هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خالد عزيز الجاف





ذكر
عدد الرسائل : 424
الدوله : الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Male_i14
تاريخ التسجيل : 22/02/2008

الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Empty
مُساهمةموضوع: الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة   الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Icon_minitimeالخميس 1 مايو - 1:05:32

الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة

( الجزء الاول )

خالد عزيز الجاف برلين

إن الاسلام هو دين الفطرة . فطرة الله التي فطر الناس عليها. فالفطرة أولا مضافة إلى الله فاطرها سبحانه , ثم هي الفطرة التي فطر الناس عليها. انها تتعلق بفطرة الإنسان نفسه فسنن الله التي خلق عليها الإنسان سواء تعلقت بالبدن او النفس وبالعقل او القلب. لقد خلق الله الإنسان مفطورا بطبعه على معرفة ربه وتوحيده والتزام طاعته وعبادته وحده لاشريك له فلا يتلقى إلا منه ولا يتوجه إلا اليه. وهكذا لم يترك الله الانسان فى هذه الحياة لانفسهم , بل احاطهم منذ بداية الخلق بمنهاج الفطرة الاولى . وبعث الله النبيين والمرسلين مبشرين ومنذرين , وجعل الرسالات مع رصيد العقل والمعرفة والعلم والفطرة . ولما فسدت فطرة اكثر الناس واظلمت بصيرتهم وضلت عقولهم واختلفوا بعد ان كانوا على هدى جميعا حتى عبدوا الاصنام , فبعث الله الانبياء لتقويم هذا الاعوجاج , وارجاع البشر الى صراط الله المستقيم )الفطرة الأولى ) .

ولعل اول من سمى الاسلام دين الفطرة هو المرحوم الشيخ عبد العزيز جاويش فى عنوان رسالة له الى مؤتمر المستشرقين عام 1904 كما جاء ذلك فى كتاب ( بين الدين والعلم ) للدكتور محمد احمد الفمراوى . لقد ميز الله الانسان بالعقل والعلم والمعرفة وجعله فطرته الاولى . وقد ارتبط الاسلام والقران الكريم بالعلم والمعرفة , وابتعد عن الفلسفة التى لافائدة منها . وقد امتزج العلم والقران امتزاجا قويا لم يكن ليظهر له من اثر فى الاديان الاخرى .

والعلم الذى نعنيه هنا اولا العلوم الكونية والطبيعية . اما الثانى فهو العلم بفروع الدين واصوله وتشريعه , وللصحابة منه الاحاطة التامة والرسوخ فى العلم , وهم العلماء حقا الذين فهموا الدين , ووضعوا نواة العلوم الشرعية لمن بعدهم من المسلمين وهؤلاء العلماء المسلمين الاوائل هم الذين قاموا بالحركة العلمية الشرعية فى جميع صنوفها , وهم الذين تولوا نشرها فى الافاق . اما ترغيب القران فى العلم وحثه عليه فحسبنا فيه هذا التقديس للعلماء وجعلهم اولى الناس برضاء الله واحقهم بخشيته حين قال ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) لان هؤلاء العلماء فهموا اسرار الخلق واستجلوا عظمتة الكون فأذعنوا لخالقه خاشعين لجلاله. وقوله تعالى فى رفعة العلماء ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
قال المستشرق النمساوى الدكتور ارنست بانيرت ( التأثير الدينى فى الغرب يتعرض لهزات عنيفة كلما حقق العلم انتصاراته .

