهلنا في غزة والعراق وفي كل مكان أمين يا رب العالمين