نسمع دوما على السنة العملاء من الطائفة المظلومة في العراق وجماعة القيادات الكردية خادمة إسرائيل في شمال العراق بالمقابر الجماعية ولكن في المقابل لماذا لا نرى , تلك الهمّة المفرطة من هؤلاء المشبوهين للكشف عن المقابر الجماعية التي سببتها الآلة الحربية العسكرية الأمريكية منذ سنة 1991 وبنجاح باهر قل نظيره..
ولماذا لا نرى نفس الهمّة والنشاط من قبل هؤلاء المرتزقة للكشف عن المقابر الجماعية التي سببتها الأحزاب المشاركة في السلطة اليوم على الأقل لدينا شواهد حية كانت تنقل لنا مباشرة الكاميرات الصحفية بالصورة والصوت , وكلنا نتذكر مجزرة مدينة الفلوجة التي تم دفن المئات من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ في مقابر جماعية نتيجة استعمال قوات الإحتلال المجرمة المواد والأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية والانشطارية ومختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليآ , وهذا كله موثقة بالصوت والصورة ومن جهات غربية وليس عربية , لم نشاهد أحد يستنكر هذه المقابر الجماعية ؟؟!! أم لأن هؤلاء الضحايا من غير الطائفة والمذهب الذي ينتمون لها أصحاب اسطوانة المقابر الجماعية ؟؟!!
وماذا عن فرن هولوكوست ملجأ العامرية التي سببها النازي الأمريكي أليس هو مقبرة جماعية بل ليس قبر جماعي , وإنما تحول القبر إلى فرن نازي جماعي تم فيه إذابة وإحراق أكثر من 407 مواطن عراقي بينهم 138 رجلآ , 269 امرأة و 54 طفلآ رضيعآ إضافة إلى 26 مواطن عربي , وسوف تبقى هذه المجزرة وصمة عار أبدية في جبين العسكرية الأمريكية ولن يطويها النسيان ابدآ من ذاكرة العراقيين الشرفاء .
لماذا لم نرى أحد من هؤلاء اليوم يستنكر هذه المجزرة البشعة بحق مواطنين أبرياء عزل لم يكن ذنب لهم سواء الاحتماء بملجأ من القصف الوحشي للطائرات الديمقراطية الأمريكية , بل كان من الوقاحة غير الأخلاقية أن يصرح النازي ديك شيني وزير الدفاع في حينها أن " هذا الملجأ هو عسكري وليس مدني وقد قام الرئيس العراقي بتجميع هؤلاء المدنيين عنوة في مخبأ عسكري " حتى أن صحيفة الواشنطن بوست اشتركت في التبرير لهذه المحرقة النازية بسبق صحفي " إن الخبراء العسكريين في إسرائيل يعتقدون أن جثث المدنيين في ملجأ العامرية كانت تعود إلى أشخاص قتلوا سابقا وتم جلبهم إلى الملجأ وتم إحراقهم عمدآ " يا لهذه الوقاحة الصحفية أصبح هتلر ملاك أمامكم وأمام جرائمكم..!!؟
ويدعي النازي بوش الأب في حينها " إن الحديث عن عدد الضحايا المدنيين العراقيين الذين سقطوا نتيجة القصف الجوي ليس إلا من باب الدعاية الإعلامية التي تروجها الحكومة العراقية بين الحين والأخر " هل رأيتم أكثر وقاحة وصلافة من هذه التصريحات النازية البربرية .
في 1991 قامت الجارفات الأمريكية العملاقة بطمر ودفن أكثر من ستين ألف 60000 من الجنود العراقيين في الخنادق وهم كانوا ما يزالون أحياءً يرزقون ، وبعد وقف إطلاق النار فجأة ماتوا خنقاً بدون أي مقدمات أو أطلاق تحذيرات في الهواء ، وكانوا كلهم يحدقون بعيون جاحظة بآلات ومعدات وسرفات ودبابات قادمة نحوهم تبشر بحرية وديمقراطية جديدة مصدرة خصيصآ لهم ، وكانوا قد سمعوا سابقآ بوقف إطلاق النار وكان عليهم، بناء على ذلك التوقف عن القتال لكن فجأة وبدون أي موعد سابق، شرعت جرافات رمل وتراب عملاقة على هيئة وحوش مفترسة للدم العراقي المباح , ومن مسافات بعيدة يقال إنها نصف كيلو متر تقذف نحوهم بهذا الجحيم الضبابي المغبر حمم الرمال حتى غرقوا في الدهشة والذهول والنعاس والخدر المميت وماتوا بعضهم واقفين وبعضهم ماتوا جالسين والآخرين يغطون في سبات عميق من شدة التعب والجوع والعطش..