اما الانسان المسلم فأنه يظل على ايمانه المؤكد برغم اطلاعه الدائب والمثابر على العلوم الحديثة ) اما الكاتب المشهور سومرت موم فقد قال ( ان اوروبا قد نبذت اليوم نفسها وامنت باله جديد هو العلم , ولكن العلم كائن متقلب , فهو يثبت اليوم مانفاه بالامس , وهو ينفى غدا مايثبته اليوم , لذلك تجد عباده فى قلق دائم لايسيقرون ) وهناك بعض المستشرقين الغربين حاولوا الطعن بالاسلام والاستهزاء بالدين والادعاء بان الاسلام ليس له موقف ثابت بالعلم والفلسفة فهذا المستشرق ارنست رنان قال فى كتابه الاسلام والعلم )ان الاسلام قد حارب العلم والفاسفة انه انكر حقيقة الاسلام وارتباطه بالعلم ارتباطا وثيقا لعله اعتبر كلامه هذا ان الاسلام شبيها بالمسيحية التى حاربت العلم والعلماء فى القرون الوسطى . كان التفكير فى العلم فى اوروبا المسيحية فى القرون الوسطى يعد جريمة يعاقب عليها من قبل محاكم التفتيش المسيحية بالموت . .ففى عهد قسطنطين كانت العلوم تعتبر اما نوعا من السحر او الخيانة وكانت هناك كراهية شديدة للعلوم العقلية وحتى البابا جريغورى الكبير ينفى كل من يشتغل بالدراسات العلمية عن مدينة روما ويحرق مكتبة بلاتين التى اسسها القيصر اوكتانيوس ويحرم دراسة كتب الفلاسفة الكلاسيكيين ويستعيض عن ذلك بتشجيع الميثولوجيا الكنسية التى ظلت هى المذهب السائد فى اوروبا لقرون عديدة .فقد سلمت الكنيسة جوردانو برونو الى غرفة التعذيب ثم احرق حيا حتى الموت عام 1610 لتصريحاته العلمية .

ونشر مجمع الكرادلة المقدس قرار الجرم لمن يقول بدوران الارض واعتبار القائل كافرا زنديقا. وان غاليلو قد وعد الكاردينال بالطاعة المطلقة مسلما بأن ماقاله عن دوران الارض باطل كما اقسم بالاناجيل سنه 1633 ان الارض لاتدور حول الشمس . ولما انصرف وغادر قاعة المحكمة فضرب الارض برجليه وهو يقول ( مع ذلك فأنت تدورين ) وقد صدر قرار ادانة جاليلو عام 1633 على الشكل التالى )حكم عليه ديوان التفتيش وهو فى السبعين من عمره لانه رفض ان يتراجع عن نظريته العلمية بدوران الارض . ياجاليليو ابن المرحوم فنسان جاليليو من بلدة فلورنسة البالغ من العمر سبعين عاما . بناء على مابلغ المجمع المقدس سنة 1615 من انك تؤمن بصحة المذهب الذى يدعو اليه الكثيرون وهو ان الشمس هى مركز العالم وانها ثابتة وان الارض تتحرك حركة يومية فأن المحكمة رغبة منها فى منع الفوضى والاضرار الناجمة عن ذلك والتى تمنع التصدى للايمان المقدس . وبناء على اوامر سيدنا بولس الخامس واصحاب النيافة الكرادلة فى هذه المحكمة العالمية العليا يرى اللاهوتيون اصحاب الرأى فى التعريف ان القضيتين المتعلقتين بسكون الشمس وحركة الارض مناقضتان للعقل ومغلوطتان فى اللاهوت فالاولى هرطقة صريحة والثانية خطأ فى الايمان .

فنحن نقول ونرفض ونحكم ونعلن انك انت جاليليو المذكور اصبحت فى نظر المجمع المقدس محل شبهة قوية بالهرطقة بأعتقادك وتمسكك بنظرية خاطئة مناقضة للكتب الالهية المقدسة . ونحن نأمر بمصادرة كتاب (محاورات جاليليو ) بموجب مرسوم علنى ونحكم عليك بالسجن الصريح بالمدة التى سنرى تحديدها صادر عنا نحن الكرادلة الموقعين ادناه ). وهذا الباحث لاروس يستهزىء فى قاموسه بالدين حيث يفسر الدين على انه مجموعة مقررات تنافى العقل والفكر الحر. اما العالم اينشتاين فأنه نطق بالحق عندما قال (إن العلم بلا ايمان ليمشى مشية الاعرج . وان الايمان بلا علم ليتلمس تلمس الأعمى ) ان التعارض بين لعقل والايمان وليد الثقافة الغربية وحدها ، ولو ان مسألة التوافق او التناقض بين الطرفين ولدت وطرحت منذ القدم ، الا انه فى تطور الغرب نحو العلمانية ادى الى حدوث صراع بين هذين المفهومين ادى بهما الى انفصال تام . فالفكر الغربى يرى فى الدين ارتباطه بمفهوم الظلامية والجهل ، وهو عامل ينفى عن الانسان ملكته العقلية التى تسمح له بأن يزن الامور، ويتدبرها بحرية وموضوعية .

