هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: الحياة بغير الله سراب الخميس 24 أبريل - 4:11:24 | |
| الحياة بغير الله سراب الأيام تدور يوماً فيوماً، والعمر ينقضي شيئاً فشيئاً.. والحياة تسير بنا ولا تقف لحظة.. فهذا الطفل قد نما.. وذاك الشاب قد انحنى .. وذاك الشيخ قد واراه التراب . فمهلاً مهلاًُ بني الإنسان .. فإن الحياة ليست خالدة.. إنها ظل زائل وعارية مسترجعة.. أيامها تفنى وزهرتها تيبس.. وسعادتها تذهب.. ويبقى فيها عمل الإنسان خيره وشره .. ويعود الإنسان ليحاسبه الله على عمله.. فلا يحسن بك أيها الإنسان المسكين أن تقضي أيامك التي تذهب ولا تعود.. بما يعود عليك بالحسرة والندم. فاغتنم هذه السويعات وسخرها في طاعة الرحمن فهي كنزٌ ثمين لا يقدر بمال. جَهِلَ الإنسان حقيقة الدنيا وغاية وجوده فيها.. فَضْلَّ في منحنيات الطريق فلم يفق إلا وملائكة الموت تأخذ روحه، عند ذلك تذكر أن العمر انقضى فيما لا يفيد.. فعلم أنه ضيع الحياة. فدعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلاً .. دعنا نعرف حقيقة الحياة .. إن الحياة التي تخلو من السير الإلهي.. التي لا تتصل برب الحياة، حياة تافهة، يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة، فاعرف ربك تعرف دربك وتعرف سعادتك. وبدون ذلك حياتك سراب..سرااااااب. | |
|
خالد عزيز الجاف
عدد الرسائل : 424 الدوله : تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: رد: الحياة بغير الله سراب الخميس 24 أبريل - 7:52:42 | |
| شكرا جزيلا يا أختي همسة على الموضوع الهادف وبارك الله فيك
وان كل ما حولنا في هذه الحياة، مما أوجده الله وخلقه، فإنما جاء لحكمة، ولم يكن لعبث فتعالى الله أن يخلق أشياء للعبث أو اللهو، كما ان خلق الانسان لم يكن من اجل العيش والحياة بدون هدف ولا غاية، او ليتمتع ويأكل كما تأكل الانعام، بل إن من الانعام ما ينفع من حوله، كما ان وجوده لم يكن عبثا، وبدون مهمة اساسية في الحياة، لان الانسان له جزاء وعقاب، بعد الممات، عما عمله، ومحاسب عن تقصيره فيما كلف به يقول سبحانه: (أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون 115،
والله سبحانه مقدس من اللهو والعبث في أفعاله وفي مخلوقاته، ولذا فإن الانسان عندما يرى الايام تمر والليالي والشهور تكر، فإن عليه ان يدرك بعضا من الحكمة التي جعلها الله وراء ذلك، فالشمس والقمر من الآيات التي جعلها الله متعاقبة، لمصلحة الانسان، ولتستقيم بهما حياته، وليكون من وراء ذلك توازن، بين الحرارة والبرودة، وبين الاضاءة والظلمة، وبين أوجه كثيرة يدركها المختصون في علوم وخصائص ما على وجه الارض من زراعة ونبات وكائنات، ومن فطريات وأجناس كثيرة لا تحصى، في البر والبحر، وعلى ظاهر الارض، وفي باطنها، مما لا يقدر وظائفه ومنافعه إلا من احاط بكل شيء علما،
وبهذين النيّرين؛ الشمس والقمر، يعلم الانسان عدد السنين والحساب، ويدرك بمنازل القمر تفاصيل ايام الاسبوع والشهر، يقول جل وعلا في سورة يونس؛(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون) 5، ويقول سبحانه في سورة الاسراء؛(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة، لتبتغوا فضلا من ربكم، ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)، 12، ومع العام الجديد الذي أطل هلاله في الافق، نراها فرصة لكي نحرك الفكر قليلا، في تداول مفهوم بدء كل عام؛ فهل هو شيء يستحق التهاني لبلوغ الانسان مطلعه؟ أم هو مناسبة تدعو لإعمال الفكر والتدبر، في حكمة الباري سبحانه من خلق الشمس والقمر، ومن وجود الليل والنهار ومما يعمله الانسان في يومه وليلته، وماذا يجب عليه ان يأخذ من عبرة ببدء العام الجديد، فينظر في سجل ايامه، وماذا كان فيه من اعمال جادة ونافعة، فيحمد الله على ذلك، ومن يوطن نفسه على الزيادة من هذا العمل الرابح، حسب المقاييس الحسابية في حياة الناس،
أو ما يتراءى له من قصور في جانب نفسه ليعطيها منشطات تعينها على غذّ السير، ومسارعة الخطى، فيستدرك بذلك في قابل ايامه، ما توانت فيه نفسه الأمارة بالسوء في عامه المنصرم، حتى لا تضيع الفرصة، حينها لا ينفع الندم, كما ابان الله سبحانه بقوله؛(ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله الآيات)،
فالناس في مفاهيمهم للعام الجديد متفاوتون، بحسب ما يشغل بال كل منهم في امور دنياه، إذ لكل عمل من اعمال الحياة، عند صاحبه مفهوم للعام الجديد، فصاحب المتجر يقوّم بضائعه للعام المقبل، بما يريده محسنا لأعماله وزائدا في أرباحه، بما مر به في العام المنصرم من ربح أو خسارة، ومن رغبة لزبائنه، ليجعل من عامه الجديد سبيلا يعين على توثيق الصلة بالعملاء، وزيادة الرغبة في أنواع البضائع باستجلاب ما يهمهم، كل ذلك من اجل وفرة الربح،
والموظف سواء كان في القطاع الخاص، او العام له نظرة للعام الجديد، من حيث تقليب صفحة العمل مع مرؤوسيه، وهل سيحظى بالتقدير والترقية، ام هناك نقاط ضعف يجب عليه تداركها في عامه الجديد، حتى يجدّ للتغلب على الهفوات، وليزداد اهتمامه بعمله حضورا وتفهما، ومشاركة ومردودا، حتى تتغير التقارير عنه، فيجد الجزاء العاجل، لما بذل من اعمال يريد من ورائها مصلحة مادية ظاهرة، وسمعة ترفع من قدره في نظر رؤسائه وعند الآخرين،
والطالب والطالبة، قد يكون من أهم نظراتهما للعام الجديد، هو ما سوف يحصل من تقدم وتفوق في الدراسة، ونيل قصب السبق على الاقران، ليكون من ذلك التعالي بالدرجات والتقديرات، والتقدم من مرحلة الى مرحلة، سواء كانت صفّية في نفس المدرسة او الكلية، او انتقالية من مدرسة إلى اخرى، او من مدرسة إلى كلية، او من الكلية الى الحياة العملية، وكل ذلك تحدو فيه الآمال والطموحات مع العام الجديد، ليكون من ذلك مصلحة ظاهرة، وتغير اجتماعي،
والاستاذ - ذكراً كان أو أنثى، في المدارس العامة او في الجامعات - وهو الذي تتثقف العقول بتوجيهاته وتزداد المعارف، بما يقدم لابنائه من علم، وترقى الامم بجهوده التي يبذل، وبحرصه الدؤوب، في تقديم خلاصة تجربته، وعصارة مجهوداته، هو الآخر له نظرة للعام الجديد، إذ رغم ان عمله من انبل ما يقدمه الانسان، وأعماله وحرصه على الناشئة تعليما وتوجيها، من اجود الاعمال، قد يرى للعام الجديد آمالا في نفسه، وطموحات تضاف إلى مجهوداته، أخذا من دلالة الآية الكريمة؛(وإنه لحب الخير لشديد)، العاديات 8 ، ومن دعاء إبراهيم الخليل في سورة إبراهيم، إذ قدم نفسه على والديه، ومن دعاء موسى عليه السلام، إذ قدم نفسه على أخيه، فهو يريد لنفسه مع مطلع العام الجديد، ما يحسن له وضعا، ماديا وعلميا، وما يحقق له طمأنة بالتقدير، وحسن التوجيه والرعاية،
فآمال كل واحد في هذه الحياة، مقترنة بما يعود عليه في عمله، مع بداية العام الجديد، بالفائدة والمصلحة والراحة النفسية والايجابية من المسؤولين الذين يرتبط بهم في عمله، لان النفس البشرية قد جبلت على حب الخير، ورغبة الزيادة منه، كل ما رغبت في ذلك، ووجدت له مناسبة تعين على تحقيق ما تصبو إليه، والعام الجديد، هو من اهم العوامل المعينة على ذلك، لان التفاؤل، واتاحة الفرص، ترتقب مع مطلع كل عام,, وقد وصف البوصيري هذه النفس بقوله؛ والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
لكن تلك الامور كلها مصالح دنيوية، تزول طلاوتها مع تحققها، ويذهب طعمها بتملكها، لان كل ممنوع مرغوب فيه، وكل مرغوب متبوع، بالتطلع والمطالبة، فإذا ملكه الانسان زال ما في النفس من نهمة إلى ذلك الشيء، ثم رغب في غيره,, يقول الشاعر؛ منعت شيئا فأكثرت الولوع به أحب شيء إلى الانسان ما منعا
يروى عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، انه حدث جلساءه يوما فقال: ما تاقت نفسي إلى شيء، إلا وقد حققه الله، فقد تاقت نفسي وأنا حدث إلى فاخر الثياب، وحسن اللباس والزينة، فحصل لي ذلك، ثم تاقت الى إمرة المدينة، فحصلت لي، ثم تطلعت إلى الزواج من فاطمة بنت امير المؤمنين عبدالملك بن مروان، فتزوجتها، ولما وصلت الى الخلافة، كنت قد رغبت عنها، وتحملتها، وأنا الآن أرى نفسي تائقة الى الجنة، فأرجو ان أنالها برحمة ربي، ولذا قيل عنه: صاحب النفس التواقة،
والمسلم مع اي عمل هو فيه، ومع تطلعاته في العام الجديد، إلى المكاسب التي تعود عليه من عمله ربحا ظاهرا، ومكسبا يرفع قدره في مجتمعه وفي بيئته، فإنه مأمور بأن يأخذ من العام الجديد درسا مفيدا، يعينه على محاسبة النفس، ،ومراجعتها في تصرفاتها ودقائق اعمالها، وفق تعاليم دين الاسلام، ليظهر امامه بالمقارنة ايهما ارجح: أعمال الخير أم ضدها،
ذلك ان العام الجديد يعني شيئا مهما يجب الا يغفل عن ذهن العاقل: الا وهو ان عجلة الايام تدور، لينطوي من حياة الانسان عام، حيث تزداد الأيام التي مضت من العمر المقدر، ومضى هذا العام بخيره وشره، ومعه طويت صحائف العمل على ما فيها، وبما قدمته النفس من عمل،
هذا الامر يستوجب ان يقف الانسان في عامه الجديد مع نفسه محاسبا، ولاعماله في العام المنصرم مقوما، فقد جاء في التوجيهات الكريمة والآثار، ما يدعو إلى ان يأخذ الانسان من صحته لمرضه، ومن شبابه لهرمه، ومن غناه لفقره، وان يدقق مع نفسه قبل ان تحاسب، ويزن عملها قبل ان توزن عليه، وان يتأهب ليوم العرض على الله،
ومحاسبة النفس تقتضي الوقوف معها في الذكريات، واسترجاع التصرفات السابقة، خلال ساعة من وقته ليحاسبها قبل الحساب الاخروي، لان هذه المراجعة تتيح فرصة لتحسين العمل، وتعويض بعض ما فات، والندم على ما بدر من سوء في العمل، لتدارك ذلك بالاكثار من الاعمال الصالحة النافعة، من دعاء واستغفار، وعبادة ظاهرة وباطنة، لان الله يقول، وقوله الحق؛(إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، هود114، وهذا من فوائد التمعن في مصالح العام الجديد،
فصاحب الذنب الذي استمرأه في العام الماضي عليه ان يتوب إلى الله في عامه الجديد منه، ويعزم في هذه التوبة الصادقة على الا يعود إليه، ومن تجنى على غيره باساءة وتطاول باللسان، او بمد اليد، او الاضرار بالآخرين، او ظلمهم او اخذ شيء من اموالهم بغير حق، فإن توبته بالاستحلال منهم، ورد ما أخذه، اما ان كان اغتاب احدا في مجمع من المجامع ليشينه فيه، فإن من التوبة من ذلك ذكره بخير ونفي ما ذكره عنه في نفس المجمع، وبذا نجد في العام الجديد فرصة لتجديد الصلة وتوثيقها مع اخوانه، ومعاتبة النفس على ما بدر منها نحو الآخرين، واستبدال ذلك بحاضر جديد مع تجدد العام، لعل النفس تجد في المسلك الجديد منهجا مريحا تتعوده، وعملا مستطابا تتلذذ به، ومن ثم يخرج عن ذلك قدوة في المجتمع بحسن التعامل، وصفاء النفوس،
وبهذه المحاسبة، وتنقية الصفحات، ثم مراجعة الاعمال لتحسينها، مع اطلالة العام الجديد، يكثر عنصر الخير في المجتمع، بالاعمال الحسنة، وبالحرص والتعاطف على ابدال السيىء بالحسن، ومع الحرص على هذا المنهج تتسع الدائرة عاما بعد عام ليبرز المجتمع الاسلامي بسماته المميزة حيث انه مجتمع خير، والخير يتكاثر عندما يجد أرضا خصبة، وأبناء المجتمع عندما يهتمون بهذا الخير، ويتواصون به، تتأصل جذوره عندهم،
ولذا فإن العام الجديد يجب ان يهتم فيه كل فرد في المجتمع بزيادة الاعمال الخيرة، والدعوة اليها واشاعتها في طبقاته، اكثر من اهتمامهم بالمصالح الدنيوية، في اي شأن من شؤون الحياة ومكاسبها، وان يضع بين عينيه دلالة هذه الآية؛(إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)، الفرقان،70 وهذه بشارة يجب الاهتمام بها،
كلمات للدكتور محمد الشويعر .
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن على امة محمد صلى الله عليه وسلم النصر والتمكين في هذا العام وان يصلح شعوبنا، إنه على كل شيء قدير[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
هـمسـه
عدد الرسائل : 2936 العمر : 38 الدوله : تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: رد: الحياة بغير الله سراب الخميس 24 أبريل - 10:20:29 | |
| | |
|