غزة وما أدراك ما غزة ............................ لاتنسوا بالدعاء لها ..

شكرا جزيلا على الموضوع

ما زلت أقول أن أزمتنا ليست أزمة حكام أو أزمة شعوب , بقدر ما هي أزمة علماء .. وأنه لو قام العلماء بآداء دورهم كما يجب لأنصلح حال الحكام والشعوب معاً

فهل سنسمع من عالم مسلم واحد من العلماء الرسميين وشبه الرسميين وكل من يعتلي منبراً منهم , هل سنسمع من أحدهم دعوة , ولو مجرد دعوة إلى حاكم بلده لكي يجيش الجيوش من أجل غزة ؟

أم أن منهج الإرجاء ما زال هو الغالب ؟

رحم الله العز بن عبد السلام , ورحم الله كل عالم أدى دوره وبينه للناس ولم يكتمه .

هناك فرية صلعاء يرددها شيوخ الفضائيات ومن يعتلون المنابر هذه الأيام , ليبرروا بها تقاعسهم عن قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر , ولكي يبرروا بها عزوفهم عن الخوض في أمور السياسة العليا , وأعني بها تلك المتعلقة بالحاكم في بلدهم ..

فهم يقولون أنهم لا يريدون أن يوجهوا نقدهم للحاكم بطريقة مباشرة , لأنهم إن فعلوا فسيمنعوا من إيصال العلم للناس وتفقيههم في الدين ..

وهذه حيلة صلعاء من عدة أوجه ..

أولاً : ما هو دليلهم من القرآن والسنة , بأن إيصال العلم للناس هو عذر يعتذر به عن نقد الحاكم , وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ؟

ثانياً : هم يرددون هذه الفرية منذ اكثر من عقدين , فماذا حققوا من وراء عزوفهم عن نقد الحاكم بطريقة مباشرة وإيصال العلم للناس بزعمهم ؟

هل حرروا أرضاً , هل منعوا ظلماً , بل هل تفقه الناس في الدين , أم أنهم إزدادوا جهلاً على جهل ؟

ثالثا ً: هاتوا لنا مثالاً من خير القرون أو حتى من أي قرن عن علماء إمتنعوا عن نقد الحكام حتى لا يمنعهم الحاكم من تفقيه الناس في دينهم ..

هل فعل أحمد بن حنبل ذلك ؟

هل فعل مالك ذلك ؟

أم أن العلم الذي يتخيل هؤلاء الشيوخ أنهم يحملونه , ويريدون إيصاله للناس , هو أفضل من علم أحمد وعلم مالك ؟

ومع ذلك , ومع أن ابن حنبل ومالك كانوا نجوماً في عالم الفقه والحديث , وكان الناس أحوج ما يكونوا لهما لتأسيس علم الفقه وإرساء علم الحديث , إلا أن ذلك لم يمنع مالك أو أحمد من نقد الحاكم بطريقة مباشرة وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر , ولم يحني أحدهما ظهره للحاكم ولم يداهنوا تحت عذر إيصال العلم للناس ..

فنالوا بذلك كلا الحسنيين , فأمروا الحاكمم بالمعروف ونهوه عن المنكر , وفي نفس الوقت أوصلوا العلم للناس , بالرغم من أنهما سجنا وعذبا ..

فلم لا يجعل هؤلاء الشيوخ من ابن حنبل ومالك قدوة لهم؟

رابعاً : لنأخذ مثالاً لعلماء نقدوا الحاكم بطريقة مباشرة , وماذا حققوا .. ولعل أفضل مثال لذلك هو سيد قطب رحمه الله

فلو أن سيد قطب تعذر بهذه العذر الذي يتعذر به شيوخ اليوم ( من حملة العلم ) , وقال لن أقف في وجه عبد الناصر , حتى أوصل العلم للناس وأفقههم في دينهم ..

فهل كان سيد قطب سيحقق ما حققه من تأثير في الشعوب الإسلامية إن هو جعل هذا المنهج السلبي منهجاً له ؟

هل كان سيظل فكر سيد قطب مؤثراً في الناس بهذه الطريقة ولعقود بعد إعدامه إن هو أحنى رأسه للحاكم , ونجى بنفسه من السجن والموت , لكي يوصل العلم للناس كما يفعل شيوخ اليوم ( من حملة العلم ) ؟

الواقع يشهد بأن وقوف سيد في وجه الحاكم ونقده له بطريقة مباشرة هو الذي فقه الناس في دينهم , وهو الذي أثر في الناس بطريقة إيجابية , وليس العكس , كما يريد شيوخ الفضائيات أن يوهمونا به .. بل لو أن سيدا لم يسجن لربما ما خرج لنا بهذا التفسير العظيم للقرآن الذي لم يسبقه إليه أحد ..

فلو أن سيد أو الشيخ كشك أو البنا رحمهم الله أحنوا رؤوسهم للحاكم , وأمتنعوا عن قول كلمة الحق , وعن نقد الحاكم بطريقة مباشرة , لما كان لهم هذا التأثير الذي لا ينكره إلا جاحد ..

ليت السبب أخي الكريم , هو الجهل والعمالة فقط , لهان الأمر فما أسهل أن تعرف الجاهل والعميل .. لكن المشكلة فيمن يحمل العلم وفي نفس الوقت لا يقع تحت تصنيف العملاء .. وهؤلاء هم الأكثر خطورة , لأن الناس لا تأخذ حذرها من هذا الصنف من حملة العلم ( وأقول حملة العلم حتى نفصلهم عن مسمى العلماء الذين أثنى الله عليهم في القرآن , فهم حملة علم لا أكثر ) ..

ولكن حمل العلم لا يجعل من حامله عالماً بصورة تلقائية , وليس حمل العلم في حد ذاته بعاصم لمن يحمله من الزلل .. ألم يقل الله " وأضله الله على علم " ؟

وألم يقل الله " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها , فأتبعه الشيطان , فكان من الغاوين , ولو شئنا لرفعناه بها , ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه , فمثله كمثل الكلب , إن تحمل عليه يلهث , أو تتركه يلهث , ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون "

أيضاً العمالة لا تشترط أن تكون عمالة للحاكم , بل قد تكون العمالة , عمالة ٌ للنفس وشهواتها , ومن يحمل العلم أيضاً هو عرضة لأن يقع في شراك هذه "العمالة الخفية" .. وهي عمالة أخطر من العمالة الصريحة للحكام , لأنها عمالة من الصعب إكتشافها

بكل تأكيد وتوكيد وثقة بالله اقول انها ازمة علماء ودعاة

الشعوب مسكينة ومغلوب على امرها

والحكام لا يحركهم الا القوة والبطش اما الضمير فهو(مقدر محذوف) من قواميسهم !!

فالعلماء العلماء العلماء اساس كل خير وسبب كل شر

ومصيبة امتنا فى علمائها الذين تاهو مابين الجهل والعمالة الا ماندر منهم وعادة تطاردهم الصفات التى تصرف الناس عنهم وتخوفهم منهم


إذاً فلو أنصف هؤلاء الشيوخ لعلموا أن نقد الحاكم بطريقة مباشرة , وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر , هو الذي سيعينهم على تفقيههم للناس في دينهم , أما حني الرؤوس للحاكم والإمتناع عن الخوض في السياسة من أجل إيصال العلم للناس , فلن يثمر إلا عن هذا التقتيل الذي يعمله العدو في أبناء الإسلام بينما تقف الجيوش الإسلامية تتفرج دون حتى أن تكلف نفسها إطلاق رصاصة واحدة , وأما من بقي من المسلمين على قيد الحياة فقد نجح شيوخ الفضائيات في تفقيههم في أمور الحيض والنفاس .