هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: << دعوة للحب >> حبيبى يا رسول الله الأحد 8 مارس - 11:38:04 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كلنا يسأل: ماذا يمكن أن يقدم للنبي كهدية يوم مولده؟
أن من أفضل ما يمكن أن نقدمه له هو الحب.. فهو رسول الحب الذي جاء برسالة الحب لكل ما خلق الله. فهيا بنا ننبذ الخلافات والكراهية.. هيا بنا نصل أرحامنا.. نود آباءنا وأمهاتِنا.. نصل إخواننا وأخواتنا وأصدقاءنا وزملاءنا.. نصالح من كان غاضبا منَّا.. ونسامح من أساء لنا.. نتصل بمن قطعنا.. ونعطي من حرمنا.. ونستغفر الله على ما كان من ذنوبنا.. ونزين باقة زهور الود التي نقدمها لرسولنا الكريم بأن نكثر من الصلاة عليه، فإنه ما صلى عليه عبد إلا وردَّ الله لنبي الرحمة روحه حتى يرد عليه التحية بمثلها.
"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"..
وكل عام وأنتم بخير
في يوم مولدك...الكون كله في حاجة اليك!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
للآستاذ/ عمرو خالد..
قبل أن أدخل في الموضوع أحب أن أنبه إلى أن مسألة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال الذي يتكرر كل عام، هل يصح الاحتفال بمولد النبي أم أن ذلك يعتبر بدعة؟ وأقول إن المسألة أهون من ذلك بكثير، نحن في احتياج لأمة تتذكر النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار، فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من كل عام ليس بأن نقيم طقوسا عجيبة، ولكنها فرصة لأن نستمع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والناس كلها مهيأة بكلمة الاحتفال بالمولد النبوي، فلا يصح أن نحجر على عقولنا طالما لا يشوب الاحتفال معصية، وطالما الهدف هو إحياء السُّنة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ستجد يومها الناس يقولون لبعضهم كل عام وأنتم بخير، فلا نصدهم ولنتخذها فرصة لتعريف الناس بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وتصبح فرصة لأن تتجمع العائلة ويتجمع الأصدقاء لإحياء ذكرى ميلاده، وهناك تأصيل ودليل على أن الاحتفال بهذا اليوم ليس بدعة، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم لماذا تصوم يوم الإثنين يا رسول الله، فقال: "ذلك يوم ولدت فيه".. أي من أجل شكر الله على نعمة إيجاد النبي، ولنتذكر نعمة الله علينا.
إذن كيف نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ طبعا ليس بحلاوة المولد والأغاني الدينية، تعالوا نحتفل بجد.. تعالوا نحب النبي.. نتعلق به.. نتمسك بسنته طوال حياتنا، ونُعلِّمها لعباده؛ فيصبح هذا اليوم نقلة في حياة الأمة..
مقام النبي عند الله:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيِّدُ وَلَد آدَم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافِع وأولُ مُشَفَّع". وفي حديث آخر: "إني قد اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي لِاُمَّتِي أنا سيِّدُ وَلَد آدَم يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وبيدي لواء الحمد". ويقول: "إني عبد الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمُنجدِل في طينته"، وسيدنا عيسى يعرفه قبل مولده بستمائة عام: والآية تقول: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، ليس هذا فقط فالناس جميعا يعرفون أن سيدنا عيسى عندما ينزل في آخر الزمان سيحكم بشريعة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وستكون هي دليله الذي يتحرك به في الأرض.
وانظر لأكثر من ذلك، لأسماء النبي التي سُمِّي بها، تلك الأسماء التي عندما تسمعها تعرف أن مقامه عالٍ عند الله، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن لي أسماءً، أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي وأنا العاقب وأنا الحاشر".. رواه البخاري.
فـ"محمد" تأتي من صفة الحمد فمحمد الذي يُحمَد ثم يُحمَد يعني من عظيم أفعاله تظل تحمده وتشكره فصار محمدًا، فلا يُحمَد مرة واحدة ولكن من عظيم أفعاله تحمده مرات ومرات ومرات فسُمِّي محمدًا.
