وإذا رجعنا إلى هدى الرسول في صومه وجدن اه يعجل الفطر، فإذا غربت الشمس إنتهى صوم اليوم، أفطر وكان يفطر قبل أن يصلي فريضة المغرب، وكان يبدأ إفطاره بتناول بعض الرطب، فإن لم يجد رطبا تناول بعض التمر، فإن لم يجد تمرا تناول جانبا من الماء، وكان يقول عند إفطاره: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم) ويقول ( ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر، إن شاء الله عز وجل) وكان يقول (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم، وكان يصب الماء على رأسه وهو صائم، وكان يحرص على صلاة القيام- وهي صلاة التراويح- ومع أن صلاة القيام سنة فقد حافظ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتركها غير مرة واحدة. وكان يكثر من تلاوة القران الكريم ومن الذكر والصلاة والإعتكاف وبخاصة في الثلث الأخير من رمضان ، وكان يكثر من الصدقة والإحسان، ولقد قال الإمام ابن القيم في كتابه" زاد المعاد": (وكان من هدية الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من انواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القران في رمضان وكان إذا لفيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القران، والصلاة والذكر والإعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور، حتى أنه ليواصل فيه أحيانا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعني هذا الشهر كل العناية بقوله: ( لو يعلم الناس ما في هذا الشهر من الخيرات، لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها). جزاكم الله كل خير.