هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: شهر رمضان فرصتك لغرس القيم وتخليص طفلك من العادات السيئة الجمعة 4 سبتمبر - 11:30:44 | |
|
يعدّ شهر رمضان المبارك فرصةً للوالدين لغرس قيم حميدة لدى أبنائهم، وتخليصهم من عادات سيئة لربما كانوا قد اعتادوا عليها. وتربية الأبناء عملية مستمرة، يجدر بالوالدين أن يستثمرا فيها المواقف والمناسبات التي تتكرّر في كل عام. ولعلّ شهر رمضان هو أهمّ هذه المناسبات التي يمكن استغلالها في تربية أبنائنا، وتعليمهم القيم التي تشكّل شخصياتهم. المشرفة التربوية مها الدوسري تطلع قارئات "سيدتي" على أبرز القيم التي تغرسها الأسرة في الطفل في هذا الشهر.
ليقتنص الآباء فرصة رمضان لإشاعة جوّ الهدوء في البيت، يجدر بالوالدين أن يُفهما أبناءهما أنّ الله مطلع على جميع أعمالهم، وأنه يراهم حيث لا يراهم الناس، وبذلك يدركون معنى الأمانة والتحمّل والصبر، ولا تسوّل لهم نفسهم أن يضعفوا أمام الجوع والعطش فيأكلوا ويشربوا، ثم يستمروا في ادّعاء الصوم.
ويعتبر هذا الشهر الفضيل مناسبة لتعزيز بعض المفاهيم في نفسيّة الطفل، والتي تتمثّل في:
_ الصدق: يتمّ ذلك من خلال أمثلة من القصص القرآنية والسنّة ووقائع التاريخ بأسلوب سهل ومبسّط وبطريقة مشوّقة، مع الإشارة إلى أنّ الصدق مع النفس ومع الله في الصوم يجعل من السهل على الفرد أن يصدق مع الناس قولاً وعملاً، وأهم من ذلك وجود القدوة الحسنة من الآباء والأمهات، لأنّ افتقاد القدوة العملية يفقد الطفل الثقة فيما يقوله الكبار.
_ الإدخار: لا يحتاج الطفل إلى مصروفه اليومي في خلال هذا الشهر إذا كان يصوم، ممّا يعتبر فرصةً لتعلّم الادخار، حتى يتجمّع لديه مبلغ من المال يشتري به ما يحتاجه من ألعاب وملابس. وكلّما رأى الطفل صدق الكبار في وعودهم بإعطائه حصيلة ما ادّخر، اقتنع بالفكرة واستمرّ في تنفيذها.
_ الهدوء: على الآباء أن يعلموا أبناءهم أنّ الصيام سبب للهدوء الناتج عن صفاء روح الصائم، فليقتنص الآباء فرصة رمضان لإشاعة جو الصفاء والهدوء في البيت، وذلك بالابتعاد عن الصراخ والصوت المرتفع والألفاظ التي تحبط الأطفال وتثيرهم.
_ تجربة الصوم: من الضروري أن يدع الآباء الحرية لأطفالهم الذين يرغبون في الصيام، وأن يسمحوا لهم بالتجريب عندما يطلبون ذلك. فهناك أطفال في سن السادسة يتمنون لو يصومون كالكبار، وفي هذه الحالة على الأم أن تشجّع طفلها، وتبدي له فرحها بأنه يكبر، لكن الصغار مثله لا يصومون مثل الكبار، وعليه أن يتناول طعامه في الصباح، ثم ينوي الصوم، وفي موعد الغذاء يتناول طعاماً خفيفًا، ثم ينوي الصوم، ويطلب منه ألا يتناول أي طعام أو شراب، وينتظر حتى الإفطار. ومن خلال هذه التجربة، سيبدأ في تدريب نفسه على الصوم، ويشعر بفرحة الصائم عند سماعه مدفع الإفطار.
_ الموعظة: من الهام أن يوضح الآباء لأبنائهم أنّ الصيام يحثّنا على التفكير بالفقراء، وذلك عندما نجوع ونعطش، رغم أنّه لدينا ما نأكله على الإفطار، لكن الفقير يجوع لأنه لا يجد ما يأكله، على أن يكون ذلك بأسلوب سهل وشيّق من خلال الحكايات والقصص التي يحبّها الأبناء. وبذا، تنمو لدى الطفل قيمة التكافل الاجتماعي والعطف على الفقراء، ويحمد الله على النعمة التي يعيش فيها ولا يحقّرها.
_ الزكاة: على كل رب أسرة قادر على إخراج زكاة من ماله في الشهر الكريم أن يشرك طفله في توزيعها على المحتاجين، سواء كانت نقوداً، أو بعض المواد الغذائية والملابس. فعندما يشارك الطفل في تجميع وتصنيف وتعبئة هذه الأشياء، ثم يوزّعها على المحتاجين من الجيران والأهل، يصبح العمل الجماعي والخيري سلوكًا أساسياً في حياته، يتّسع نطاقه من الأسرة إلى المسجد إلى الجمعيات الخيرية إلى المجتمع بأسره.
خطوات يجب تجنّبها :
_ نهي الطفل عن تناول الطعام بشراهة، وتعويده ألا يأكل إلا بيمينه، وأن يقول بسم الله لدى البدء في طعامه وألا يبادر إلى الطعام قبل غيره.
_ حثّ الطفل على عدم السرعة في الأكل وأن يمضغ الطعام جيّداً.
_ ينبغي تنظيم نومه، بحيث لا يسهر طوال الليل وينام خلال النهار، لأنه بذلك لن يشعر بمعنى الصيام.
_ ينبغي أن يعتاد في خلال النهار على المشي والحركة والرياضة، حتى لا يغلب عليه الكسل.
_ ينبغي أن يتعلّم الطفل شجاعة القلب والصبر على الشدائد، على أن تمدح هذه الأوصاف. | |
|