رحــيل الكينـــج

رحــيل الكينـــج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رحل جوزيه.. على هذا المانشيت استيقظ عشاق الفانلة الحمراء.. منهم المصدوم ومنهم الغاضب ومنهم الحزين ومنهم ومنهم..
رحل جوزيه بعد خمس سنوات نجح خلالهم أن يُدرج في قاموس الرياضة المصرية مفهوم النجاح والأهم منه هو مفهوم الاستمرار في النجاح..
خمس سنوات طاف جوزيه بالأهلي خلالهم كل أرجاء العالم ولكن دائما بزي المنتصر..
خمس سنوات رسخ خلالهما داخل جدران القلعة الحمراء معنى أن تكون بطلا دائما حتى لو هُزمت، علّمهم كيف ينتصرون كأبطال ويخسرون بنفس شموخ الأبطال..
خمس سنوات اغترف خلالهم من بطولات الآخرين كي يثمن دولاب النادي..
خمس سنوات جعل فيهم جمهور هذا النادي ولأول مرة تُدمن مدربا ليس من بني جلدتهم..
خمس سنوات جعل خلالهم جوزيه للأهلي مكانا فسيحا في نتائج بحث محرك جوجل للمستخدمين حول العالم..

رحل الكينج دون عودة

وهنا في 'كارت أحمر' قررنا ألّا ننساق وراء محترفي الشماتة، وكهنة النفاق، ومنتهجي منطق 'عاش الملك مات الملك'، فعلى الرغم من أننا كنا تقريبا أول من نادى برحيل هذا الرجل بعدما نفدت أسلحته وسقط درعه فبات الأهلي دون حائط صد يُجرِّح فيه كل من هب ودب، فعلى الرغم من ذلك إلا أننا سنذكر ما لهذا الرجل وما عليه.

العودة الثانية

لا ينسى أحد من جماهير الكرة المصرية وخاصة عشاق الفانلة الحمراء كيف استلم جوزيه النادي في العودة الثانية له.. استلمه صحراء جرداء تسعى فيها كل أندية الدوري فسادا.. استلمه عندما كان المارد الأحمر خائر القوى وحذفت من قاموسه كلمة الانتصارات.. استلمه غارقا في مستنقع المحلية غير قادر على الخروج منها.. استلم نادي بلا فريق.

وخلال هذه الأعوام الخمسة نجح جوزيه في أن يصنع فريقا شابا طموحا لا يتحدث سوى بلغة الانتصارات، لا يخشى منافسيه أيا كانوا حتى لو كان منافسوه من نوعية ريال مدريد.

لم نكن نفهم لماذا لا يبتسم جوزيه عندما ينتصر فريقه ويخرج وفي جعبته ما ابتغاه من نقاط المباراة، لم نفهم لماذا كان يغضب بكل ما فيه من جوارح على تعليمات لم تنفذ في الملعب رغم تأخر المنافس بالأربعة والخمسة أهداف، لم نعرف إلا بعدما أصبحت جماهيره تفعل كما يفعل، عندما أصبح عشاق الأهلي لا يرضون بالنتيجة ويطلبون الأداء، عندما كانوا يغضبون لأن مباراتهم أمام الزمالك انتهت بهدف وحيد فقط رغم أنه في أعوام سابقة كانت جماهير الأهلي تضع أناملها على قلوبها خوفا وترقبا لهذا اللقاء، جوزيه ببساطة زرع في قلوب لاعبيه وجماهيره الشموخ، الشموخ المتوّج بالانتصارات.

العالميـة

قبل جوزيه كانت أقصى آمال فريق الكرة بالأهلي هي الحصول على لقب إفريقي هنا أو كونفدرالي هناك، الظفر ببطولة عربية هنا أو سوبر آسيوي هناك، أما خارج حدود القارتين -آسيا أو إفريقيا- فلم يكن يتجرأ المارد أن يخرج فيحترق بنيران الآخرين، ولكن جوزيه قادهم على طريق الجرأة نحو الكبار، علّمهم كيف يكونون كبارا وسط الكبار، فكانت اليابان شاهد على خير سفير للقارة السمراء التي تنحصر كل معلوماتهم عنها في 'إيتو' الكاميروني الجنسية والبرشلوني الهوية وبضعة نجوم آخرين جذبوا بلمعانهم أنظار الجماهير.

