نشر في باريس اليوم توقعات مركز الدراسات العربي
الاوروبي حول سيناريوهات حروب محتملة عام 2010 . فقد ذكر رئيس المركز د. صالح بن بكر الطيار انه رغم ان العام 2009 كان سيئاً وحمل الكثير من
الأزمات فإن العام الجديد 2010 سيكون اسوأ حسب التقارير التي تتداولها عواصم القرار العالمي والتي رشح من
بعضها ما يفيد ان هناك
ازمات ستتفاقم وأزمات جديدة ستظهر ، وكلها سيكون العالم العربي مسرحها الأساسي خاصة وأن مشاريع
السلام قد فشلت إما بسبب الإنحياز الغربي وإما بسبب التعنت الإسرائيلي . وبناء على ذلك اعد المحللون
المختصون سيناريوهات
الحروب المقبلة التي بنظر جميعهم واقعة حتماً ولكن الخلاف فيما بينهم على التوقيت فقط . واضاف
الطيار ان احد السيناريوهات يتحدث عن حرب محتملة ضد ايران على خلفية مشروعها النووي وقد تمهد اسرائيل
لهذه الحرب عبر القيام
بضربة جوية تستهدف بعض المنشأت الأمر الذي سيدفع ايران الى الرد بحيث ستتساقط صواريخها البعيدة المدى على اسرائيل وكذلك
على القواعد الأميركية
في بعض الدول العربية ، كما سيكون الجنود الأميركيين هدف يومي للقوى العراقية المتحالفة مع
طهران .وفي حال دخول اميركا او قوى غربية اخرى على خط المواجهة فقد يدخل ايضاً حزب الله وسيستخدم كل
طاقاته الصاروخية
ضد مواقع حساسة في اسرائيل . والهدف من نشوب هذه الحرب ليس فقط القضاء على المنشأت النووية
الإيرانية بل تحجيم دورها المتمادي في لبنان عبر حزب الله ، وفي فلسطين عبر حركة حماس ، وفي اليمن عبر
الحوثيين ، وفي العراق عبر اتباعها ومناصريها العديدين . كما سيكون الهدف وضع حد لتمددها في افريقيا وأسيا وأميركا
اللاتينية ، والحد من تدخلها في افغانستان وباكستان ، ووقف دعمها المباشر او غير المباشر لتنظيم القاعدة ..
ولكن خطورة هذه
الحرب ان من السهل معرفة متى تبدأ ومن البادىء بها ولكن من المستحيل الإلمام بتداعياتها وبحجم الرد الإيراني وبمدى قدرة
ايران على ادخال
المنطقة في حرب استنزافية قد تستمر عدة سنوات الأمر الذي سيزعزع امن الشرق الأوسط وسيؤثر بشكل كبير
على حركة تصدير النفط الى الغرب .سيناريو اخر يتحدث عن عدم توجيه ضربة ضد ايران بل استئصال اطرافها
الإقليميين عبر شن حرب مزدوجة على حركة حماس في غزة وعلى حزب الله في لبنان بشكل متزامن او بشكل متعاقب. وبرأي مركز
الدراسات العربي الاوروبي هذا السيناريو ان هناك ازدياد مطرد في اعداد عناصر القاعدة الذين تمكنوا من
الوصول الى غزة عبر الأنفاق مع مصر وأن هذه العناصر مكلفة بالقيام بعمليات عسكرية كبيرة وبشن هجمات انتحارية بمساعدة
لوجستية من حركة حماس ، وأن قيام اسرائيل بحرب وقائية وإستباقية ضد غزة هي من ضمن الإحتمالات المطروحة .
وهناك اهداف اخرى
من وراء شن الحرب على غزة هو لتطويع حركة حماس وأنتزاع هيمنتها على هذا القطاع .اما عن حزب الله
فقد اصبح بحسب السيناريو عبئاً ثقيلاً على اسرائيل وعلى الغرب ولهذا يجب ضربه وتجريده بالكامل من سلاحه . كما هناك هدف اخر هو تدمير هذه
القاعدة الإيرانية في لبنان .وهنا لايستبعد هذا السيناريو احتمال دخول سورية الحرب الى جانب حزب الله وحركة
حماس وعند ذلك ستختلط
الأوراق ، ويصبح من الصعب معرفة مسارات الحرب وتأثيراتها وتداعياتها ومدة استمراريتها .والذي قد يدفع بإسرائيل الى
الإنخراط في حرب ضد ايران او ضد حماس وحزب الله هو التمهيد لفرض مشروع سلام وفق الرؤية الإسرائيلية التي تتطلع الى بناء
دولة فلسطينية منقوصة السيادة ، والإبقاء على فلسطينيي الشتات حيث هم ، وتقاسم الثروات المائية مع دول
الجوار . كما الهدف
الحفاظ على اسرائيل كأكبر قوة عسكرية اقليمية ، وكخندق متقدم للدفاع عن المصالح الأميركية في الشرق
الأوسط . حول اليمن ذكر المركز ان هناك سيناريو يتحدث عن احتمال تفاقم الأوضاع في اليمن بحيث لا تبقى المواجهات محصورة بين السلطة المركزية
والحوثيين بل قد تدخل مناطق الجنوب على الخط سعياً لإنفصالها عن الشمال مما يعني احتمال انقسام اليمن الى
ثلاث مناطق نفوذ : منطقة
خاضعة للرئيس علي عبدالله صالح ، ومنطقة خاضعة للحوثيين ، ومنطقة تضم كل اليمن الجنوبي . وسيستفيد تنظيم القاعدة من هذه
الأجواء في كل المناطق
وسيعمل على سكب المزيد من الزيت على النار . وهناك سيناريو يتحدث عن احتمال عودة الأضطرابات الى السودان بسبب هشاشة
الأوضاع ، ولأن جمر الخلافات الأتنية والطائفية لا زالت ترزح تحت الرماد . وسيناريو يتحدث عن استمرار الفلتان الأمني في
العراق في ظل انقسامات حزبية ومذهبية وأتنية حادة .وهناك سيناريو يتحدث عن مشروع اميركي لإنشاء دولة
كونفدرالية تضم الأردن وعاصمتها عمان، وإسرائيل وعاصمتها تل ابيب ، وفلسطين وعاصمتها رام الله ، وتكون القدس مدينة مفتوحة
لهذه الكونفدرالية . وهذا المشروع يلقى من يؤيده فيما هناك من يعارضه ولذا قد يلجأ الى استخدام كل ما لديه من قوة لإجهاضه في حال قررت واشنطن فرضه
عنوة مما يعني ولادة بؤر توتر جديدة مع ما لها من انعكاسات على كل العرب . هذه السيناريوهات يتم تسريبها عبر قنوات مختلفة لتكون بالونات
اختبار ، ولرصد حجم ردود الأفعال عليها .. وخطورتها انه
لو تم تنفيذ احداها او كلها فأنها تستهدف اولاً وأخيراً العالم العربي الذي نتيجة استمرار الخلافات بين دوله يبقى
ارضاً خصبة لكل التجارب .