أمريكا تبحث عن عرب لجيوشها في المنطقة
تحاول واشنطن جاهدة تعزيز قواتها المسلحة بعدد من الناطقين باللغة العربية، وذلك مع تزايد “مهمات” جيوشها في المنطقة، وخاصة في العراق، حيث تشتد الحاجة إلى وجود عناصر من أصول عربية للتفاهم مع السكان وبناء الثقة.
وتشير التقارير إلى أن الجيش الأمريكي ينشط بصورة كبيرة حالياً في مدينة ديترويت ومحيطها، حيث يقطن أكثر من 300 ألف عربي لتجنيد أكبر عدد منهم في صفوف وحداته، إلا أن مواقف السكان تتباين حول ذلك، إذ يرحب البعض بالتطوع في الجيش - وإن سراً- للتغلب على المصاعب الاقتصادية.
بينما يرفض آخرون بصورة قاطعة، قائلين إن ارتداء زي الجيش الأمريكي سيجعلهم محل انتقاد واسع من قبل المحيطين بهم، وسيتهمون مباشرة بأنهم “خونة” يقتلون “أبناء جلدتهم” في العراق.وتوزع القوات المسلحة الأمريكية آلاف المنشورات الدعائية والملصقات في شوارع ديترويت وعموم ولاية ميتشجن، في مسعى منها لجذب السكان المنحدرين من أصول عربية إلى صفوفها وعلى منشور يتم توزيعه باللغة العربية، ورد الإعلان التالي “في أرض عامرة بالفرص، هذه واحدة منها ربما لم تخطر لك على بال، وظيفة في الجيش الأمريكي.. اتصل بمنى”.
وفي هذا الإطار، تقول منى مكي، وهي مرشدة اجتماعية وخبيرة لغوية تعمل مع إحدى الشركات التي تتولى تأمين توفير جنود للجيش الأمريكي إن استقبال دعوات التجنيد في صفوف المنحدرين من أصول عربية بات “أكثر إيجابية” رغم أن الأمر كان صعباً للغاية في البداية، غداة التدخل العسكري الأمريكي في العراق.أما حسن جابر، وهو مدير تنفيذي بمركز “المجتمع العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية” في ديربورن فيقول إن الجيش الأمريكي نجح بالفعل في بناء مصداقيته بين ذوي الأصول العربية، وإن كان الإقبال على التطوع في صفوفه لا يزال خجولاً نوعاً ما.ويوضح جابر قائلا: “بحسب علمي، فإن الذين يوافقون على هذه الوظائف (في الجيش) يفعلون ذلك سراً.. قد يسبب هذا العار لهم.. ومعظم الذين يوافقون على هذه الفرص يفعلون ذلك بدافع الحاجة المادية، وليس لأنهم يعتقدون بالضرورة بأن الحرب مبررة”.من جهته، قال الرقيب ماريو بنديراس، 39 عاما، وهو من أصول لبنانية، خدم في العراق عام 2005 قبل أن ينضم إلى الوحدات المكلفة البحث عن مجندين جدد: “كنت أعتقد أن بوسعي التحدث إلى هؤلاء الأشخاص (المنحدرين من أصول عربية) وأقنع اثنين أو ثلاثة منهم يومياً بالانضمام إلى الجيش.. لكن هذا لم يحدث”.
وأضاف بنديراس، وهو مهندس معماري سابق يتقن ست لغات، وقد منحه الجيش أسماً مستعاراً كونه عمل معه كمترجم: “عندما يراني الناس هنا مرتدياً الزي العسكري يقولون لي: هل أنت في الجيش الأمريكي؟ هل أنت في العراق تقتل أبناء جلدتك؟”.ولكن الجيش الأمريكي نجح خلال العامين الماضيين في اجتذاب العدد الذي كان يرغب به من المترجمين، فقد جنّد عام 2006 زهاء 277 منهم، بينما جنّد عام 2007 أكثر من 250 شخصاً.ويقول بعض وجهاء الجالية العربية في الولايات المتحدة إن عمليات التجنيد بدأت تنجح في استقطاب الشبان بسبب الأوضاع الاقتصادية، إذ تؤمن الوظيفة العسكرية دخلاً ثابتاً في نهاية كل شهر.ورغم أن العديد من المجندين العرب في صفوف الجيش الأمريكي رفض الحديث خوفاً من انكشاف هويته، إلا أن بعضهم، مثل سليم الأميري، شرح دوافعه بالقول: “لا يوجد خيار، بالكاد يمكن العثور على وظيفة اليوم، لقد أنهيت دراستي الثانوية وأرغب في دخول الجامعة وأنا بحاجة للمال”.ولكن بنديراس يشدد على أن التجنيد الصحيح يستدعي ألا يصار إلى التركيز على البدل المادي الذي سيحصل عليه المجند، بل شرح حقيقة المهمة التي سيقوم بتنفيذها كمترجم.
الموضوع منقول