فردتين في ان واحد حقا ضربة تاريخية
منذ الرابع عشر من ديسمبر من عام النـَّعـَـلـَيــــنْ بدأت أسعار الأحذية في الارتفاع، وأصبح هناك من الاقتصاديين من يشير على أبناء الأمة العربية والأمم المستضعفة والمستنزفة أن توظف وتستثمر أموالها في صناعة الأحذية فأسعارها في صعود، فهي إلي جانب دورها المدني في حماية القدم، أصبح لها دورا سياسيا..وأكثر منه معنويا، بعد أن أصبحت الوسيلة الديمقراطية المباشر في التعامل مع المحتلين والأفاقين.
إضافة أنه ليس بإمكان الدول الاستعمارية فرض الحظر على استيرادها، وليس في مقدور منظمة الطاقة الذرية وخبرائها الكذابين والمرتشين والذين لعبوا دورا رئيسيا في غزو العراق وتدميره، من رصد الإشعاعات الإنسانية المتمردة على الظلم من تفتيشها بسبب أن نعالنا في حالة حركة دائمة، وأن مصمميها راعوا أن لا يصدر عنها، أو عن مستخدميها أي إشعاعات تحريضية. وحتى لو صدر قرار من مجلس الأمن من تجريد العرب من نعالهم..حتى لو حدث هذا فإن إمكانية إخفائها سوف تجد أماكن واسعة في أفواه الحكام العرب وفي مؤخرتهم.
وأصبح منذ الرابع عشر من ديسمبر من عام النـَّعـَـلـَيــــنْ لم أي شعب يقع تحت نير الاستغلال والاضطهاد والإذلال أن يكون مجبرا في أن يكتب تظلما أو احتجاجا على أوراق فاخرة يتقدم بها إلي حكامه، وإنما أصبحت النعال في زمن ما بعد الرابع عشر من ديسمبر من عام النـَّعـَـلـَيــــنْ هي الرسائل المعتمدة في مخاطبة الظالمين..والعملاء.
وبهذه المناسبة..أكتب رسالتي إلي النفايات العفنة من وكلاء الإدارة الأمريكية في منطقتنا العربية..وفقا لترتيبات البروتوكول أصحاب الجلالة والفخامة والسمو من الخونة..
هذه رسالتي إليكم، أكتبها على نعلي حذائي فهي أطهر من تيجانكم وألقابكم..صحيح أن حذائي قديم لكنها أوراق اعتمادي..وأنا من يحدد نوعيتها.
فبعد أن اعتقدتم أن أرض العرب قد أصبها عقم ظهر المنتظر الزيدي في العراق الباسل فمنح أمته القدرة على عودة الابتسامة والعودة للنظر إلي الإمام بعد أن استعادت هاماتنا وضعها الطبيعي. وأعطي الدرس الذي لا تقدر عليه بلاغة المحترفين من الكتاب، فكان الدرس الأول يؤكد على أن الطريق في مقاومة الغزاة يبدأ بالإرادة فهي الخطوة الأولي في الاتجاه الصحيح، فبالإرادة يتحدد الهدف وإبداعات وسائل المقاومة. وقدم منتظر الزيدي المثل والمثال ففي مدة لم تتعدي الدقيقة فجر منتظر نعليه في وجه الطاغية الأمريكي..بعدها تحول منتظر من صحفي مهني إلي صحفي مقاوم، ويصبح بطل العرب لعام 2008 أو العام الذي أصبح يحمل إسم نـَعـَـلـَيـــْـه.
كان منتظر الزيدي يعلم أن تفتيشا دقيقا سيجري للجميع المتواجدين في القاعة من الرأس حتى النعلين، وليس في مقدوره أن يواجه الطاغية بأي أداة فسيكتشف أمره، وفي لحظة تاريخية سحب منتظر سلاحه من قدميه ليوجهه لوجه بوش الذي استحطب خنزيره في مؤتمره الصحفي فلم يعد في مقدور تكنولوجيا العالم في المونتاج أن تتلاعب بالتزوير في مادته.
إننا نخطئ عندما نحصر رمزية ما فعله منتظر الزيدي بأنه عمل احتجاجي في زمن عـَـزَّ فيه الفداء. ما فعله منتظر تعدى هذا بكثير في تأثيراته. فمنتظر أثبت أنه في مقدور أي فرد أن يتمكن من إهانة دولة هي العظمي على المسرح الدولي، ولم تكن الإهانة الموجهة إهانة غير مباشرة، وإنما إهانة مباشرة وفي الصميم، إهانة ليس لها سابقة في التاريخ، وإهانة لا تقدر عليها أي دولة في العالم حتى وإن كانت دولة كبري كالصين أو روسيا.
لذلك علينا أن لا نستغرب أن تصبح مودة الحذاء العربي هي أهم موديلات أحذية الرجال، ولا أقول الصعاليك. وغدا سيبدع صناع الأحذية في تصميمها وقد نشاهد أمة العرب تمشي بأحذية على وجه الحذاء دائرة مركزها مزين بصورة بوش وعلى محيطها صور مواليه من وكلاء إدارته ملوكا ورؤساء وأمراء..