هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد الزوج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النهر الأزرق





ذكر
عدد الرسائل : 15
الدوله : محمد الزوج Male_e10
تاريخ التسجيل : 10/02/2011

محمد الزوج Empty
مُساهمةموضوع: محمد الزوج   محمد الزوج Icon_minitimeالخميس 10 فبراير - 2:10:37

محمد الزوج

إن الفصل بين شخصية محمد زوجا ورجلا ، وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم جد عسير ، وليس الأمر كذلك فى حياة نبى آخر من حملة الرسالات رغم كونهم جميعا آدميين ، يقول الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم " من آية 109يوسف . ذلك لأن الرسالة المحمدية قد أصرَّت على تقرير بشرية محمد عليه الصلاة والسلام ، إصرارا لا نعرف له مثيلا فى الديانات الأخرى التى تحتفظ لرسلها بعناصر غير بشرية ، وبخاصة " عيسى " عليه السلام : كلمة الله التى ألقاها إلى مريم فجاءت به ولم يمسسها بشر .. وكذلك لم تنزع الرسالة من قلبه عواطف البشر ، ولا جرَّدته من وجدانهم ، ولا عصمته مما يجوز عليهم فيما عدا ما يتصل بالنبوة من وجوب الصدق والأمانة ؛ فهو كما قال جل جلاله : " قل إنما أنا بشر مثلكم ........ " الكهف 110 : يسكن إلى زوجة ، ويشغل بالأبناء ، ويعانى مثل الذى يُعانيه بنو آدم من حب وكره ، ورغبة ، وزهد ، وخوف وأمل ، وحنين واشتياق ، ويجرى عليه ما جرى على كل آدمى من تعب وثكل ، ومرض وموت : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ........؟ " 144 آل عمران .
ولو شاء الله لعصم نبيه من كل هذا ، ولأعفاه مما ذاق حرِّ الثكل فى بنيه وفداحة المصاب فى خديجة ، ومحنة الإفك فى عائشة ، ولجعل حياته نصرا متصلا لا يعرف هزيمة ولا يشفق من خيبة ، وأراحه من اضطهاد أعدائه وكيد خصومه ونفاق المتخاذلين من أتباعه ، ولكن سبقت كلمة الله لرسوله : " قل لاأملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاسكثرت من الخير وما مسنى السوء ، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " 188 الأعراف . وهو الذى تلقى كتاب الله ليتلوه فى الناس بشيرا ونذيرا .. إنه بشر رسول ، وهذا هوموضع الدقة والعسر فى الحديث عن " الرجل " فى حياته العاطفية والزوجية ، فيما يغيب عن كاتب يعرض لهذا الجانب من شخصية محمد ، أن قد كان النبى المصطفى ، وأن كلمة الإسلام الأولى هى الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا نبيه ورسوله .
ويزيد فى دقة الأمر وعُسْره ، أن نرى الشخصيتين مندمجتين فى الرسول غير منفصلتين ، وأن الله سبحانه وتعالى لم يدع لرسول الله حياته الخاصة يتصرف فيها كيف يشاء على نحو ما يفعل أى رجل من البشر ، وإنما كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتلقى من حين إلى حين اوامر ربه فى أخص الشئؤن الزوجية ، وكانت علاقاته بنسائه تخضع أحيانا لتوجيه سماوى صريح : فمحنة الإفك مثلا ، لم يحسمها إلا نزول الوحى ببراءة " عائشة " مما افتراه عليها الذين أرجفوا بالسوء ورموها بالفاحشة . وزواج الرسول من ´زينب بنت جحش " ما كان ليتم لولا أن نزل به عتاب صريح من الله الذى كره لمحمد أن يخفى فى نفسه ما الله مبديه ، وأن يخشى الناس والله أحق أن يخشاه . وطلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجته السيدة حفصة ، أشفقت منه السماء عللى أبيها " عمر " رضى الله عنه ، فنزل أمين الوحى على النبى بأمر الله أن يُراجع حفصة رحمة بعمر . وضيق نساء النبى بما فرض عليهن من حياة خشنة ، لم يضع حدا له إلا قوله تعالى فى سورة الأحزاب 28 ، 29: " ياأيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرِّحكن سراحا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " وسلوك نسائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يخضع لرقابة مباشرة من السماء ، على نحو غير مألوف فى حياة غيرهن ، والله تعالى يقول : " يا نساء النبى لستن كأحد من النساء ، إن اتقين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ، وقلن قولا معروفا . وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ، إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيرا . واذكرن ما يُتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة ، إن الله كان لطيفا خبيرا " 32 ـ 34 الآحزاب .وبعض هذا يكفى لبيان صعوبة الفصل بين شخصية الزوج وشخصية النبى .
ونرى ذلك من السيدة خديجة التى عاشرته خمسة عشر عاما قبل أن يُبْعث ، وأنها لأعوام طويلة تكفى لأن تكتشف لها جوهر هذا الزوج وتبدى من طبائعه ما قد يخفى على غيرها من الناس ، وليس كالحياة الزوجية ما يمتحن الرجل أدق إمتحان ويزنه أصدق ميزان وأضبطه ، ومن ثم كان إيمان السيدة خديجة برجلها ، وتصديقها برسالته دون أن يُساورها أدنى ريب فى الزوج الذى إختارته شابا ، آية على عظمة الإنسان .
.
تلك شهادة الزوجة لزوجها بعد معاشرة طالت وامتدت ، وأن فيها ما يجلو لنا ملامح من شخصية محمد الرجل السيد ، قبل أن يُبْعَث نبيا رسولا .

مولاى صل وسلم دائما أبدا

على حبيبك خير الخلق كلهم

مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ

واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ


دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ

وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ

وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ

حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ

فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له

أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ

[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد الزوج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
» هدي محمد صلى الله عليه وسلم
» محمد شحادة القائد الاسطوري الشهيد
» اللحظات الاخيرة من حياة الرسول محمد (ص)
» وصايا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم - الجزء 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الاسلاميه :: أسلاميات-
انتقل الى: