الوخز بالإبر : يفسّر أطباء النفس أنّه في حالة القلق، التوتر النفسي، الاضطرابات الناجمة عن الاكتئاب، يحفّز الوخز بالإبر الجهاز العصبي النظير الودي على حساب الجهاز العصبي السمبتاوي، مولّد التوتر النفسي، فيعزّز بالتالي انتظام نبضات القلب ويقودنا إلى الراحة العاطفية.
إثباتات علميّة : توازي فاعلية الوخز بالإبر فاعلية الأدوية المضادة للاكتئاب، بل قد تفوقها أحياناً. ذلك ما يؤكّده على الأقل مقال ورد في مجلّة صينيّة مرموقة تُعنى بتقنية الوخز بالإبر.
نبتة حشيشة القلب : تُستعمل حشيشة القلب، المعروفة منذ القِدم بمداواة جراح النفس، منذ 20 عاماً في ألمانيا، حيث توصف بقدر مضادات الاكتئاب للتخلّص من حالات الاكتئاب الخفيفة والعابرة ومن تعكّر المزاج.
تماماً كمضادات الاكتئاب- من حيث الأعراض الجانبية والاعتياد عليها- ترفع حشيشة القلب معدّل السيروتونين، وهي مركّب كيماوي يسمح للدماغ بتنظيم النوم، الشهية، المزاج، وقد يؤدّي النقص فيها إلى الاكتئاب. لكن يجب التنبّه إلى أنّ تلك العشبة لديها مفعول قويّ جداً وأعراض جانبية عدة، تحديداً إذا تمّ تناولها مع حبوب منع الحمل أو مع بعض أدوية كبح مناعة الجسم، مضادات تخثّر الدم، مضادات الفيروسات. على صعيد آخر، يمكن أن يسبّب الوقف المفاجئ للعلاج متلازمة الفطام. أخيراً، لا يكفي تناول نقيع من حشيشة القلب للحصول على النتائج المرجوّة. يُفضّل استشارة الصيدلي أو الطبيب وتفادي طلبها على الإنترنت.
إثباتات علميّة : كانت حشيشة القلب محور دراسات عدّة أظهرت أنّ مفعول خلاصة منها، بعد 6 أسابيع من العلاج، يوازي على الأقل فاعلية مضادات الاكتئاب المكوّنة أساساً من مادة الباروكسيتين التي لطالما قورنت بها.
الأوميغا 3: لا يكفّ مجال استعمال الأوميغا 3 عن التوسّع: في حالات الاكتئاب، تعكّر المزاج، إحباط ما بعد الولادة، متلازمة الاكتئاب لدى الأطفال... تنشّط الأوميغا 3 مرونة أغشية خلايا الدماغ ويعزّز إنتاج هرمونات السعادة (سيروتونين، أندورفين). للحصول على مفعول مضاد للكآبة، يجب استهلاك من غرام إلى غرامين منها يوميّاً. في المقابل، لا يوصى بها في حال اتباع علاج بمضادات تخثّر الدم أو الأسبيرين التي يمكن أن تزيد مفاعيلها.
إثباتات علميّة : يؤكد خبراء التغذية أن دراسات متخصّصة بعلم الأوبئة أثبتت وجود علاقة عكسيّة بين استهلاك السمك الغني بالأوميغا 3 وحالة الاكتئاب، ذلك ما تظهره 10 دراسات عياديّة عام2007 أيضاً. كذلك، أثبتت دراسة حديثة قام بها المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فرنسا أنّ كبار السن يظهرون أعراض كآبة أقلّ، نظراً إلى ارتفاع معدّل الأحماض الدهنية أوميغا 3 في دمهم.
العلاج النفسي :يساهم التكلّم وإصغاء الآخرين إليك في الشفاء من الانزعاج الذي تعاني منه. خضع 30 شخصاً مصابون بالكآبة منذ فترة قصيرة لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، فلم يظهر أيّ خلل دماغي لديهم. بعد مرور عام، خضعوا مجدّداً للعملية نفسها: أظهر الأشخاص الذين لم يخضعوا لأيّ علاج وما زالوا يعانون من الاكتئاب خللاً في خلايا المنطقة الدماغية الخاصة بالذاكرة. في المقابل، لم يظهر أي تلف دماغي لدى الأشخاص الذين استشاروا معالجاً نفسيّاً. يفسر الطب النفسي الذي شهد على تلك النتائج بأنّ العلاج النفسي حدّ من عمليّة إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر النفسي المسؤول عن الاضطرابات الدماغية عند الآخرين. أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أنّ مفعول الكلمات على الدماغ يشبه أيّ إحساس جسدي. لا فرق إذاً بين كلمة هادئة ولمسة ناعمة أو بين إهانة وصفعة. كذلك، يساهم إمكان تحويل المعاناة النفسية إلى كلمات شفهية في تسريع عمليّة الشفاء. لكنّ التكلّم عن المشكلة ليس وحده سبب تحسّن حالة المرضى، إذ يؤدي الطبيب النفسي والعلاقة الفريدة التي تنشأ بينه وبين المريض، في إطار من الأمان النفسي، دوراً أساسياً في هذا المجال.