طفل في مدرسة ابتدائية لا يتجاوز عمره الـ 10 سنوات تنتفض عند الغيرة العربية مشحونة بالكراهية التي يملك مليون عذر ومبرر لها ويرتقي في الموقف الى منزلة الكبار لكنهم الابطال حين اجهز على دورية امريكية راجلة بقطعة طابوق ( حجارة ) ويدمي احد الجنود في منطقة الراس ويطرحه ارضاً..!
هل حقا ان هذا الصبي العراقي هو ارهابي بفعلته هذه كما يصفه الامريكان ؟ هي كلمات تسطر بل هي حقائق تقال بفخر واعتزاز لموقف طفل عراقي أسمه عبد العزيز، وبالامكان ان نعتبرها معادلة طرفها الاول المنتصر العراقي المهاجم وطرفها الآخر الضحية الامريكي الذي راح ينزف دما في لحظة يتوقع كل غازي محتل طامع ان يحصل له ما حصل ولعلها رسالة لقادة وزعماء الاحتلال لمعرفة مستقبل تواجدهم على ارض غيرهم من الامم .
القصة كاملة ان جنود المارينز كانوا يتجولون في منطقة ( الازركية ) احدى ضواحي الفلوجة كعادتهم مستغلين صفتهم الاحتلالية وغطرستهم العولمية واهمين باقامة علاقات في باطنها مسمومة وفي ظاهرها مثل طعم الحلقومة فيوزعون الحلوى بين اطفال المدارس وفي الشوارع منطلقين من قناعة راسخة من هذا التوجه بان الشباب هم العمود الفقري للمجتمع العراقي فيجب تطويعه لصالح ثقافتهم الامريكية وفق رؤية العولمة الغربية التي تمد اذرعها الاخطبوطية..
المهم حين دخلوا الى مدرسة (الدار البيضاء الابتدائية) بقرية الازركية وبدأوا يلتقون بالاطفال ويداعبونهم كما يداعب الكلب المسعور فريسته انتفض طفل صغير في الصف الرابع الابتدائي كان والده قد استشهد على ايدي الجيش الامريكي قبل سنتين وحمل حجارة من الطابوق واخذ يراقب كيف ينال من فريسته ( الجندي الامريكي ) الى ان وصل الى اللحظة المناسبة فاطلق قذيفته اليدوية ( الحجارة ) وجاءت في رأس الجندي ( توماس ) وهو اسود الشكل والجوهر بالطبع فسقط في ساحة المدرسة على الفور ملطخا بدمه الفاسد الملوث بالحقد بينما تحولت الاجواء الى حقيقتها حقد امريكي على مستقبل الطفولة في العراق وكراهية عراقية مشحونة بالغضب المبرر ومغمس بالثأر على جرائم الاحتلال والقتل ضد الاباء والابناء والامهات وقبل كل شيء ضد جسم الوطن الذي مزقت اشلاءه خلال السنوات الخمس الماضية لكن المعركة هذه المرة وقعت مع الاطفال .
الامريكان كعادتهم الجنونية احتلوا مكانتهم الحقيقية في ممارسة الارهاب وأخذوا يطلقون النيران بساحة المدرسة التي تحولت وسط هذه الحالة الهستيرية الى ساحة حرب غاضبة أرعبت ليس فقط الطلاب والمعلمات والمعلمين بل انما ارعبوا جميع ابناء المنطقة ولكنهم برغم ذلك هم الخاسرون ، فزميلهم الاسود ( توماس ) المصاب تمدد على الارض ودمه ينزف واستسلم لقدره.
في باديء الامر هاجم الجنود مدير المدرسة وضغطوا عليه لاحضار الطالب عبد العزيز أعز العراق به لاخذ الثار منه على ما ارتكبه من جريمة ( بطولة ), لكن المدير وانطلاقا من نظرته الابوية على طلابه ومن موقفه الوطني الاصيل انكر ان يكون يعرف اسم الطالب وابلغ الطلاب بالتفرق الى منازلهم بطريقة الاشارة لكي يتدارك الموقف ويتخلص من شر الاشرار الامريكان وبالفعل حصل ما اراد فانطلقت فراشات الصباح تصدح في اجواء القرية العراقية حيث كان هو الدرس الثاني عندما حصلت الحادثة..
وبودنا ان نطلعكم عن الكيفية التي انسحب فيها الطلاب الصغار هل انسحبوا يبكون ام خائفون لا والله لقد تسلحوا بايمان التحدي والشجاعة وبدأوا يرددون ( موت موت يا أمريكي.. عبد العزيز ما ننطيه) انطلقوا يضحكون ويشعرون بنشوة نصر تعتمر صدورهم البريئة والمحبة لوطنهم على انهم سجلوا بطولة تضاف الى بطولات الاباء.
كل هذا قد يكون طبيعيا لابناء العراق ولكن الحكاية التي تستحق ان نعتز بها كثيرا ان لدى هؤلاء الطلاب الصغار الارادة والعزيمة والاصرار على زرع الروح الانهزامية عند جيش الاحتلال خاصة في اللحظات الاولى للحادثة التي حاول فيها المرتزقة ان ينتزعوا قسرا معرفة أسم الطالب الذي اهانهم واصاب احدهم بضربة قوية.
السؤال هنا كيف تصرف الطلاب ؟ ولمتابعة تفاصيل الحكاية بدقة نقول لقد تصرفوا بكبرياء كان درسا كبيرا وبليغا في معانيه لدى الجنود المرتزقة حين انكروا باصرار وبعقلية العراقي الشجاع المؤمن المتسلح بالحق وكانت الشجاعة سبيلهم للنصر لا لغيرها . وتواصلا مع تفاصيل الحكاية البطولية ان هؤلاء الطلاب الصغار باعمارهم والكبار بافعالهم زفوا البطل عبد العزيز عند خروجهم من المدرسة كأنه العريس ورددوا ( شكرا شكرا ياغيور ) انها حكاية عراقية بسيطة في قاموس المقاومة الوطنية لعلها تكون عبرة للمحتل لكي يخرج من البلاد ولعلها تشكل ردة فعل لدى اصدقاء الاحتلال وادواته الرخيصة من حملة الجنسية العراقية المزورة . والحليم تكفيه الاشارة ...
الخبر منقول