مهزلة مسرحية
العداء الإيراني الأمريكي الإسرائيلي المشترك
أعلن المالكي وهو في حصنه المنيع إن العراق سوف
يقرر الاستئناف في بناء
المفاعل الذري الذي دمر من قبل الاحتلال والمفتشين التابعين لأمريكا، والتباحث مع فرنسا حول الشروع في تجهيز العراق
بالأجهزة والمعدات المطلوبة ﻹﻋﺎدت بناء المفاعل الذي
بناه الشهيد صدام . هؤلاء العملاء الذين حرضوا بوش على مهاجمة العراق وتدمير المفاعل الذري العراقي بحجة انه خطر على
المنطقة وكانوا طبعا يقصدون خطرا على طموحات
إيران من التوسع والانتشار على حساب العرب
، الم يعلن المالكي وجماعة التحالف معه من
أهل العمائم السوداء من إن إيران لها الحق في بناء المفاعل إذن حال لسانهم كان يقول سابقا انه ممنوع على العراق في امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتبذير أموال الشعب بشراء المصانع الثقيلة والأسلحة
الفتاكة وإنتاج الصواريخ البعيدة المدى ، بينما
ألان فأنه من حق إيران امتلاك هذه الأسلحة وإنتاج الصواريخ وصناعة القنبلة الذرية ، لان هذه القنبلة والصواريخ لن تستعمل ضد إسرائيل وتهدد أمنها الاستراتيجي
في المنطقة مطلقاً ، بل إن هذه الأسلحة التي ستمتلكها إيران مستقبلا هدفها تهديد العرب
وسحقهم وابتزازهم .
إن أكثر الدول العربية وخاصة دول الخليج تجاوزت تمامًا
مرحلة الانخداع بمعسول الكلام الإيراني، إيران
لم تطلق صاروخا واحدًا من صواريخها طويلة المدى التي تجربها كل يوم على "إسرائيل"
رغم الصخب الإعلامي الذي يقوم به مسئولوها ليل نهار فلمن برأيكم ستوجه هذه الصواريخ
أو القنابل النووية القادمة ؟. من المعلوم أن إيران كانت دولة فارس الكبرى فيما مضى
ولم تزل عقدة الدولة العظمى أو الأقوى تسيطر على نفسية الشعب الفارسي ولم تزل عندهم
مقومات هذه الدولة العظمى حتى اليوم خاصة إذا استطاعوا بناء دولة قوية ومسلحة بأسلحة
حديثة يستطيعون أن يلعبوا دوراً مهماً في المنطقة لذلك فهم يسابقون الزمن وينفقون كل
ثروتهم لبناء قوة عسكرية جبارة تؤهلهم مستقبلاً لاحتلال جزيرة العرب وإلحاق مكة والمدينة
المنورة بالدولة الفارسية وأمام هذه الطموحات
الضخمة فإنهم يصطدمون بعقبات كبيرة جداً منها وجود القنبلة النووية الباكستانية والتي
تعتبر بنظرهم قنبلة نووية سنية وبالتالي لا بد من وجود قنبلة نووية شيعية حتى يصبح هناك توازن للرعب أو سياسة
الردع النووي .
بعض الباحثين
يروا أنه لا توجد وسيلة لحسم هذا الجدال بصورة نهائية حول امتلاك إيران للقنبلة النووية
هل هو خدمة للإسلام ككل أم خدمة للمذهب الشيعي؟ ، إذ أن إيران كدولة محورية في هذا الإقليم الملتهب
تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على التحول للقوة الإقليمية الأولى في المنطقة
وقادرة على فرض أجندتها على طاولة المفاوضات حسب اعتقاد بعض المحللين ، ونحن نخالفهم الرأي ، فأيران ليست إلا نمر من
ورق .
ورغم ما تبديه أمريكا وإسرائيل من كرههم الشديد لحكم الملالي في طهران إلا أنه بحكم
العقيدة البرجماتية التي تحكم عمل النظام تبدي أمريكا بعض المرونة فيما يخص التعامل
مع إيران عكس الخشونة والاستبداد والغطرسة
التي مارستها أمريكا ضد الحكم الشرعي السابق في العراق . ومن يعتقد بأن هنالك عداء بين أمريكية وإيران , فأنه واهم اشد الوهم ويتخبط في غياهب الأوهام وطلاسم
الإسرار ، الإعلام شيء والحقيقة شيْء أخر
وان هذا العداء المزعوم هو مفتعل ليس إلا ، أتمنى على العارفين بخفايا
اللعبة السياسية بين أمريكا وإسرائيل وإيران
إن يعطوننا دليلا واحدا واضح المعالم
لألبس فيه ولا غبار عليه بأن هنالك عداء حقيقي جدي بين أمريكا
وإيران ، ولكن الواقع على الأرض لايحتاج إلى محللين وسياسيين وغير ذلك بل ويدحض
حجة كل من يتوهم هذا العداء المفتعل بين الحلفين والشريكين من ألف إلى الياء . إن التهديدات التي كانت تطلقها أمريكا ضد طهران هي مجرد حملة كلامية
جوفاء ، وأن الأمر لن يتجاوز ذلك لانشغال أمريكا بأكثر من جبهة، بل إن الواقع يكشف لنا بوجود اتفاق مصالح بين الطرفين. هذا الكلام سبق وأن عرضه عدد
من الباحثين وقوبل بشكل سلبي من البعض بحجة "محاولة تأجيج الفتنة في المنطقة"
إلا أن كل المؤشرات أصبحت تصب في هذا الاتجاه. وليعلم الجميع إن إيران تسعى وتطمح للحصول على السلاح النووي فهي تلوح ببرنامجها النووي لترهيب دول الخليج من
جانب وهو ما سيؤثر قطعًا على دول المنطقة سياسيا وأمنيا واقتصاديًا خصوصا مع تهديد
إيران بغلق مضيق هرمز، أضف إلى ذلك قدرة طهران على شحن الشيعة في لبنان وعدة دول خليجية
قد يزيد من التوتر ، ومن جانب آخر تفاوض به
أمريكا من أجل منحها دورًا أكبر في العراق
المحتل والمنطقة ، وإطلاق يدها لتصدير ثورتها
بشكل لا يتعارض مع المصالح الأمريكية وإذا استطاعت إيران إنتاج السلاح النووي فهذا
سيعطيها حرية أكبر في تنفيذ مخططاتها على نطاق واسع ويؤدي إلى خلخلة كبيرة في موازين
القوى بالخليج، كما سيعطيها مزية كبرى في التفاوض مع الغرب؛ إن عدم مهاجمة إيران وتدمير
مفاعلها النووي كما فعلت مع العراق هو دليل واضح وضوح الشمس مما يؤكد
وجود توافق سري على عدة قضايا، وإن كان كل طرف يسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب
.
وعلينا أيضا أن لاتنسى إن إيران هي ورقة حمراء بيد أمريكية, تلوح بها للابتزاز
الحكام العرب الذين لايستطيعون أن يحركوا ساكنا للمزيد من الهيمنة والتفتيت والتشرذم ، كل هذا بفضل إيران وحزبها في لبنان وما حدث في جل الأقطار العربية من تدخلات إيرانية في المغرب وأخرها في مصر , ثم أن السياسة الأمريكية
وإعلامها ,يحاول بطريق وأخرى
أن يضخم حجم إيران أمام العرب وتصويرها بأنها
القوة التي لاتقهر على غرار الجيش الذي لايقهر في إسرائيل ، لدفع حكام العرب وخصوصا دول الخليج العربي لشراء
الأسلحة الأمريكية بمئات المليارات ، وهذا ماحدث فعلا
في السنوات الماضية وليومنا هذا . وعودة لتاريخ
السلاح النووي الإيراني نجد الولايات المتحدة أول من تقدم لمساعدة إيران لدخول نادي
الدول النووية، وذلك عندما اشترى الشاه محمد رضا بهلوي أول مفاعل نووي أمريكي لمركز أمير باد للأبحاث
النووية وواصل خططه وأعلن عن تأسيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية العام 1974 ودخل
في مفاوضات لشراء المزيد من المفاعلات النووية ووقع اتفاقية مع أمريكا لتزويد بلاده
بالوقود النووي العام 1974 أيضا. وبهذا يكون للولايات المتحدة دور بارز في دخول إيران
في المجال النووي، ولكنها الآن تقف ضدها في محاولة لاستغلال الموقف للوصول إلى غاياتها
وتنفيذ مخططاتها في المنطقة.