و"أحمد" صيغة تفضيل.. يعني هو أحمد الحامدين، كما تقول أعظم المستشارين، يعني لم يحمد الله تعالى أحد كما حمِده الرسول صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه لا يوجد في تاريخ البشرية أكثر ولا أعظم منه حمدا لله؛ فسمي أحمد من كثرة حمده لله تعالى. وفي ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ".... فأثبت تحت العرش وأحمد الله بمحامد لم يحمد بها إنسان من قبل".
"الماحي" يعني الذي يمحو به الله عبادة الأصنام في الأرض فما عُبِدت الأصنام منذ أن جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكل نبي يأتي ثم يموت تعود بعده عبادة الأصنام إلى سابق عهدها حتى جاء "الماحي" صلى الله عليه وسلم فما عُبِد صنمٌ بعد ذلك أبدا.
ومن أسمائه "الحاشر"، أي الذي يحشر الناس يوم القيامة على إثره، فهو أول من تنشق عنه الأرض وهو أول شافع وأول مُشفَّع وهو أول من يرفع لواء الحمد.
وهو "العاقب" الذي لا أحد بعده، فلا نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
واعرف مقامه عندما تسمع رب العالمين يتحدث في القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم حفظ عقيدته فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}، وحفظ لسانه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى}، وحفظ قلبه وعقله فقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، وحفظ بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} وحفظ سلوكه وأخلاقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ثم أعطاه اثنين من أسماء الله الحسنى لم يُعطِها الله لبشر سواه فقال عنه: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، ثم طمأنه عندما أوذي إيذاءً شديدًا فقال له: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، ثم رفع ذكره حتى علمت به البشرية إلى يوم القيامة فقال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ فلا يُذكَر الله في آذان أو شهادة إلا ويذكر معه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اعتبره الله أعظم نعمة منَّ بها علينا فقال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}.
ثم عاتب الله كل مَن خالفه وتركه وترك سبيله فقال: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ}، ثم اشتد عتاب الله أكثر وأكثر لمن تخلف عن درب رسول الله بعد وفاته فقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى? عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، واعتبر أن كل من تخلّف وترك سبيله فهو عاصٍ لأمر الله تبارك وتعالى.
ثم أقسم بحق النبي في القرآن الكريم مراتٍ عديدة، وأقسم من أجله فتسمعه مرة يقول: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}، {يس ?1? وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ?2? إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، ثم مرة أخرى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}، ويقول ابن عباس: "والله ما خلق الله نفسا أحب إليه ولا أكرم عليه من رسول الله، ألا يكفيكم أنه لم يقسم بحياة أحد من خلقه إلا هو صلى الله عليه وسلم"..
ثم يحدد الله سبحانه دور النبي في الأرض فيقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، فحتى الكفار سيحتاجونه، وخلق الله من الجن محتاجون له، فقد سمعوا القرآن على يديه فقال نفر منهم: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ?1? يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}، حتى الحيوان الذي لم نتعلم الرفق به إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن تظهر جمعيات الرفق بالحيوان بقرون عديدة.
الأرض كلها محتاجة إليك يا رسول الله لأنك الرحمة، ليس للمسلمين فقط بل للعالمين، فتشمل رحمتك الجن والإنس والحيوان والجماد، وتشمل أهل الأرض وأهل السماء؛ ومن أجل ذلك قال عنك الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ?45? وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}.. ولم يستخدم الله لفظ السراج المنير إلا مع الشمس، والنبي الذي ينور ظلمة القلوب.
تخيلوا أن الله كلما يبعث نبيا يأمره أمرا عجيبا جدا، أنبياء الله "نوح" و"هود" و"صالح" و"موسى" و"عيسى" عليهم السلام أجمعين.. كان يأمرهم الله أن يتبعوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وينصروه، مع أنه سبق في علم الله أن كل الأنبياء سيموتون قبل أن يبعث النبي، ولكن الله أراد أن يؤكد للبشرية مدى قيمة النبي صلى الله عليه وسلم، فاسمع هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى? ذَ?لِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}.