حين سئل يومها وزير الدفاع النازي ديك تشيني عن الحقيقة قال بصفاقة ووقاحة : هذا الذي حدث بهم , ولكن تصوروا هذا العدد الكبير من الجنود المتخندقين ماذا سوف يفعلون لو لم نقم بذلك..؟؟
في مقال للروائي حمزة الحسن بعنوان " مأتم لفئران العائلة " ومنها اخذ بعض فقرات النص أعلاه جاء بخصوص مجزرة الجرافات النازية العملاقة "الشاعرة جنيفر ميدن ـ الأمريكية ـ رثتهم وكالة عن شعراء الوطن . تقول في قصيدة عنوانها ـ دفن قبل الأوان ـ لقد دفنا الحرب , إنه دائما من سوء الذوق أن نذكر ذلك .
حتى عندما حدث ، ما لم ينكت المرء عن العراق أو سي أن أن لقد دفنا الحرب إنها دائما مسألة جندي واحد يدفن في الرمال ، على بطنه ، لم يصدق أين هو ويرى دبابة بكبر الولايات المتحدة ـ التي يحب أفلامها وفيها ما يزال ابن عمه يعيش ـ تصل فوقه وتأخذ هواءه ، وتملأ رئتيه بالتراب . لقد دفنا الحرب . إنه دائما فم مخنوق ، كلمة لم تلفظ قبل الحرب البرية ، الجنود في ملاجئهم تحت الأرض خنقوا بالرمال حين قصفت ممرات التهوية . وقصف الأطفال في بغداد بقنابل ذكية حتى العظم . فكانت معاناتهم أقل . لقد دفنا الحرب . كان دائما شيئا توقعه الصحفي الطيب الذي يعرف أن جانبه سوف يكسب ، ويفهم أن الحكمة في التأخير . ذلك الصحفي الطيب الذي كان يشعر دائما انه خدع قليلا بأنّا خسرنا في فيتنام . ويجب علينا أن نذكر كذلك بما قاله النازي دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في وقت سابق , بأنه يريد إبعاد الإرهابيين عن أراضي الولايات المتحدة وأوربا وجلبهم للعراق لغرض إلهاءهم هناك؟؟
ماذا عن إعدام المئات من الجنود والموظفين والحزبيين والمدنيين والضباط العراقيين بصورة وحشية من قبل عصابات البيشمركة المدربة صهيونيآ التابعة لجلال الطالباني ومسعود البرزاني في محافظة السليمانية واربيل ودهوك سنة 1991 وتم دفنهم أيضآ بمقابر جماعية , بل وصل الأمر إلى أن يتم إعدامهم بواسطة تكسير رؤوسهم بالطابوق والحجر بعد نفاذ الذخيرة من قبل بعض إفراد هذه العصابات الكردية , والصور الصحفية ما زالت موجودة وخير شاهد على هذه الجريمة .أليسوا هؤلاء عراقيين أم تم استيرادهم من الخارج ودفنهم بمقابر جماعية ؟؟!! ماذا عن جرائم الإعدامات التي نفذتها زمرة حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الإيراني , ومنظمة العمل وحركة المجاهدين وغيرها من الأحزاب والمنظمات الإرهابية بحق الجنود والأسرى العراقيين سواء في معسكرات الأسر والاعتقال أو من خلال الإعدامات العلنية بالشوارع في البصرة والعمارة والناصرية والنجف وكربلاء أثناء فوضى انسحاب الجيش العراقي من الكويت الم يتم دفنهم بمقابر جماعية أين حقوق هؤلاء العراقيين .
إذا أردنا التحدث عن المقابر الجماعية يجب أن نكون موضوعيين ومهنيين وأكاديميين وان نتجرد من أي شيء إلا من الحقيقية المطلقة , والتي أصبحت دون شك تقض مضاجع هؤلاء العملاء والمرتزقة وخونة العراق , وأن لا نحوّل هذه المقابر إلى موضوع تجاري تسترزق منه بعض النفوس المريضة لأن هؤلاء الذين تم إعدامهم عراقيون في عهد ( الديمقراطية ) الأمريكية في ( عراقهم ) الجديد كما يزعمون , ومهما كانت خلافاتنا السياسية معهم بحيث لا يمكن أن يتم إعدامهم بهذه الصورة الإجرامية لتمتلئ بهم أرض العراق . جميع السياسيين والقوى الوطنية عندما يتعرض وطنهم إلى غزو همجي واحتلال يجب أن ننحي خلافاتنا السياسية مؤقتآ إلى جنب ومهما كانت صعبة مع نظام الحكم وبغض النظر عن الحاكم لغرض التصدي سوية لهذا الغزو والاحتلال , لا أن نكون خنجر مسموم في ظهر العراق كما فعل هؤلاء العملاء ومرتزقة الأحزاب الذين تم تنصيبهم رغمآ عن إرادة الشعب العراقي بانتخابات اثبتت الأيام تزويرها , وحقيقة الأمر أن هذه الأحزاب الطائفية التي تدعي زورآ الإسلام كانت ضد الدولة العراقية كدولة قائمة بحد ذاتها , وليس ضد نظام حكم وهذه هي الحقيقة الغائبةشكرا اختي عشتار على هذه المعلومات القيمة .