ومن أجل تقدير القدرات النووية لإيران علينا الانطلاق
من الأوضاع التي نحن فيها، ففي عهد الشاه قررت إيران إطلاق برنامج أبحاث يؤدي إلى إنتاج
سلاح نووي، وكانت إيران خلال المرحلة الأخيرة الأكثر قساوة من مراحل الحرب الباردة،
بمثابة الشريك للولايات المتحدة عند الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتي، فلا غرابة
أن السلطات الأمريكية لم تكن تعارض هذا البرنامج، بل ساعدت في إطلاقه . وعند وصول الخميني إلى الحكم بدأ النشاط السري لامتلاك الأسلحة النووية
لدى حكام إيران المعممين ، ووصلت المعلومات الأولية للإدارة الأمريكية ، وترتكز الاتهامات
الأمريكية في هذا الخصوص على مجموعة واسعة من المعلومات والفرضيات التي جمعتها الوكالة
الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر في السادس من شهر يونيو 2003، بالرغم من أن
الوكالة ومع انتقادها السلطات الإيرانية لأنها تسترت على جزء من نشاطها، لم تشأ الإعلان
تحت ضغوط أمريكية أن إيران خرقت معاهدة عدم الانتشار النووي، لكن تفاصيل إضافية من
مصادر متعددة تؤكد توجه إيران نحو وضع برنامج لإنتاج الأسلحة النووية للاستخدام العسكري ، وتتضارب وجهات النظر حول إمكانية امتلاك إيران
للأسلحة النووية، فبالرغم من الادعاءات الإسرائيلية بإمكانية حدوث هذا في عام 2007
إلا أن بعض المصادر تقول أن إيران قد تتمكن من امتلاك هذه الأسلحة بأسرع مما يتوقع
وفي ضوء هذا التضارب قد يكون من الصعب إن لم يكن من
المستحيل تحديد تاريخ دقيق لامتلاك طهران للأسلحة النووية ، وحتى لو أثمرت المساعدات
الفنية الروسية ، فان المراقبين بمن فيهم كبار الخبراء من الولايات المتحدة يقفون عاجزين
أمام فك أسرار البرنامج النووي الإيراني .هكذا إذن أن إيران ليست "خصما للولايات
المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام حسين وأفغانستان بقيادة حركة طالبان". فطهران
تعمد إلى استخدام التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور
و أرعن من شأنه أن يزعزع نظامها ، وعليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور
"لا تشكّل خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية .
وقد كشف كاتب أمريكي شهير "تريتا بارسي في مقدمة كتابه "التحالف الغادر: الاجتماعات
السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية والتعاملات السريّة
بين إسرائيل و إيران والولايات المتّحدة الأمريكية": إن إيران وإسرائيل ليستا
في صراع أيديولوجيكما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه
خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس. وقد كشف للمرة
الأولى عن حقائق مثيرة حول العلاقات والاتصالات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا
التي تتم خلف الكواليس،
ويشرح الكاتب الآليات وطرق الاتصال والتواصل بين الأطراف
الثلاثة، التي تبدو ملتهبة على السطح عبر التصريحات الجوفاء أحمدي نجاتي اليهودي الأصل
، ودافئة خلف الستار في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات
والتصريحات النارية بينهم ، اقترح الإيرانيون
تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة وشمل العرض
الإيراني "والذي أرسل إلى واشنطن عبر وثيقة سريّة"، مجموعة مثيرة من التنازلات
السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى"
والتي تتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي، سياستها تجاه إسرائيل، و محاربة
تنظيم القاعدة.
وكان من أهم بنود الوثيقة السرية هو تقديم المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل
باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية. والمعروف أن إيران قد تجاوزت
خط العودة على هذا الصعيد، فلا أساليب الترهيب والترغيب التي اتبعتها الدول الأوروبية
والولايات المتحدة أقنعتها بالتخلي عن برنامجها النووي، ولا العقوبات الاقتصادية الأحادية
والأممية التي فرضت عليها نجحت في إقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، وهذا ما أقرت
به إدارة أوباما حين غيَّرت من لهجتها في التعامل مع طهران، وحين تمنت على القيادة
الإيرانية طي صفحة الماضي، والبدء في إقامة علاقات جديدة بين البلدين قائمة على الاحترام
المتبادل بينهما.
ويقول الصحفي
اليهودي (يوسي مليمان ) ( في كل الأحوال فان من غير المحتمل إن تقوم إسرائيل بهجوم
على المفاعلات الإيرانية وقد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان إيران- بالرغم من
حملاتها الكلامية- تعتبر إسرائيل عدوا لها. وان الشيء الأكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية
الإيرانية هي موجهة للعرب ) وما كشفه مؤخرا وزير الخارجية التشيكي في حديث صحافي لصحيفة
"هاآرتس" عن العلاقات السرية بين إسرائيل وإيران لا شك أن العلاقات غير المباشرة
تكون أحياناً مفيدة للغاية !، وهذا ما أثبته التاريخ . و إسرائيل لها باع كبير في هذا المجال ، فهناك علاقات على مستوى
معين بين إيران و"إسرائيل"، وأضاف وزير الخارجية التشيكي للصحيفة العبرية
مؤكداً على ما قاله: " نعم ، إنني متأكد بأن لا أحد لا في "إسرائيل"
ولا حتى في إيران يمكنه أن يعلن وجود تلك العلاقات بين البلدين بشكل رسمي . هذا هو
العداء الأمريكي الإيراني الإسرائيلي الوهمي .
يتبع تحت