اياد حسين
عدد الرسائل : 550 الدوله : تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: عدالة عمر بن الخطاب اليكم هذه القصة . الإثنين 23 فبراير - 9:02:12 | |
| عدالة عمر بن الخطاب أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه قال عمر: ما هذاقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أباناقال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته !قال : كيف قتلتَه ؟قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات...قال عمر : القصاص .... الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أناقال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفلهقال عمر : هو قَتْل ،قال : ولو كان قاتلا!قال: أتعرفه ؟قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءاللهقال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ... وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان... وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معهفقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفاليكفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناسفسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناسفوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ..وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....قال أحد المحدثين :والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!. | |
|
هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: رد: عدالة عمر بن الخطاب اليكم هذه القصة . الإثنين 2 مارس - 10:05:17 | |
| | |
|