شعوذة المعممين الدجالين في النجف
ذكرتني مقالة الدكتور كاظم عبد الحسين المعنونة ( موقف العمائم من اتفاقية توزيع العراق غنائم ) عندما كنت طفلا صغيرا في المرحلة ألأبتدائية حيث اصطحبني والدي لزيارة عمي في مدينة كربلاء ، وما ان وصلنا محطة السيارات وكان الجو صيفا حتى هجمت جموع من المعممين الدجالين وهم من سدنة المزار وكانوا يغطون رؤوسهم فوق العمامة بعباءة كالنساء ويتبعون الركاب النازلين من السيارات والقادمين من مختلف المحافظات وخاصة الغرباء منهم ، ويتبعونهم ويسألونهم هل عندك نذر مولانا , تصوروا في هذا الحر تركوا واجباتهم في الحضرة واخذوا يعملون كقراصنة ليضحكوا على الناس البسطاء , في اليوم التالي طلبت من عمي في حالة ذهابه للحضرة أو مقام دفن الإمام ان يصطحبني معه . ذهبت مع عمي وما ان وصلنا مزار الحسين الا وشاهدت العجب العجاب بوس وتقيبل من الحائط الخارجي والباب الخارجي واحدهم فاتح ذراعية متعلقا بالشباك وهو يقبلة وكأنة باب الريان في الجنة , شاهدت شيخا كبيرا في العمر وهو واقفا إمام البوابة رافعا يديه إلى فوق وهو يقول هل تسمح لي بالدخول ياسيدي ؟ وقلت لعمي والله العظيم لو استمر هذا الشخص طول حياته يدعوا للدخول لما سمع جواب الاموات ، منذ نعومة اظافري وإنا املك العقل والفهم الصحيح لكشف دجل وشعوذة وغباء هؤلاء البشر المخدرة عقولهم بأفيون التشيع للائمة , دخلنا إلى داخل الضريح واذا برجل اراد ان يرمي دينارا داخل المشبك او ما يسمى بالقفص أو المرقد اراد الرجل ان يرمي هذا الدينار وبلحظة البرق هجم عليه ثلاث من سدنة الحضرة وتعالى الصراخ بينهم لاترمي الدينار سلمه لنا ووصل الأمر الى حد العراك وهم يسحبونه بعيدا عن الشباك وهو يقاوم , ولاحقا علمت ان المبالغ التي ترمى داخل المشبك الفضي يأتي موظف حكومي في بداية كل شهر ويقوم فتحها رسميا وجرد الاموال وعدها وفق الاصول القانونية ، وفي هذه الحالة فأن السدنة سوف لم يحصلوا على شيء من هذه الاموال , خرجنا الى الساحة الخارجية واذا برجل بيدة خروف مربوط بحبل ركض نحوه احد المعممين وهو يسأله هل هذا نذر ؟ , وعلمت من اخرين ان هذا المعمم اخذ الخروف من صاحبه وراح يسأل الزوار من يريد ان ينذر للأمام فاذا وجد شخصا يريد ان ينذر وفاءا للحسين يقوم ببيعه الخرف ويأخذ المال منه ويخبره بأنه سيقوم على عاتقه بذبحة . وتستمر عملية البيع على هذه الطريقة أو بالاحرى الحيلة المتبعة عند هؤلاء الدجالين عدة مرات . وشاهدت ايضا بابا صغيرا في السياج الفضي المحيط بالمرقد وقد ربطت به اقمشة خضراء وعلقت به العديد من ألأقفال ووقف بجانب هذه الاقفال رجل مععم وهو يصرخ قائلا هذا باب الجنة من يريد إن يشتري الجنة ببركات الإمام ؟ ويأتون إليه الجهلة من النساء والشيوخ لشراء قطعة صغيرة من القماش الاخضر لكي يشدوها حول رأس الطفل أو من اجل اشياء أخرى لتحميهم من الشر او الحسد حسب اعتقادهم . أما ألأقفال المغلقة فهي للنساء اللواتي لا ينجبن اطفال وهذا المعمم يضحك على عقولهن بأنه في خلال ثلاث أيام إذا وجدت المرأة إن القفل مفتوحا فأنها سترزق بطفل ببركة الإمام المدفون في الضريح . طبعا العملية فيها شيء من الخداع الواضح ، فالمفتاح عند المعمم يستطيع فتح واغلاق القفل متى مايشاء وهكذا تتم عملية النصب والاحتيال على المواطنين السذج في ابتزاز اموالهم . فهذا هو ديدن المعممين المشعوذين الدجالين وهذه هي دينهم ألصفوي بمحبتهم لاهل البيت كذبا وبهتاناً .