والثقافة الغربية الحديثة قدمت على انها انتصار الانسان الواعى العاقل على كل ماهو غير عقلانى متمثلا بالدين . وقد حاول فلاسفة ومثقفى الغرب تعميم هذا المفهوم المجافى للحقيقة على الثقافات والاديان الاخرى، وخاصة الدين الاسلامى . فأن مفهوم التناقض بين الاديان والعقل قد عمم على جميع المعتقدات البشرية ، وادهى من هذا كله هو ان ظاهرة الاديان نفسها اصبحت فى قفص الاتهام ، واصبحت كل فكرة دينية ماهى الا تعبير عن ضعف الانسان وخوفه من المجهول من وجهة نظر الفكر الغربى .

الا ان الفكر الدينى ومسألة الخالق ووجوده والكون وتكوينه اصبحت من القضايا المطروحة حاليا بقوة . فالميدان العلمى يصطدم اكثر فأكثر مع مبهمات الكون والحياة والانسان ، لذا اصبحت مسألة الخالق المبدع المطلق الاوحد تطرح نفسها اليوم بطريقة علمية عن طريق العقل الانسانى والعلم الحديث . فالقرأن الكريم ربط بين العلم والايمان ، فعدد الكلمات التى جاءت فى القرأن حول كلمة العلم نجدها 850 كلمة ، اما الايات التى تحث على دراسة الظواهر الطبيعية فعددها 750 اية ..هناك خصائص واضحة بالنسبة للعلم والفلسفة يجب علينا الاهتمام بها وتوضيحها لعلاقتها بالاسلام ومنهجه ومن اهم هذه

الفكر الاسلامي وعلاقته بالعلم :
(1)الاسلام والعلم: لقد اخطأ من يظن ان الاسلام دين مثل باقى الديانات الاخرى ليس فيه الا الطقوس والعبادات وهذا من الجهل الفادح فى افكار هؤلاء الجاهلين . الاسلام دين سماوى لم يعرف له نظير بمطاردة جيوش الاوهام والاساطير والبدع قديما وحديثا انه الدين الذى حرر فكر الانسان من هذه الاساطير والبدع ومن سلطة الوراثة والبيئة والهوى لينظر إلى الاشياء بتجرد ويحكم عليها بعقله الذى اودعه الله فيه . فقد قدس الاسلام العلم والقلم الذى هو رمز التعلم تقديسا كبيرا. وقد حث الاسلام على تحصيل العلم إلى حد بعيد ولم تقع معارضة وتصادم بين الدين والعلم فى الامة الإسلامية شبيه المعارضات التى حدثت بين رجال العلم والفلاسفة الغربين والكنيسة فان الاسلام يحبذ العلم الصحيح الذى لاشبهة فيه ويؤيده ويدعو اليه ولكنه يندد بأولئك الذين يتبعون الظن ويعتبرونه علما ويبنون على هذا العلم الظن العلم الباطل . فالعلم من معطيات العقل اذن وجب ان لايكون تناف بين العلم والدين اذا كان هذا العلم قد بلغ من الصحة والتأييد مايجعله علما حقيقيا لاغبار عليه وقد خرج عن مرحلة الظن والشكوك .

والعلم فى المفهوم الاسلامى له معانى عديدة ومما اطلق عليه القران اسم العلم هو الاطلاع على الكتاب والحكمة وذلك فى قوله تعالى )كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم اياتنا يزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون( والعلم فى القران يعنى ايضا المعرفة واليقين والابتعاد عن البدع والاساطير والسفسطة فى قوله تعالى) ولاتقف ماليس لك به علم( وهذه الاية من جوامع الكلم فى كتاب الله تشمل اشياء كثيرة من احكام الدين . ومانستوحيه من هذه الاية هو ان الله نهانا ان نتبع غيرنا من غير علم ويريد الله بالعلم اليقين لانه وصفه فى مقابل الظن يقول الله )مالهم به من علم ان يتبعون الا الظن( ولقد استعمل القران لفظ العلم فى اكثر الاغراض التى يمكن ان يشملها فى العرف الحديث ولقد استعمل القران العلم مقابل الهوى والسفه فى قوله تعالى )بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم( )وان كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم( وقد واءم القران بين العلم والعقل مواءمة تجعل العلم حيث يكون العقل وتجعل العقل حيث يكون العلم )وتلك الامثال نضربها للناس ومايعقلها الا العالمون( ولقد كثر ورود لفظ العلم فى القران كثرة لم يجاره بها كتاب ديانة ولاغيرها حتى كان اللفظ من اكثر الالفاظ تداولا فى تعابير القران مما يدل على ان القران اهتم كثيرا فى ان يلقن الناس الحقائق ويدعبوها فى صدورهم وعقولهم ويدل ايضا على ان القران قد اخى العلم مؤخاة تشعر انهما من اصل واحد.

فالقران يريد من خلال العلم بأكتشاف الاشياء التى تقود الانسان بفهم هذا الكون البديع والرائع التركيب فهما صحيحا ليعلموا ان من ورائه بارئا ومصورا قد احسن كل شىء خلقه. فالقران والعلم هما بهذا اخوان بل تؤمان ولايتوهمن متوهم ان القران نزل ليشرح نظريات خاصة فى علم من العلوم وانما وضع اصولا عامة لكثير من المعارف تصريحا وتلويحا فان الايات القرانية لم يكن القصد منها التحقيق فى كنة سنة من سنن الكون وانما القصد تصوير ظاهر فى ذاته على انه كثيرا مايكون تصوير الظاهر فى جماله وعظمته اروع فى اكتشاف حقيقته . القران اذن لم يتحدث فى الكون وسننه الا ان ظاهرها ولو اراد البحث عن اعمق من ذلك لخرج عن كونه كتاب هدى ونور. اما العلوم التى شملها لفظ العلم فى القران فلا تقتصر على العلوم الشرعية فقط بل قد شمل كثيرا من العلوم حتى التى نسميها عصرية مثل علوم الطبيعة والفلك والعلوم البيولوجية الخ. المقصود بالعلم هو النظر الدقيق والمشاهدة المضبوطة والتجربة المنظمة والاهتمام باليقينيات لافروضه ولانظرياته لان فى العلم الحديث فروضا ونظريات لم تثبت ولكن هى من احتمال الصحة على درجات بقدر عدد المشاهدات والتجارب العلمية التى تتفق معها وتتفسر بها.
فالعلم مؤلف من اجزاء وتفصيلات لذلك فهو ملائم للتحليل والفصل والتقسيم وهو يكشف المتماثل والمتناغم والساكن. العلم جميعه منذ بدايته إلى اليوم هو فى الغالب استمرارية الية ياتى اللاحق فيكمل عمل السابق وبما ان العلم يتناول الموجود فهو دقيق لانه يسعى لاكتشاف القوانين واستخدامها.

ولذا فان فرانسيس بيكون Francis Bacon وهو اب العلم الاوروبى يؤكد بوضوح على الجانب الوظيفى او النفعى للعلم فيقول ( المعرفة الحقة هى المعرفة الوحيدة التى تزيد من قوة الانسان فى العالم ( والنظريات العلمية اصلها فروض والفروض العلمية هى اراء وافكار يحاول بها العلماء تفسير المشاهدات العلمية فى ميادين العلم المختلفة فلابد للفرض العلمى من ان يتفق مع بعض الوقائع وصحتها واذا رجح عن هذا الطريق سمى نظرية وان اى نظرية فى العلوم الحديثة وخاصة العلوم الفضائية الكونية يرجح العلماء صحته ولكن لايزال عندهم يحتمل البطلان ولكن اذا كثرت الوقائع بحيث لاتدع عند العلماء شكا فى صحة النظرية اعتبرت قانونا . ومن المهم ان نلاحظ ان الغرض العلمى لابد ان يكون قابلا للاختبار عن طريق التجربة وهذا فارق اساسى بين الراى العلمى والراى الفلسفى او بين العلم والفلسفة. فالعلم مرتبط بالفطرة التى فطر الله عليها الاشياء وهى حكم لايخطىء ولاتتبدل ولاتتغير.

ام الفلسفة فليس لديهم مرجع وثيق كهذا يتحاكمون اليه ويخضعون له عند الاختلاف ولذا كثرت فى الفلسفة المذاهب المختلفة التى لاامل فى التوفيق بينها وان زعم كل منها انه يستند إلى العقل. ان النظرية العلمية مهما طال عمرها وكثرت الوقائع المؤيدة لها يكفى القضاء عليها واعتبارها بحكم الميتة فى اكتشاف واقعة جديدة اخرى تناقضها بحيث لايمكن التوفيق بينهما بحال.

وفى تاريخ العلم نظريات كثيرة لم تستمر على حالها وتستقر بل صرعتها حقيقة علمية اخرى وهكذا سنن الكون والقوانين التى تجرى عليها فطرة الكون والحياة ونبذ العلم النظرية اذا شذت عنها واقعة كان يجب ان تشملها وهو فارق اخر من الفروق الاساسية بين العلم والفلسفة ففى الفلسفة يكفى التمسك بقضية ان تشهد لها بعض الحقائق ولو ناقضها حقيقة اخرى وهنا ينعدم معيار الحق والواقع ويرجع الفلاسفة إلى الشك فى مثل هذه الحالة كما يرجع العلماء الطبيعيون إلى التجربة .فالتجربة ليست كل شىء فى نمو الانسان خلافا لما يقوله الماديون ففى الانسان ملكة التعليل والاسباب وملكة التعميم والتجريد دون ان يكون للتجربة دخل فيها ويقول اينشتاين العالم الذرى بهذا الصدد )ان بصيرتنا الدينية هى المنبع وهى الموجهة لبصيرتنا العلمية( ويقول العالم الفلكى فاى )من الخطأ ان نقول بان العلم يقضى بصاحبه إلى نكران وجود الله( ويقول العالم باستور)لاتنافى بين العلم والايمان وكلما زاد علم الانسان زاد ايمانه بالله( ويقول العالم الجيولوجى الذائع الصيت ادموند هربرت المدرس بجامعة سوربون ) العلم لايمكن ان يؤدى إلى الكفر ولا إلى المادية ولايفضى إلى التشكيك ( وقد جاز عند الفلاسفة ان تكون الفطرة غير متناسقة ولامطردة وهم فى مثل هذه الحالة يتسألون من ادرك ان سنن الفطرة المطردة اليوم كانت فى الماضى السحيق مطردة ايضا وستظل مطردة فى المستقبل؟ الا ان العلم لايأتيه هذا التشكيك القائم على مجرد الظن والتخمين والاستنتاج .


عدل سابقا من قبل خالد عزيز الجاف في الخميس 1 مايو - 1:08:40 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد عزيز الجاف





ذكر
عدد الرسائل : 424
الدوله : الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Male_i14
تاريخ التسجيل : 22/02/2008

الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة   الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Icon_minitimeالخميس 1 مايو - 1:05:47

واصل اتساق الفطرة واطراد السنن فيها واستحالة التناقض بينها الذى يجيز الفلسفة انكاره بالظن والتخمين هو اصل دينى فى الاسلام قرره القران الكريم قبل ان يولد العلم الحديث ) ولاتجد لسنتنا تحويلا ) ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) (سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ( لو اجاز العلم ان الفطرة قد يدخلها التبدل والتحويل والتغيير لسقطت السموات والارض .

فهذه الايات القرانية تشهد باطرادها واتساقها ليس فقط فى الميادين العلمية بل انها تدل سنن الله فى فطرة الكون او فى فطرة الناس او تدل بسياقها على سنن الله فى الامم وانزال العقاب والهلاك بها فالعلم فى ايمانه باتساق الفطرة واطرادها يجد تشكيكا فى الفلسفة ولكنه يجد فى الاسلام كل التأييد. ان العلم الحديث يقوم على اساس اتساق الفطرة واطرادها فلو لم تكن متسقة لاتتعارض حقائقها ومطردة لاتختلف سننها على الزمن والعلم قد اثبت ببحوثه وطريقته فى البحث اتساق الفطرة واطرادها من خلال البحث واختيار الفروض والنظريات والتجارب العلمية واثبت بذلك صدق قوله تعالى )ماترى فى خلق الرحمن من تفاوت( )فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا( اما الفلسفة تكذب وتخطىء حين تشك عقلا فى هذا الاساس وتجيز التغيير والتبديل فى السنن الجارية فى الكون فالقران يبعد الشك عن طريق العلم فى العقول البشرية ويطمئنه انه على حق حين يمضى فى طريقه الصحيح غير مبال بالفلسفة وشكوكها.

وفى القران آيات يخدمها العلم الحديث بتوضيحها وكشف اسرارها حيث قال تعالى)انا كل شىء خلقناه بقدر( فالعلم يتكفل بكشف اسرار الكون والحياة باضهار جزئياتها على مدى الزمان ولن يستطيع ان يحيط بجميع تلك الجزئيات وتفاصيلها لان العلم فى تطور مستمر ولكنه لايستطيع ان يحيط بتفصيل كل ماخلق الله. فالعلم الحديث كله جاء لخدمة الدين انه يقدم اجل خدمة للاديان عامة بأثباته استحالة ان يكون نظام الكون وليد الصدفة العمياء وبذلك قطع الطريق على الماديين والملحدين الذين ينكرون وجود الله وبديهى ان الاديان والاللهيات ليس من مباحثات العلم لأنه لايستطيع ان يبحث فى مسألة وجود الله ووجود الله مسالة لاحاجة إلى اثبات. فان وجود الخالق هو من الوضوح بحيث يكاد يلتحق بالبديهيات عند الفلاسفة والعلماء الذين لم يصبهم انحراف فى الفطرة او عوج فى التفكير ولايملى عليهم الغرور ماشاء من ظنون واوهام. لقد حرص الاسلام كل الحرص بتعاليمه الواضحة على طلب العلم والظمأ إلى المعرفة فطلب العلم فريضة على كل مسلم.

والقران يحث المسلمين فى آيات متعددة على ضرورة طلب العلم وهذا الظمأ إلى العلم مقترنا باستعداد المسلم لاستخدام عقله كانا القاعدة الرئيسية لازدهار العلوم الإسلامية وظهور العلماء المسلمين الأوائل الذين اخذوا على عاتقهم فى تطوير الحضارة الهلينية لأنه لم يجد المسلمون لدى الغرب شيئا يذكر يستحق أن تبذلوا جهدا ليتعلموه على حد تعبير مارشال هدجسون ثم ذبلت الحضارة الإسلامية فى القرن الرابع عشر وانحسر مدها فى جميع المجالات العلمية والانسانية من علوم طبيعية وجغرافية وفلسفية والسبب الرئيسى لهذا الانحسار هو اغلاق باب الاجتهاد والاقتصار على التقليد زعما بأن السلف الصالح من الصحابة والتابعين كانوا على علم اتم واكمل بكل مااتى به القران الكريم . والتمس المقلدون الذين ارادوا اغلاق باب الاجتهاد آيات من الكتاب يفسرونها تفسيرا يسند دعواهم مثلا قوله تعالى)قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا ) ( ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ( هكذا نظر الفقهاء المسلمين نظرة معادية للعلوم الطبيعية والفلسفية نجم عن هذا الموقف اعتبار كل نظرة للعلوم بدعة وكل بدعة ضلالة حسب تفسيرهم للحديث النبوى الشريف )كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ( وهم لم يفرقوا بين بدعة حسنة وبدعة سيئة وضارة ولم يبينوا للمسلمين ان الاحاديث التى تعرضت للبدع لاتعنى بحال من الاحوال الى العلوم الطبيعية او التقدم العلمى والتكنولوجى وانما تعنى البدع التى لاتتفق مع مبادىء الشريعة الاسلامية.

هل يمكن اعتبار العلم وتطوره بديلا للدين الاسلامى وشريعته ؟ كلا بل العكس هو الصحيح ان اكثر الاصوات تنادى بعد اندحار النظرية الماركسية المادية فى العودة الى الميتافيزيقا الدينية نتيجة للمعرفة المتأخرة زمنا وانه كلما اشتد الوعى الدينى صارت الحاجة الى الدين اقوى والزم. لقد غلبت المعرفة من جديد فى اتباعها ان الدين والعلم الحديث لاغناء لبعضها عن بعض وان فكرة انقضاء اجل الدين كانت فكرة مرحلية خاطئة محدودة الافق فقد ماتت كل الافكار والنظريات الداروينية وسيجموند فرويد وكارل ماركس وسوف يصير علماء الطبيعة اشد تواضعا واكثر التصاقا بالدين بعدما تبين لهم ان العلم يوصلهم شيئا فشيئا الى منابع الدين والى القوة العليا (الله) وفلاسفة الاسلام القدماء الذين ادخلوا الاسلام فى الفلسفة انتهى دورهم وجاء دور العلم الحديث الذى تحرر الان من قيود الغرور فلابد من جعله ذا قيم اسلامية اى (ادخال الاسلام فى العل) .

والاسلام يعنى بالتنمية العلمية عناية فائقة لان العلم هو الباب الاوسع الى الايمان والى معرفة سنن الله تعالى والى التفكير فى خلق السماوات والارض. قال الله تعالى (انما يخشى الله من عباده العلماء ) ومن هنا قال الرسول الكريم محمد ( العلماء ورثة الانبياء ( وقوله سبحانه ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )وبما ان الاسلام دين الفطرة والعقل معا ولذلك كانت صلته بالعلم وثيقة. فالعلم تجارب عملية لافكار عقلية ومجال هذه التجارب هو الكون وعلاقة الانسانية به وشمل الاسلام الكون والانسان معا لانه كدين يتعلق بفطرة الانسان نفسه وبالسنن التى فطر الله الانسان عليها والتى لاراحة ولاسعادة للانسان الا فى تحقيقها وتطبيقها كاملة غير منقوصة ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) كلمات قليلة حوت معانى جليلة وشرحها يطول فهى اولا اكدت معنى الفطرة وفسرتها بالخلق واضافت الخلق الى الله ( لاتبديل لخلق الله ) والعلم الحديث يقدم وجوده رغم الفلسفة وشكوكها على هذا القانون الالهى )لاتبديل لخلق الله ) اذ العلم وطريقة النظرية العلمية التجريبية متوقعة على اتساق الفطرة واتساق سننها بالاطراد.

ان تطور العلم والتكنولوجيا له ارتباط كبير بالايمان وكل تطور علمى وكل اكتشاف علمى تكنولوجى جديد يهيىء هو الاخر الدافع لاكتشاف علم جديد . وهكذا وفى هذه العملية تكون الاختراعات والاكتشافات بالذات مادة وقوة عظيمتين تعملان للقضاء على المفاهيم المادية الديالكتيكية .

يتبع في الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هـمسـه


هـمسـه


انثى
عدد الرسائل : 2936
العمر : 38
الدوله : الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Male_e10
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة   الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة Icon_minitimeالخميس 1 مايو - 16:27:20

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جزاك الله خيرا اخى خالد وبانتظار الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بلاد مابين النهرين ...
» خواطر واكثر لمن يفهم مابين السطر
» العلم والشرف والمال
» أشكل عليّ تفريق بعض أهل العلم بين أهل الكتاب و المشركين
» ملف في فتاوى عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الاسلاميه :: أسلاميات-
انتقل الى: