هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هـمسـه


هـمسـه


انثى
عدد الرسائل : 2936
العمر : 38
الدوله : طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Male_e10
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Empty
مُساهمةموضوع: طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91"   طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Icon_minitimeالجمعة 20 مارس - 3:51:47



طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" التي هزمت فيها مصر إسرائيل دون رصاص!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


باعتبار يوم التاسع عشر من مارس إجازة رسمية للطلاب في المدارس، تكتمل ثلاثية الاحتفال المصرية بتحرير "طابا"، إذ سبق الإجازة أغنية شهيرة للفنانة الكبيرة "شادية" أكدت فيها أن "سيناء رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم في عيد"، ثم دخلت السينما على خط الاحتفال وقدمت عام 1992 فيلم "الحب في طابا" وهو الفيلم الذي ارتبط لدى المراهقين بأنه يحتوي على "كثير من المناظر" كما أنه كان يناقش بالأساس قضية الإيدز!

وبعد 20 عاما على تمام تحرير طابا -ذلك الشريط الحدودي الصغير المبِهر الذي يطل على خليج العقبة ولا تزيد مساحته على كيلو متر مربع- يبدو مدهشا -وربما مؤسفا ومخزيا- ألَّا تعرف أجيال كثيرة قصة "المعركة الكبرى" التي خاضتها مصر لاستعادة طابا -آخر أراضي سيناء التي تشبَّثت بها إسرائيل وكلبشت فيها- وهي معركة عنيفة للغاية ومرهقة لأكثر درجة وأشبه بحرب "حقيقية" استمرت لثلاث سنوات "1985- 1988" لم ينطلق فيها الرصاص حقا، وإن بُذل فيها من الجهد والعرق ما يوازي حمل مدفع الآر بي جي وإطلاق الرصاص من المدافع الرشاشة!


خوازيق تطل على البحر!





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أصل القصة يعود عندما بدأ تنفيذ بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، تلك الاتفاقية التي تمّ توقيعها في مارس 1979، والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها من مصر في يونيو 1967 على أن يتم ذلك عبر لجنة مشتركة من الجانبين المصري والإسرائيلي؛ لتسهيل تنفيذ المعاهدة. وبحسب كتاب "طابا.. قضية العصر" للعلامة المؤرخ الراحل د.يونان لبيب رزق -الذي سيكون رفيقا لنا طوال هذا الموضوع- فإن إسرائيل أبدت تجاوبا في تنفيذ بنود الاتفاقية الخاصة بوضع العلامات الفاصلة بين حدود مصر وإسرائيل، وأن ذلك استمر حتى وصلوا إلى العلامة أو النقطة رقم 90، وكان على الفريقين المصري والإسرائيلي الانتقال إلى تحديد النقطة رقم 91.. وكانت هذه النقطة هي التي سترتبط دوما باسم "طابا".

طوال سنوات الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، تعامل الإسرائيليون مع سيناء باعتبارها "أرضا مملوكة لهم للأبد"، وفي الوقت الذي لم يطل فيه العمران والاهتمام سيناء في السنوات السابقة لحرب يونيو 1967، بدأ الإسرائيليون في بناء بعض المستوطنات هناك، كما لجأوا إلى صبِّ ما يمكن وصفه بـ"الخوازيق" في سيناء، على أمل أن تنجح في اقتطاع أي جزء منها، وكانت طابا هي الهدف؛ إذ بسبب تمتعها بطبيعة جغرافية استثنائية ومياه تخلو من الشعب المرجانية التي يمكن أن تعيق السياحة أو الملاحة -على عكس مدينة "إيلات" الإسرائيلية التي تقابلها تماما- أنشأ فيها الإسرائيليون فندقا فاخرا -هيلتون طابا- يصلح لأن يكون منتجعا سياحيا عالميا.

الطبيعة لا تكذب أبدًا.. أحيانًا!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وهكذا وعندما جاءت اللجنة الإسرائيلية المشتركة لتحديد النقاط الحدودية بين الطرفين بعد اتفاقية السلام، أكد الإسرائيليون أن النقطة 91 محددة في أسفل الوادي -الذي تطل عليه طابا من أعلى- فيما كان يصر الفريق المصري على أن النقطة 91 موجودة على سلسلة الجبال المطلة على الوادي، كان هذا يوم الثالث من ديسمبر 1981، وبعد اغتيال الرئيس السادات بشهور قليلة، وهو ما شجَّع الإسرائيليين على الخوض في الخداع؛ لأنهم يدركون أن الدولة المصرية لم تكن مستقرة بعد حادث اغتيال الرئيس، وأن الرئيس مبارك ربما يقبل بإنهاء ترسيم علامات الحدود مع إسرائيل بأي طريقة حتى يستطيع أن يقدِّم ذلك للشعب في أقرب وقت مما يربط بدايات حكمه بعودة سيناء إلى مصر.

لكن هذا تصور لم يبتلعه -مطلقا- الفريق المصري المختص برسم الحدود، وفي الوقت الذي قال فيه الإسرائيليون إن النقطة 91 تقع مكان بقايا مبنى قديم في الوادي، أصرَّ رجال الفريق المصري على الصعود إلى أعلى الجبل حيث يعتقدون بوجود العلامة، وبالفعل عندما صعد ممثلون من كل فريق إلى الجبل عثر الفريق المصري على القاعدة الحجرية للعلامة 91، لكنهم لم يجدوا العلامة نفسها، أثار هذا قلق الإسرائيليين لكنهم ظلوا متمسكين برأيهم طالما العلامة نفسها غير موجودة، قبل أن يتجه أحد الضباط المصريين إلى منحدر شديد الوعورة والخطورة على الجبل ليختفي خلفه للحظات ثم يعود بعدها وهو يحمل العلامة 91 نفسها التي لا يقل ارتفاعها عن 15 سم، ويتراوح وزنها بين 60 و70 كجم، عندها أفلت من أحد الإسرائيليين قوله: "إن الطبيعة لا تكذب أبدا".. لكن مَن قال إن هذا القول ينطبق على الإسرائيليين أيضا؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هـمسـه


هـمسـه


انثى
عدد الرسائل : 2936
العمر : 38
الدوله : طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Male_e10
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Empty
مُساهمةموضوع: رد: طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91"   طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91" Icon_minitimeالجمعة 20 مارس - 4:14:47

إنه.. أرئيل شارون!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




استدعى الخلاف بين الفريقين المصري والإسرائيلي عقد لقاء في مارس 1982 بين الفريق كمال حسن علي وزير الخارجية، ووزير الدفاع الإسرائيلي الصقر الدموي صاحب ثغرة الدفرسوار والذي سيرتبط اسمه للأبد بمذبحة صابرا وشاتيلا التي ستقع في سبتمبر من نفس العام 1982.. كان هذا المسئول الإسرائيلي هو "أرئيل شارون"!

وبعد جدل طويل، قرر الرجلان تفقُّد الحدود والنقطة 91 عبر طائرة هليكوبتر، ومن الأعلى أشار شارون إلى نقطة مسطحة منبسطة قائلا: بأن هذه هي النقطة 91!، وهو ما رفضه الفريق كمال حسن قائلا: بأن النقطة 91 في أعلى الجبل حيثما يوجد -عادة- مركز الشرطة الذي يوجد دائما في آخر نقطة حدودية، ثم طلب من الطيار أن يهبط في النقطة ذاتها حتى يُشاهد -ومعه "شارون"- القاعدة الحجرية والعلامة التي عثر عليها الفريق المصري في المنحدر قبل أربعة أشهر تقريبا، ومثلما كان متوقعا لم يجد الفريق "كمال حسن" العلامة، بل وجد ما يشير إلى أنه تم إزالتها من مكانها حديثا.. لقد فعلها الإسرائيليون!

أغضب هذا التصرف -المستفز- وزير الخارجية المصري حتى أنه أرسل إلى المسئولين في إسرائيل رسالة مفادها أن وزير الدفاع الإٍسرائيلي السابق "عزرا فايتسمان" تعاون مع مصر في تسليم المطارات في سيناء بحالة جيدة، فيما جاء شارون ليُزيل العلامة التي تجعل طابا تعود إلى مصر، وأنه يشعر بفزع وضيق من هذا التصرف.

بعدها سيطلب "شارون" أن يجتمع في سرية مع الفريق "كمال حسن"؛ ليقدِّم له العرض -الاستفزازي- التالي: "حسنا.. دعنا نمضي إلى حل وسط.. اتركوا لنا المنطقة التي فيها الفندق"، وكان الرد: "إننا لن نترك أو نبيع أراضينا.. فهذه أرضنا ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك.. والفندق نحن على استعداد لشرائه". تأزَّم الموقف، وبدت إسرائيل متمسِّكة بطابا والفندق بشكل جنوني، وبدأوا في استخدام الورقة الوحيدة والأهم التي يمتلكونها في كونهم قد يُؤجلون الانسحاب كلية من سيناء إلا بعد تمام حسم موضوع طابا، لكن الانسحاب الإٍسرائيلي تم بالفعل من سيناء في 25 أبريل 1982 باستثناء طابا حيث تم الاتفاق بين الطرفين على خوض مفاوضات دبلوماسية من جديد، ليس حول طابا فحسب وإنما حول 14 نقطة حدودية أخرى، وكان هذا إيذانا ببدء معركة أخرى.


التنس على الطريقة الإسرائيلية!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الشاهد أن إسرائيل اتبعت في معركة طابا ذات الأسلوب الذي اتبعته في معركة اتفاقية السلام مع الرئيس السادات، وهو تكتيك يمكن تلخيصه في كلمة واحدة "الصبر"!، أي أن تصبر على بقاء الوضع ملتهبا متوترا مع مصر على أمل أن تفوز في النهاية بـ"طابا"، ثم جاء الاجتياح الإٍسرائيلي للبنان في سبتمبر 1982 ليزيد الموقف توترا إذ سحبت مصر سفيرها من إسرائيل ودخلت العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مرحلة الجمود، مما أجل النقاشات بين الطرفين حول طابا، لثلاث سنوات كاملة استغلتها إسرائيل في مزج سياسة الصبر بالاستفزازات بتفكير "الأمر الواقع"، فرغم أن طابا أصبحت منطقة متنازعا عليها وهو ما يعني وجوب خلوها من تواجد عسكري للطرفين، فإن الطائرات والزوارق الإسرائيلية راحت تتجول بين الحين والآخر في المكان كما سجل المصريون تواجد جندي إسرائيلي بملابس عسكرية على شاطئ طابا!، بل -وفي ظل هذا التوتر- استمرت إسرائيل في بناء ملحقات لفندق "سونستا" الذي كان مملوكا لها في طابا، ووصل الأمر إلى حد بناء رصيف بحري صغير أمام الفندق ليصبح "مرسى خاصا للنشات"!، ثم استمر الاستفزاز برفع العلم الإسرائيلي في مقدمة الفندق وملعب التنس المرافق له والشاطئ الملحق به، والقرية السياحية التي أنشأها إلى جواره!


قُلْ "الموقع المضبوط" ولا تقُلْ "الموقع الصحيح"!
ولما عاد التواصل بين مصر وإسرائيل مجددا حول طابا، فشلت الجلسات بين الطرفين في التوصل إلى اتفاق، وهكذا أصبح الحل الوحيد لحسم القضية هو اللجوء إلى التحكيم الدولي، وهو حل قوبل بهجوم ورفض عنيفين من المعارضة في مصر، وقاد ذلك الفريق جريدة الشعب لسان حال حزب العمل آنذاك ومعها جريدة الوفد وكان هذا الفريق يرى أنه لا يصح ولا يجب اللجوء إلى تحكيم دولي؛ لأنه "لا تحكيم على سيادة"، مما دفع الحكومة وقتها للتأكيد على أن اللجوء إلى التحكيم الدولي هو من أجل "تحديد مواقع العلامات" وليس "تخطيط الحدود" كما كانت تريد إسرائيل أن تجعل عنوان القضية.

ورغم أن الفارق بين المصطلحين قد يبدو بسيطا وغير ذي أهمية لدى العاديين، إلا أن الفارق كبير فعلا، والشاهد أن معركة طابا، كانت معركة مصطلحات فعلا، وأكبر دليل على ذلك هو أنه بعد الاتفاق بين الجانبين المصري والإسرائيلي على اللجوء للتحكيم الدولي في "جنيف"، وصل الخلاف بينهما إلى ذروته حول شكل السؤال الذي سيوجه للمحكمة فهل يكون: "ما الموقع الصحيح Correct لعلامات الحدود المختلف عليها" وهذه صيغة إسرائيل، أم يكون: "ما الموقع المضبوط Exact للعلامات" وهذه صيغة مصر، والخبث الإسرائيلي في صياغة السؤال بهذا الشكل كان يحول قضية طابا من "بحث لعلامات كانت قائمة بالفعل" إلى "اقتراح علامات ينبغي أن تكون قائمة"، ولما اشتد الخلاف بين مصر وإسرائيل تدخلت أمريكا في الموضوع وصارت الصيغة: "نطلب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب" وهكذا ألغت أمريكا كلمتي "صحيح" و"مضبوط" من القاموسين الإسرائيلي والمصري!


فيلم سينمائي.. وضباط من الموساد!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من الظلم تلخيص "المعركة العنيفة" التي خاضها فريق الدفاع القانوني والجغرافي والتاريخي والأمني الذي شكلته مصر للتعبير عن رأيها في قضية تحكيم طابا، بأنه -أي الفريق- حقق انتصارا قانونيا فحسب في هذه الموقعة بعد ثلاث سنوات من السجال؛ وذلك لأن التفاصيل التي احتشدت في هذه السنوات في غاية الإثارة والخطورة وتصلح بالفعل إلى تحويلها إلى مسلسل أو فيلم سينمائي ناجح!

فإذا كان فريق الدفاع المصري قد ضم عتاولة في القانون والتاريخ والجغرافيا مثل د.يونان لبيب رزق ود.وحيد رأفت ود.مفيد شهاب "وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية حاليا" وغيرهم من قائمة تستحق أن توضع في لوحة شرف بالفعل، وكان إلى جوارهم اثنان من كبار المحامين الدوليين البريطانيين منهما البروفيسور "باوت وسنكلير"رئيس قسم القانون الدولي في جامعة كامبريدج العريقة، فإن الفريق الإسرائيلي أيضا احتشد فيه عدد من القانونيين والخبراء والجغرافيين ومعهم أيضا "إلياهو لو ترباخت" البريطاني اليهودي أستاذ القانون الدولي بجامعة كامبريدج أيضا، بالإضافة إلى عدد من رجال الموساد، وعليه فإن المعركة بين الفريقين كانت ملتهبة ساخنة شديدة الوعورة، كلما أظهر فيها طرف تفوقا وأحرز هدفا، سارع الفريق الآخر باكتشاف نقطة ضعف مضادة وصد هذا الهدف، وهذا أمر يلغي الفكرة السائدة عن أن الطرف الإسرائيلي يتسم في مثل هذه المعارك -التي يلعب فيها الذكاء والدهاء والبحث والتقصي الدور الأكبر- بالضعف والبلاهة كما درجت على ذلك بعض الأفلام والأقلام التي تناولت أشكالا من الصراع بين مصر وإسرائيل.



البحث عن الخريطة المفقودة!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وهكذا فإن مصر وإسرائيل أنفقتا في سبيل الانتصار في معركة طابا -التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة- مبالغ مالية باهظة للغاية للدرجة التي جعلت -بحسب المؤرخ يونان لبيب رزق- رقم هذه الأموال في كل البلدين موضوع حتى يومنا هذا تحت بند "سري للغاية"، وللدرجة التي جعلت ذات المؤرخ يقرُّ بأن الأموال التي أنفقتها مصر لاسترجاع الكيلو متر مربع الذي هو كل مساحة طابا، يجعل من قيمة المتر الواحد في طابا أغلى من قيمة أي متر يتم تقييمه في وسط القاهرة!

والثابت أن الإنفاق المصري على قضية طابا لم يكن في أجور المحامين والباحثين والجغرافيين؛ لأنهم جميعا تنازلوا عن أجورهم هذه باعتبار أن القضية "وطنية صرفة"، لكن البحث في دفاتر الماضي والرجوع إلى وثائق يعود عمرها إلى عشرات السنوات لإثبات حق مصر في طابا، تطلب السفر والانتقال طوال السنوات الثلاثة التي دامت فيها القضية لأكثر من بلد، من لندن إلى جنيف ومن السودان إلى نيويورك، سعيا وراء الأدلة الدامغة في الوثائق والمستندات الأجنبية التي تثبت أن طابا موجودة داخل الحدود المصرية منذ عام 1906، هو ذلك العام الذي وقع فيه ما يعرف بـ"حادثة طابا"، حينما وقع الخلاف بين مصر والدولة العثمانية على ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية، ثم تم الاتفاق على ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين ووضع العلامات الحدودية ورسم الخرائط بما يضم "طابا" إلى مصر، وإذا كان المنطق يقول بأنه يجب أن يكون لدى مصر نسخة من هذه الخريطة التي رسمت عام 1906 وأنه لو تم تقديمها للمحاكمة لحكمت لصالح مصر على الفور، فإن المفاجأة المذهلة أن الفريق المصري لم يجد أي نسخة من هذه الخريطة مطلقا!