فهل تعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم راضٍ عمّا يحدث في الأرض الآن كلما عرضت عليه أعمالنا؟ كما جاء في الحديث: "تعرض عليّ أعمالكم ليلة الجمعة، فما كان فيها من خير حمدت الله تبارك وتعالى، وما كان فيها من سوء استغفرت الله لكم". إننا نحتاج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا؛ فكل طريق في الدنيا ظلام إلا طريق رسول الله، وكل الطرق في الدنيا موصدة إلا طريقه.
أما في الآخرة فنحن نحتاج إليه في الشفاعة عند بدء الحساب وعند حوضه، والشفاعة في دخول الجنة. ويحتاج عصاة المسلمين الذين سيدخلون النار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخفف عنهم العذاب، وليخرجهم بعد أن يستوفوا أعمالهم ويستحقوا دخول الجنة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فيدخل أهل الجنة الجنة ثم أنادي: عصاة أمتي عصاة أمتي، فيحد الله لي حدا فيقول: "اذهب يا محمد فأخرِجهم، فأُخرِجهم ثم أدخِلهم الجنة، ثم أقول: عصاة أمتي، عصاة أمتي، فيحد الله لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، ثم أعود أسجد تحت العرش ثم أقول: يا رب عصاة أمتي عصاة أمتي فيحد الله لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، وأعود فأسجد تحت العرش وأقول: يارب عصاة أمتي عصاة أمتي فيحد الله لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة.. ثم استحيي من الله".
وكان سيدنا "ثوبان" خادم النبي يحب النبي حبا غير عادي، فحدث في يوم من الأيام أن غاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم ولم يحضر إلا متأخرا، فوجد "ثوبان" يبكي فقال: "ما يبكيك يا ثوبان؟ قال "ثوبان": "أوحشتني يا رسول الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهذا ما يبكيك يا ثوبان؟" فقلت: "يا رسول الله أنت الآن بيننا لكني تذكرت إذا متَّ أنت ومتُّ أنا، ودخلت أنا الجنة ودخلت أنت، فأين مقامك من مقامي؟؛ فبكيت لأني سأكون مستوحشا لك في الجنة يا رسول الله".. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا ثوبان أنت مع من أحببت"، فتخيل لو أحببت رسول الله وصدقت في حبك له واتباعك لسنته فماذا سيكون مقامك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أهمية اتباع أمره:
احفظ هذه الآية: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}.. والأسوة أكبر من القدوة؛ فالأسوة هي كمال وتمام الاتباع. أما القدوة فهي أن تأخذ الرسول قدوة في بعض المواقف من حياتك، واعتبر الله الأسوة بناءً على رسالته لا شخصه؛ فالرسالة تبقى ولم يقل لقد كان لكم في "محمد" أسوة حسنة؛ لكي لا يأتي أحد ويستنكر أن يطالب بأن يتبِّع شخصا مات منذ عشرات السنين، فتجد هذه الآية تقول لنا بأن نقتدي به صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
وتلاحظ أنه لا يوجد أحد في الكون جعل الله حياته نموذجا متكاملا لأي إنسان يبحث عمَّن يقتدي به إلا النبي الذي جعل الله الثلاثة وعشرين عاما -هي فترة رسالته- فيها كل شيء قد يحتاجه الإنسان في حياته إلى يوم القيامة، ولم يكن هناك أحد لديه هذا إلا النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالنبي عاش حاكما ومحكوما وغنيا وفقيرا وقويا وضعيفا وأعزب ومتزوجا، ومسالما ومحاربا، ومعاهدا، وأبا لأولاد وبنات، تستطيع أن تقتدي به؛ فلقد اتُّهِم في عرضه وأوذي في كل شيء؛ ولذلك كان لابد من أن تأتي هذه الآية: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}..
والوحيد الذي لم يكن لديه خصوصية في حياته كان النبي صلى الله عليه وسلم فكل واحد من مشاهير الدنيا لديه جانب مظلم من حياته لا يعرفه أحد، لكن النبي هو الوحيد الذي كانت حياته بتفاصيلها الدقيقة معروفة -إلى أن توفي- لدى الجميع بداية من وضعه المالي نهاية بعلاقته مع زوجاته لأنه القدوة المثلى في الوجود. فالله زاد محمدا تكريما .... صلوا عليه وسلموا تسليما | |
|
هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: الحزنُ ليس مطلوباً شرعاً.. ولا مقصوداً أصلاً! الأحد 8 مارس - 11:53:23 | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحزنُ ليس مطلوباً شرعاً.. ولا مقصوداً أصلاً!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بمناسبة المولد النبوي الشريف، تلك المناسبة التي سعدت بها السماوات السبع والتي ملأت أقطار الأرض نورا، لنا الحق أن نسعد بنبينا، ونستبشر بديننا، ولهذا فمن كتاب الشيخ عائض القرني "لا تحزن".. اخترنا لكم هذا المقال، عله يكون نبراسَ هداية، وبسمة أمل على طريق الحياة.
لا تحزن
فالحزنُ منهيٌّ عنهُ قوله تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا) . وقولِه: (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) في غيْرِ موضعٍ. وقوله: (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا). والمنفيُّ كقوله: (فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). فالحزنُ خمودٌ لجذْوَةِ الطلبِ، وهُمودٌ لروحِ الهمَّةِ، وبرودٌ في النفسِ، وهو حُمَّى تشلُّ جسْمَ الحياةِ.
وسرُّ ذلك، أن الحزن مُوَقِّفٌ غير مُسَيّر، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيءٍ إلى الشيطان أن يُحْزِن العبد ليقطعهُ عن سيرِه، ويوقفه عن سلوكِه، قال الله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا). ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أن يَتَناجَى اثنانِ منهم دون الثالثِ، لأن ذلك يُحْزِنُه". وحُزْنُ المؤمنِ غيْرُ مطلوبٍ ولا مرغوبٍ فيه لأنَّهُ من الأذى الذي يصيبُ النفس، وقد وردت مغالبتُه بالوسائلِ المشروعةِ.
فالحزنُ ليس بمطلوبٍ، ولا مقصودٍ، ولا فيه فائدةٌ، وقدِ استعاذ منه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ"؛ فهو قرينُ الهمِّ، والفرقُ، وإن كان لما مضى أورثه الحُزْنَ، وكلاهما مضعِفٌ للقلبِ عن السيرِ، مُفتِّرٌ للعزمِ.
والحزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ، وهو مصلٌ سامٌّ للروحِ، يورثُها الفتور والنكَّدَ والحيْرَة، ويصيبُها بوجومٍ قاتمٍ متذبِّلٍ أمام الجمالِ، فتهوي عند الحُسْنِ، وتنطفئُ عند مباهج الحياةِ، فتحتسي كأسَ الشؤم والحسرةِ والألمِ.
ولكنَّ نزول منزلتِهِ ضروريٌ بحسبِ الواقعِ، ولهذا يقولُ أهلُ الجنةِ إذا دخلوها: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) فهذا يدلُّ على أنهمْ كان يصيبُهم في الدنيا الحزنُ، كما يصيبهُم سائرُ المصائبِ التي تجري عليهم بغيرِ اختيارِهم. فإذا حلَّ الحُزْنُ وليس للنفسِ فيه حيلةٌ، وليس لها في استجلابهِ سبيلٌ فهي مأجورةٌ على ما أصابها؛ لأنه نوْعٌ من المصائبِ فعلى العبدِ أنْ يدافعه إذا نزل بالأدعيةِ والوسائلِ الحيَّةِ الكفيلةِ بطردِه.
وأما قوله تعالى: (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ). فلمْ يُمدحوا على نفسِ الحزنِ، وإنما مُدحوا على ما دلَّ عليه الحزنُ من قوةِ إيمانِهم، حيث تخلَّفوا عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم لِعجزِهم عن النفقِة ففيهِ تعريضٌ بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلُّفهم، بل غَبَطُوا نفوسهم به. فإن الحُزْن المحمود إنْ حُمِدَ بَعْدَ وقوعِهِ -وهو ما كان سببُه فوْت طاعةٍ، أو وقوع معصيةٍ- فإنَّ حُزْنَ العبدِ على تقصيرِهِ مع ربّه وتفريطِهِ في جَنْبِ مولاه: دليلٌ على حياتهِ وقبُولِهِ الهدايةَ، ونورِهِ واهتدائِهِ.
أما قولُه صلى الله عليه وسلَّم في الحديثِ الصحيحِ: "ما يصيبُ المؤمن من همِّ ولا نصب ولا حزن، إلاَّ كفر اللهُ به من خطاياه". فهذا يدلُّ على أنه مصيبةٌ من اللهِ يصيبُ بها العبْدَ، يكفّرُ بها من سيئاتِه، ولا يدلُّ على أنه مقامٌ ينبغي طلبُه واستيطانُه، فليس للعبدِ أن يطلب الحزن ويستدعيّه ويظنُّ أنهُ عبادة، وأنَّ الشارعَ حثَّ عليه، أو أَمَرَ به، أو رَضِيَهُ، أو شَرَعَهُ لعبادِهِ، ولو كان هذا صحيحاً لَقَطَعَ الرسول صلى الله عليه وسلَّم حياتَهُ بالأحزانِ، وصَرَفَهَا بالهمومِ، كيفَ وصدرُه مُنْشَرِحٌ ووجهُه باسمٌ، وقلبُه راضٍ، وهو متواصلُ السرورِ؟!
وأما حديثُ هنْدِ بن أبي هالة، في صفةِ النبيّ صلى الله عليه وسلَّم: "أنهُ كان متواصلَ الأحزانِ" فحديثٌ لا يثبُتُ، وفي إسنادهِ من لا يُعرَفُ، وهو خلاف واقعِهِ وحالِهِ صلى الله عليه وسلَّم. وكيف يكونُ متواصلَ الأحزانِ، وقد صانَهُ اللهُ عن الحزنِ على الدنيا وأسبابها، ونهاهُ عن الحزنِ على الكفارِ، وغَفَرَ له ما تقدَّم من ذنبِهِ وما تأخَّرَ؟! فمن أين يأتيهِ الحزنُ؟! وكيفَ يَصلُ إلى قلبِهِ؟! ومن أي الطرق ينسابُ إلى فؤادِهِ، وهو معمورٌ بالذِّكرِ، ريّانٌ بالاستقامةِ، فيّاضٌ بالهداية الربانيةِ، مطمئنٌّ بوعدِ اللهِ، راض بأحكامه وأفعالِه؟! بلْ كانَ دائمَ البِشْرِ، ضحوك السِّنِّ، كما في صفته "الضَّحوك القتَّال" صلوات الله وسلامه عليه. ومَن غاصَ في أخبارهِ ودقَّقَ في أعماقِ حياتِهِ واسْتَجْلَى أيامَهْ، عَرَفَ أنه جاءَ لإزهاقِ الباطلِ ودحْضِ القَلَقِ والهمِّ والغمِّ والحُزْنِ، وتحريرِ النفوسِ من استعمارِ الشُّبَهِ والشكوكِ والشِّرْكِ والحَيْرَةِ والاضطرابِ، وإنقاذهِا من مهاوي المهالكِ، فللهِ كمْ له على البَشَرِ من مِنَنٍ .
وأما الخبرُ المرويُّ: "إن الله يحبُّ كلَّ قلب حزين" فلا يُعرف إسنادُه، ولا مَن رواه ولا نعلم صِحَّتَهُ. وكيف يكونُ هذا صحيحاً، وقد جاءت الملَّةُ بخلافِهِ، والشرعُ بنقْضِهِ؟! وعلى تقديرِ صحتِهِ، فالحزنُ مصيبةٌ من المصائبِ التي يبتلي اللهُ بها عَبْدَهُ، فإذا ابتُلي به العبدُ فصبرَ عليهِ أحبَّ الله صبرَه على بلائِهِ. والذين مدحوا الحزنَ وأشادوا بهِ ونسبُوا إلى الشرعِ الأمر به وتحبيذهُ ؛ أخطئوا في ذلك؛ بلْ ما ورد إلاَّ النهيَّ عنهُ، والأمرُ بضدِّه، من الفرحِ برحمةِ اللهِ تعالى وبفضلهِ، وبما أنزل على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم ، والسرورِ بهدايةِ اللهِ، والانشراحِ بهذا الخيرِ المباركِ الذي نَزَلَ من السماءِ على قلوبِ الأولياءِ.
وأما الأثَرُ الآخَرُ: "إذا أحبَّ اللهُ عبداً نَصَبَ في قلْبِهِ نائحةً، وإذا أبغض عبداً جعلَ في قلبه مِزْماراً". فأثر إسرائيليٌّ، قيل إنه في التوراة. وله معنى صحيحٌ، فإنَّ المؤمنَ حزينٌ على ذنوبهِ، والفاجرُ لاهٍ لاعبٌ، مترنِّمٌ فَرِحٌ . وإذا حصَلَ كسْرٌ في قلوبِ الصالحينَ فإنما هو لمِا فاتَهُم من الخيراتِ، وقصّروا فيهِ من بلوغِ الدرجاتِ، وارتكبوهُ من السيئاتِ. خلاف حزنِ العُصاةِ، فإنَّهُ على فوتِ الدنيا وشهواتِها وملاذِّها ومكاسبِها وأغراضِها، فهمُّهُمْ وغمُّهُمْ وحزنُهُمْ لها، ومن أجلِها وفي سبيلِها.
وأما قولُه تعالى عن نبيِّهِ "يعقوب" عليه السلام: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) فهو إخبارٌ عن حالهِ بمصابِه بفقْدِ وِلدِهِ وحبيبِهِ، وأنه ابتلاهُ بذلك كما ابتلاهُ بالتفريق بينَهُ وبينَهُ ومجرد الإخبارِ عن الشيءِ لا يدلُّ على استحسانِه ولا على الأمرِ به ولا الحثِّ عليه، بل أمرنا أنْ نستعيذَ باللهِ من الحزنِ، فإنَّهُ سَحَابَةٌ ثقيلةٌ وليل جاِثمٌ طويلٌ، وعائقٌ في طريقِ السائرِ إلى معالي الأمور.
وأجمع أربابُ السلوكِ على أنَّ حُزْنَ الدنيا غَيْرُ محمودٍ، إلا أبا عثمان الجبريَّ، فإنهُ قالَ: الحزنُ بكلِّ وجهٍ فضيلةٌ، وزيادةٌ للمؤمنِ، ما لمْ يكنْ بسببِ معصيةٍ. فيُقالُ: لا رَيْبَ أنهُ محنةٌ وبلاءٌ من اللهِ، بمنزلةِ المرضِ والهمِّ والغَمِّ وأمَّا أنهُ من منازِلِ الطريقِ، فلا. فعليكَ بجلب السرورِ واستدعاءِ الانشراحِ، وسؤالِ اللهِ الحياةَ الطيبةَ والعيشةَ الرضيَّة، وصفاءَ الخاطرِ، ورحابة البالِ، فإنها نِعمٌ عاجلة، حتى قالَ بعضُهم إنَّ في الدنيا جنةً، منْ لم يدخلها لم يدخلْ جنةَ الآخرةِ.
والله المسئولُ وَحْدَهْ أن يشرح صدورَنا بنورِ اليقينِ، ويهدي قلوبنا لصراطِهِ المستقيمِ، وأنْ ينقذنا من حياةِ الضَّنْكِ والضيِّقِ.
| |
|
هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: خطبنا مودعاً.. فأحيا قلوب العالمين! الأحد 8 مارس - 12:02:04 | |
| خطبنا مودعاً.. فأحيا قلوب العالمين!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رأينا ونحن نحتفل سويا بالمولد النبوي العطِر، ونحن نحتفل بميلاد أشرف الخلق وأعظم الخلق وأطهر الخلق والرحمة المهداة من الله لكل الخلق، أن نتذكر معا ما قاله النبي في خطبة الوداع، تلك الخطبة التي جمع فيها النبي آخر وصاياه لأمته؛ لأننا نعتقد أن خير احتفال لنا بميلاده أن نحيي قلوبنا وأرواحنا ونفوسنا وعقولنا باتباع أنواره، وتنسم شذى طيب أخلاقه صلى الله عليه وسلم... فالله زاد محمدا تعظيما.. صلوا عليه وسلموا تسليما.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد، أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلَّغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل رِبا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.
قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله –هو عم النبي وأول من أسقط النبي عنه ما اكتسبه من الربا وحرمه عليه- وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع –لا ثأر له- وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتَلته هُذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية.
أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبَد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم.
أيها الناس، إن النسيء –التلاعب في ترتيب الأشهر الحُرم ليستحلوا فيها القتال- زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يُحلُّونَه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله.
إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان.
أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فُرشِكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلّغت.
وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بيِّنًا، كتاب الله وسنة نبيِّه. أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلَمُنَّ أن كلَّ مسلم أخٌ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمُنَّ أنفسَكم اللهم هل بلغت؟ فقال الناس: اللهم نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اشهد".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.. الله زاد محمدًا تكريمًا.. صلوا عليه وسلموا تسليما
| |
|
هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: الاحتفال بالمولد النبوي بين الشرع والبدعة الأحد 8 مارس - 12:20:13 | |
| الاحتفال بالمولد النبوي بين الشرع والبدعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من منا لا يحب أن يحتفل بمولد من يحب؟
وإذا احتفلنا بمولد من نحب أفليس من الأولى أن نحتفل بمولد أشرف الخلق رسولنا الكريم؟
أنا وأنت بل المسلمون جميعاً نود لو أننا احتفلنا به احتفالا يليق به ولكن..
نقف جميعاً عند شرعية احتفالنا به والأهم هو كيف نحتفل بحبيبنا "محمد" صلوات الله وسلامه عليه دون أن يتحول احتفالنا به من أمر حسن إلى بدعة يشوبها السوء.
جمعنا أسئلتنا وأسئلتكم ولملمنا حيرتنا على حيرتكم وألقينا بهم جميعاً على أهل العلم والفتوى فأفتونا..
• كيف نحتفل بالمولد النبوي؟ • ما حكم الاحتفال بهذه المناسبة؟ • وما واجبنا تجاه الحبيب صلى الله عليه وسلم؟ • ما هو اليوم الذي نصومه بمناسبة المولد النبوي الشريف؟ • وهل إذا صادف يوم جمعة يكون صومه حلالاً؟ • يستعد كثير من الناس للاحتفال بالمولد النبوي، فهل الاحتفال جائز؟ • وما ضوابطه وكيف تتحقق لنا محبته؟ • وهل كان سلف الأمة يحتفلون به؟
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور "يوسف القرضاوي" رداً على الأسئلة سالفة الذكر قائلاً:
"هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقرَّه ونعتبره نافعاً للمسلمين، ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟
لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان "سعد بن أبي وقاص" يقول: "كنا نروِّي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن". وهذا بأن يحكوا للأولاد ما حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق، وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ما حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء.
ثم جاء عصر نسي فيه الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، صحيح أنه اتُّخِذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل بأن نذّكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، لأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وأذكرهم بقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. [سورة الأحزاب الآية: 21]
ولنضحِّي كما ضحى الصحابة، كما ضحى "علِيّ" حينما وضع نفسه موضع النبي صلى الله عليه وسلم، كما ضحت "أسماء" وهي تصعد إلى جبل ثور، هذا الجبل الشاقُّ كل يوم، لنخطط كما خطط النبي للهجرة، لنتوكل على الله كما توكل على الله حينما قال له "أبو بكر": "والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له رسول الله: "يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".
نحن في حاجة إلى هذه الدروس؛ فهذا النوع من الاحتفال وتذكير الناس بهذه المعاني أعتقد أن وراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام وربطهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال، ولا نقر أحدًا عليها.
كما يقول المستشار "فيصل مولوي" نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إن ذلك جائز شرعاً ولو لم يكن له أصل، بمعنى أنّه لم يحتفل به الصحابة ولا التابعون ولا تابعو التابعين من أهل الفقه في الدين وهم خير القرون. ولكن لما جهل كثير من المسلمين صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحياته، وكيف كان يعيش حياة البساطة والتواضع والرحمة والشفقة، وأصبحت محبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في قلوب الكثيرين محبة سطحية، جمع أحد سلاطين المسلمين العلماء وطلب من أحدهم أن يؤلف كتاباً يتناول حياة الرسول منذ الولادة إلى الوفاة وذكر أخلاقه الطيبة العطرة، وأقام لذلك احتفالاً مهيباً وصار الاحتفال بالمولد ذكرى استحبها كثير من العلماء وبقيت حتى يومنا هذا.
ولكن..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إلا أنه لابد من القول إن هذا الاحتفال ليس نوعا من العبادات التي شرعها الله، ولكنّه من أنواع العادات والأعراف التي يخترعها الناس، ثم يفتي العلماء بإباحتها إذا لم يكن فيها حرام، أو بمنعها إذا اشتملت على محرّمات. وبما أن ذكرى المولد في الأصل تذكير بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخلاقه فهي مباحة وفيها من الأجر -إن شاء الله- ما لا يخفى.
لكن يجب الحذر مما ورد في بعض كتب الموالد من انحرافات وشطحات تصل إلى حدّ الكفر أحياناً. فهذه حرام ولو كانت في غير ذكرى المولد. وإذا اقترنت بها الاحتفالات تصبح حراماً أيضاً.
كما جاء في قول فضيلة الشيخ "عطية صقر" رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف:
صيام التطوع مندوب لا يختص بزمان ولا مكان، ما دام بعيدًا عن الأيام التي يحرُم صيامها، وهي العيدان وأيام التشريق ويوم الشك على اختلافٍ للعلماء فيه، والتي يُكْره صيامها كيوم الجمعة وحده، ويوم السبت وحده.
وهناك بعض الأيام التي يُسْتَحب الصيام فيها كأيام شهر المُحَرَّم، والأشهر الحُرُم، وعرفة، وعاشوراء، وكيوم الإثنين، ويوم الخميس من كلِّ أسبوع، والثلاثة البيض من كل شهر؛ وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وستة أيام من شهر شوال، وكثير من شهر شعبان، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس من هذه الأيام يوم ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم والذي اعتاد الناس أن يحتفلوا به في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فلا يُندب صومه بهذا العنوان وهذه الصفة، وذلك لأمرين: أولهما: أنَّ هذا اليوم لم يُتفق على أنه يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم، فقد قيل إنه وُلِدَ يوم التاسع من شهر ربيع الأول، وقيل غير ذلك. وثانيهما: أن هذا اليوم قد يُصادِف يومًا يُكْره إفراده بالصيام، كيوم الجمعة فقد صحَّ في البخاري ومسلم النَّهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يصومنَّ أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده".
هذا بخصوص صوم يوم الميلاد النبوي في كلِّ عام، أما صيام يوم الإثنين من كلِّ أسبوع فكان يحرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأمرين، أولهما أنه ذكر أن الأعمال تُعْرَض على الله فيه وفي يوم الخميس، وهو يُحب أن يُعرض عمله وهو صائم، كما رواه الترمذي وحسَّنه، وثانيهما أنه هو اليوم الذي وُلِدَ فيه وبُعِثَ فيه، كما صحَّ في رواية مسلم. فكان يصومه أيضًا شُكْرًا لله على نِعْمَة الولادة والرسالة.
فمن أراد أن يشكر الله على نعمة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته فليشكره بأية طاعة تكون، بصلاة أو صدقة أو صيام أو نحوها، وليس لذلك يوم مُعين في السُّنة، وإن كان يوم الإثنين من كلِّ أسبوع أفضل؛ للاتباع على الأقل.
والخلاصة أن يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ليس فيه عبادة خاصة بهذه المناسبة، وليس للصوم فيه فضل على الصوم في أي يوم آخر. والعبادة أساسها الاتباع، وحبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم يكون باتِّباع ما جاء به كما قال فيما رواه البخاري ومسلم: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنتي فليس مني". وفيما رواه أبو يعلى بإسناد حسن: "من أحبني فليستنَّ بسنتي".
والله أعلم..
وأخيراً إخوتنا في الله نستخلص مما أفتانا به علماؤنا الأجلاء أن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يكون باستعراض سُنَّته، والتذكير بدعوته، والاسترشاد بهَديه، وأن يكون بالإكثار من العبادة والذكر والصدقة في سبيل الله.
وفقنا الله وإياكم إلى طاعته ورزقنا حب رسوله وأشرف خلقه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|