جوزيه هو أول مدرب عربي وإفريقي يحقق ميدالية عالمية على مستوى الأندية وأتحدث عن تلك الميدالية البرونزية التي حصل عليها الفريق في بطولة كأس العالم للأندية في اليابان 2006، وكان أبو تريكة شديد القرب من الحصول على لقب أفضل لاعب في البطولة لولا حسابات المصالح مع الشركة الراعية.

كيف تبقى كبيرا خارج أرضك

لم يكن جوزيه من ذاك النوع من المدربين الذي يأمل في تعادل خارج أرضه يتبعه انتصار داخل أرضه، لم يكن يعترف بهذه الثقافة؛ لأنه يرى فيها ثقافة محلية لا تنظر سوى لبضعة أقدام أمامها ولا تصلح لفريق يسعى أن يكون وسط الكبار، جوزيه وضع في نفوس لاعبيه بذرة نمت وكبرت ونضجت داخلهم وهي الفوز داخل وخارج ملعبه أيا كانت الأرض وأيا كان الجمهور وأيا كان عددهم، فهكذا فعل في تونس في رادس أمام عشرات الآلاف من الجماهير التونسية بنهائي بطولة دوري رابطة الأبطال الإفريقي 2006، وهكذا فعل وتفوق على كلوب أمريكا وأوكلاند سيتي في اليابان، وهكذا فعل وهزم أنيمبا العنيد في نيجيريا.

لحظة الانهيار

لم يكن سقوط الأهلي وليد اللحظة ولم يكن مفاجئا، بل كانت له بدايات وجذور وأخطاء لم يشأ أحد أن يشير إليها أو ينبه لها؛ لأن التهمة التي كانت ستقابله وقتها جاهزة ومُجهزة وهي الغيرة من نجاحات الفريق الأحمر والرغبة في إفساد فرحة الانتصار، الأهلي يسير بقوة الدفع الذاتي منذ بداية العام 2008، لم ينتبه الجهاز الفني إلى أننا نفوز لضعف المنافسين وليس لقوة الفريق، لم ينتبه لقاعدة الناشئين التي تُجهض، لم ينتبه لمستوى الأعمار الآخذ في الارتفاع، لم ينتبه لمستويات الأندية البترولية وأندية الجيش الآخذة في الصعود بسرعة الصاروخ، والنزيف مستمر، والأهلي سعيد بانتصاراته ولا يدري أن أسفل زي النصر هناك جرح غائر بحاجة إلى أن يندمل، فاستمر النزيف حتى بدأ يخرج للجميع، فضاع الكأس وضاعت إفريقيا والأداء بكأس العالم للأندية كان أكثر من سيئ وتذيلنا قائمة الفرق المشاركة في تكرار لسيناريو 2005، وها هو الدوري على المحك يداعب آمال الدراويش ويثير حسرة الأهلي.

الـــوداع

حان الوقت للرحيل، ارتأى جوزيه أنها اللحظة المناسبة كي يرحل عن هذا النادي الذي حقق معه كما لا يصدّق من البطولات.. رحل محتفظا بحبه في قلوب من أحبوه، رحل محتفظا بمكانة المايسترو بهذا الرأس الذهبي والفنيات الرائعة، رحل جوزيه دون عودة... فلك كل التحية ولك كل الاحترام.

إنجازات الأسطورة البرتغالي مع الأهلي.

- 4 ألقاب دوري مصري.
- 4 ألقاب دوري أبطال إفريقيا.
- لقبين كأس مصر.
- 4 ألقاب كأس السوبر الإفريقي.
- 4 ألقاب سوبر محلي.

شاهد كليب أهداه جمهور الأهلي حزنا على رحيل جوزيه