وكانت المفاجأة التي كشف عنها فريق الدفاع المصري عندما زار دار المحفوظات العامة في لندن أن النسخة الثانية من خريطة الحدود المصرية الفلسطينية التي تؤكد أن طابا تابعة لمصر عثر عليها عام 1921 الميجور "تويدي" المسئول عن "إدارة أقسام الحدود" في الجيش المصري الذي لم يكن يخلو من أجانب في أماكن حساسة، وأنه عثر عليها في خزانة مسجلة باسمه في البنك الأهلي المصري، وعندما عرف أهميتها اتجه بها إلى دار المندوب السامي في القاهرة بدلا من أن يسلمها إلى المصريين، ومن يومها اختفت إلى الأبد تلك الخريطة التي كان يمكن أن تنهي قضية طابا في أيام معدودة!

مائة عام.. إلى الوراء!


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وهكذا ربما لا يتسع المقام لسرد المزيد من التفاصيل السينمائية التي دارت على خلفية معركة استرجاع طابا لمصر، وكيف أن إسرائيل في أولى جلسات الدفاع استخدمت فيلما استعرضت فيه بطريقة مبهرة جذابة شبه مقنعة الأسانيد التي تثبت أن طابا في الحدود الفلسطينية وبالتالي هي تحت سيطرتها طالما ظلت فلسطين محتلة، هو ذات الفيلم الذي لا يُخفي د.يونان لبيب رزق في شهادته أنه ظهرت آثاره بشكل سلبي على فريق الدفاع المصري، فبدا متجهما بعد انتهاء عرضه، لكن هذا لم يكن سببا في الاستسلام مطلقا وإنما دفعهم لبذل المزيد من الجهد الخرافي والغوص في أعماق الوثائق والصفحات لسنوات تعود إلى ما قبل الاحتلال البريطاني لمصر.

أي أنهم وهم يبحثون عن حق مصر في كيلو متر مربع من أراضيها لابد وأن يستحضروا مائة عام من التاريخ، هو ذات التاريخ الذي لا يعرفه كثيرون هذه الأيام، ولا يعرفون كيف كان راضيا عنا حينما دخل القاضي السويدي "جونا لاجرجرين" قاعة المحكمة في يوم 30 سبتمبر 1988 ليعلن أنه "تقرر المحكمة أن علامة الحدود 91 هي في الموضع المقدم من جانب مصر"، لتخسر إسرائيل معركة جديدة ويبكي العمال الإسرائيليون الموجودون في فندق "سونستا"، وليتبادل فريق الدفاع المصري التهئنة والفرحة الكبيرة، وهم لا يدرون أنها بعد عشرين عاما من اليوم الذي ستزول فيه إسرائيل نهائيا عن طابا -19 مارس 1989- لن يبقى في ذاكرة كثير من المصريين من ملحمة طابا سوى مشاهد من فيلم سينمائي متوسط وأغنية بصوت شادية وحركة مرور إنسيابية ببركة الإجازة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طابا.. المعركة المثيرة "للعلامة 91"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إنفلونزا الخنازير في طريقها إلى "الوباء".. ومصر لاتزال "بلد نظيف"
» دُبي تفتتح أول محل لبيع الملابس المستوردة من الكيان الغاصب الصهيوني "إسرائيل"
» الكونجرس يصنف قنوات فضائية عربية كمنظمات "إرهابية"!
» افتتاح أول مطعم "نسائي" في المنطقة الشرقية بالسعودية
» سفير العراق في واشنطن يتحول لـ "نكتة" الموسم بين السفراء العرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات السياسيه :: منتدى الاخبار العربيه والعالميه-
انتقل الى: