الفكر الاسلامى مابين العلم والفلسفة
( الجزء الاول )
خالد عزيز الجاف برلين
إن الاسلام هو دين الفطرة . فطرة الله التي فطر الناس عليها. فالفطرة أولا مضافة إلى الله فاطرها سبحانه , ثم هي الفطرة التي فطر الناس عليها. انها تتعلق بفطرة الإنسان نفسه فسنن الله التي خلق عليها الإنسان سواء تعلقت بالبدن او النفس وبالعقل او القلب. لقد خلق الله الإنسان مفطورا بطبعه على معرفة ربه وتوحيده والتزام طاعته وعبادته وحده لاشريك له فلا يتلقى إلا منه ولا يتوجه إلا اليه. وهكذا لم يترك الله الانسان فى هذه الحياة لانفسهم , بل احاطهم منذ بداية الخلق بمنهاج الفطرة الاولى . وبعث الله النبيين والمرسلين مبشرين ومنذرين , وجعل الرسالات مع رصيد العقل والمعرفة والعلم والفطرة . ولما فسدت فطرة اكثر الناس واظلمت بصيرتهم وضلت عقولهم واختلفوا بعد ان كانوا على هدى جميعا حتى عبدوا الاصنام , فبعث الله الانبياء لتقويم هذا الاعوجاج , وارجاع البشر الى صراط الله المستقيم )الفطرة الأولى ) .
ولعل اول من سمى الاسلام دين الفطرة هو المرحوم الشيخ عبد العزيز جاويش فى عنوان رسالة له الى مؤتمر المستشرقين عام 1904 كما جاء ذلك فى كتاب ( بين الدين والعلم ) للدكتور محمد احمد الفمراوى . لقد ميز الله الانسان بالعقل والعلم والمعرفة وجعله فطرته الاولى . وقد ارتبط الاسلام والقران الكريم بالعلم والمعرفة , وابتعد عن الفلسفة التى لافائدة منها . وقد امتزج العلم والقران امتزاجا قويا لم يكن ليظهر له من اثر فى الاديان الاخرى .
والعلم الذى نعنيه هنا اولا العلوم الكونية والطبيعية . اما الثانى فهو العلم بفروع الدين واصوله وتشريعه , وللصحابة منه الاحاطة التامة والرسوخ فى العلم , وهم العلماء حقا الذين فهموا الدين , ووضعوا نواة العلوم الشرعية لمن بعدهم من المسلمين وهؤلاء العلماء المسلمين الاوائل هم الذين قاموا بالحركة العلمية الشرعية فى جميع صنوفها , وهم الذين تولوا نشرها فى الافاق . اما ترغيب القران فى العلم وحثه عليه فحسبنا فيه هذا التقديس للعلماء وجعلهم اولى الناس برضاء الله واحقهم بخشيته حين قال ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) لان هؤلاء العلماء فهموا اسرار الخلق واستجلوا عظمتة الكون فأذعنوا لخالقه خاشعين لجلاله. وقوله تعالى فى رفعة العلماء ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
قال المستشرق النمساوى الدكتور ارنست بانيرت ( التأثير الدينى فى الغرب يتعرض لهزات عنيفة كلما حقق العلم انتصاراته .
اما الانسان المسلم فأنه يظل على ايمانه المؤكد برغم اطلاعه الدائب والمثابر على العلوم الحديثة ) اما الكاتب المشهور سومرت موم فقد قال ( ان اوروبا قد نبذت اليوم نفسها وامنت باله جديد هو العلم , ولكن العلم كائن متقلب , فهو يثبت اليوم مانفاه بالامس , وهو ينفى غدا مايثبته اليوم , لذلك تجد عباده فى قلق دائم لايسيقرون ) وهناك بعض المستشرقين الغربين حاولوا الطعن بالاسلام والاستهزاء بالدين والادعاء بان الاسلام ليس له موقف ثابت بالعلم والفلسفة فهذا المستشرق ارنست رنان قال فى كتابه الاسلام والعلم )ان الاسلام قد حارب العلم والفاسفة انه انكر حقيقة الاسلام وارتباطه بالعلم ارتباطا وثيقا لعله اعتبر كلامه هذا ان الاسلام شبيها بالمسيحية التى حاربت العلم والعلماء فى القرون الوسطى . كان التفكير فى العلم فى اوروبا المسيحية فى القرون الوسطى يعد جريمة يعاقب عليها من قبل محاكم التفتيش المسيحية بالموت . .ففى عهد قسطنطين كانت العلوم تعتبر اما نوعا من السحر او الخيانة وكانت هناك كراهية شديدة للعلوم العقلية وحتى البابا جريغورى الكبير ينفى كل من يشتغل بالدراسات العلمية عن مدينة روما ويحرق مكتبة بلاتين التى اسسها القيصر اوكتانيوس ويحرم دراسة كتب الفلاسفة الكلاسيكيين ويستعيض عن ذلك بتشجيع الميثولوجيا الكنسية التى ظلت هى المذهب السائد فى اوروبا لقرون عديدة .فقد سلمت الكنيسة جوردانو برونو الى غرفة التعذيب ثم احرق حيا حتى الموت عام 1610 لتصريحاته العلمية .
ونشر مجمع الكرادلة المقدس قرار الجرم لمن يقول بدوران الارض واعتبار القائل كافرا زنديقا. وان غاليلو قد وعد الكاردينال بالطاعة المطلقة مسلما بأن ماقاله عن دوران الارض باطل كما اقسم بالاناجيل سنه 1633 ان الارض لاتدور حول الشمس . ولما انصرف وغادر قاعة المحكمة فضرب الارض برجليه وهو يقول ( مع ذلك فأنت تدورين ) وقد صدر قرار ادانة جاليلو عام 1633 على الشكل التالى )حكم عليه ديوان التفتيش وهو فى السبعين من عمره لانه رفض ان يتراجع عن نظريته العلمية بدوران الارض . ياجاليليو ابن المرحوم فنسان جاليليو من بلدة فلورنسة البالغ من العمر سبعين عاما . بناء على مابلغ المجمع المقدس سنة 1615 من انك تؤمن بصحة المذهب الذى يدعو اليه الكثيرون وهو ان الشمس هى مركز العالم وانها ثابتة وان الارض تتحرك حركة يومية فأن المحكمة رغبة منها فى منع الفوضى والاضرار الناجمة عن ذلك والتى تمنع التصدى للايمان المقدس . وبناء على اوامر سيدنا بولس الخامس واصحاب النيافة الكرادلة فى هذه المحكمة العالمية العليا يرى اللاهوتيون اصحاب الرأى فى التعريف ان القضيتين المتعلقتين بسكون الشمس وحركة الارض مناقضتان للعقل ومغلوطتان فى اللاهوت فالاولى هرطقة صريحة والثانية خطأ فى الايمان .
فنحن نقول ونرفض ونحكم ونعلن انك انت جاليليو المذكور اصبحت فى نظر المجمع المقدس محل شبهة قوية بالهرطقة بأعتقادك وتمسكك بنظرية خاطئة مناقضة للكتب الالهية المقدسة . ونحن نأمر بمصادرة كتاب (محاورات جاليليو ) بموجب مرسوم علنى ونحكم عليك بالسجن الصريح بالمدة التى سنرى تحديدها صادر عنا نحن الكرادلة الموقعين ادناه ). وهذا الباحث لاروس يستهزىء فى قاموسه بالدين حيث يفسر الدين على انه مجموعة مقررات تنافى العقل والفكر الحر. اما العالم اينشتاين فأنه نطق بالحق عندما قال (إن العلم بلا ايمان ليمشى مشية الاعرج . وان الايمان بلا علم ليتلمس تلمس الأعمى ) ان التعارض بين لعقل والايمان وليد الثقافة الغربية وحدها ، ولو ان مسألة التوافق او التناقض بين الطرفين ولدت وطرحت منذ القدم ، الا انه فى تطور الغرب نحو العلمانية ادى الى حدوث صراع بين هذين المفهومين ادى بهما الى انفصال تام . فالفكر الغربى يرى فى الدين ارتباطه بمفهوم الظلامية والجهل ، وهو عامل ينفى عن الانسان ملكته العقلية التى تسمح له بأن يزن الامور، ويتدبرها بحرية وموضوعية .
والثقافة الغربية الحديثة قدمت على انها انتصار الانسان الواعى العاقل على كل ماهو غير عقلانى متمثلا بالدين . وقد حاول فلاسفة ومثقفى الغرب تعميم هذا المفهوم المجافى للحقيقة على الثقافات والاديان الاخرى، وخاصة الدين الاسلامى . فأن مفهوم التناقض بين الاديان والعقل قد عمم على جميع المعتقدات البشرية ، وادهى من هذا كله هو ان ظاهرة الاديان نفسها اصبحت فى قفص الاتهام ، واصبحت كل فكرة دينية ماهى الا تعبير عن ضعف الانسان وخوفه من المجهول من وجهة نظر الفكر الغربى .
الا ان الفكر الدينى ومسألة الخالق ووجوده والكون وتكوينه اصبحت من القضايا المطروحة حاليا بقوة . فالميدان العلمى يصطدم اكثر فأكثر مع مبهمات الكون والحياة والانسان ، لذا اصبحت مسألة الخالق المبدع المطلق الاوحد تطرح نفسها اليوم بطريقة علمية عن طريق العقل الانسانى والعلم الحديث . فالقرأن الكريم ربط بين العلم والايمان ، فعدد الكلمات التى جاءت فى القرأن حول كلمة العلم نجدها 850 كلمة ، اما الايات التى تحث على دراسة الظواهر الطبيعية فعددها 750 اية ..هناك خصائص واضحة بالنسبة للعلم والفلسفة يجب علينا الاهتمام بها وتوضيحها لعلاقتها بالاسلام ومنهجه ومن اهم هذه
الفكر الاسلامي وعلاقته بالعلم :
(1)الاسلام والعلم: لقد اخطأ من يظن ان الاسلام دين مثل باقى الديانات الاخرى ليس فيه الا الطقوس والعبادات وهذا من الجهل الفادح فى افكار هؤلاء الجاهلين . الاسلام دين سماوى لم يعرف له نظير بمطاردة جيوش الاوهام والاساطير والبدع قديما وحديثا انه الدين الذى حرر فكر الانسان من هذه الاساطير والبدع ومن سلطة الوراثة والبيئة والهوى لينظر إلى الاشياء بتجرد ويحكم عليها بعقله الذى اودعه الله فيه . فقد قدس الاسلام العلم والقلم الذى هو رمز التعلم تقديسا كبيرا. وقد حث الاسلام على تحصيل العلم إلى حد بعيد ولم تقع معارضة وتصادم بين الدين والعلم فى الامة الإسلامية شبيه المعارضات التى حدثت بين رجال العلم والفلاسفة الغربين والكنيسة فان الاسلام يحبذ العلم الصحيح الذى لاشبهة فيه ويؤيده ويدعو اليه ولكنه يندد بأولئك الذين يتبعون الظن ويعتبرونه علما ويبنون على هذا العلم الظن العلم الباطل . فالعلم من معطيات العقل اذن وجب ان لايكون تناف بين العلم والدين اذا كان هذا العلم قد بلغ من الصحة والتأييد مايجعله علما حقيقيا لاغبار عليه وقد خرج عن مرحلة الظن والشكوك .
والعلم فى المفهوم الاسلامى له معانى عديدة ومما اطلق عليه القران اسم العلم هو الاطلاع على الكتاب والحكمة وذلك فى قوله تعالى )كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم اياتنا يزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون( والعلم فى القران يعنى ايضا المعرفة واليقين والابتعاد عن البدع والاساطير والسفسطة فى قوله تعالى) ولاتقف ماليس لك به علم( وهذه الاية من جوامع الكلم فى كتاب الله تشمل اشياء كثيرة من احكام الدين . ومانستوحيه من هذه الاية هو ان الله نهانا ان نتبع غيرنا من غير علم ويريد الله بالعلم اليقين لانه وصفه فى مقابل الظن يقول الله )مالهم به من علم ان يتبعون الا الظن( ولقد استعمل القران لفظ العلم فى اكثر الاغراض التى يمكن ان يشملها فى العرف الحديث ولقد استعمل القران العلم مقابل الهوى والسفه فى قوله تعالى )بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم( )وان كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم( وقد واءم القران بين العلم والعقل مواءمة تجعل العلم حيث يكون العقل وتجعل العقل حيث يكون العلم )وتلك الامثال نضربها للناس ومايعقلها الا العالمون( ولقد كثر ورود لفظ العلم فى القران كثرة لم يجاره بها كتاب ديانة ولاغيرها حتى كان اللفظ من اكثر الالفاظ تداولا فى تعابير القران مما يدل على ان القران اهتم كثيرا فى ان يلقن الناس الحقائق ويدعبوها فى صدورهم وعقولهم ويدل ايضا على ان القران قد اخى العلم مؤخاة تشعر انهما من اصل واحد.
فالقران يريد من خلال العلم بأكتشاف الاشياء التى تقود الانسان بفهم هذا الكون البديع والرائع التركيب فهما صحيحا ليعلموا ان من ورائه بارئا ومصورا قد احسن كل شىء خلقه. فالقران والعلم هما بهذا اخوان بل تؤمان ولايتوهمن متوهم ان القران نزل ليشرح نظريات خاصة فى علم من العلوم وانما وضع اصولا عامة لكثير من المعارف تصريحا وتلويحا فان الايات القرانية لم يكن القصد منها التحقيق فى كنة سنة من سنن الكون وانما القصد تصوير ظاهر فى ذاته على انه كثيرا مايكون تصوير الظاهر فى جماله وعظمته اروع فى اكتشاف حقيقته . القران اذن لم يتحدث فى الكون وسننه الا ان ظاهرها ولو اراد البحث عن اعمق من ذلك لخرج عن كونه كتاب هدى ونور. اما العلوم التى شملها لفظ العلم فى القران فلا تقتصر على العلوم الشرعية فقط بل قد شمل كثيرا من العلوم حتى التى نسميها عصرية مثل علوم الطبيعة والفلك والعلوم البيولوجية الخ. المقصود بالعلم هو النظر الدقيق والمشاهدة المضبوطة والتجربة المنظمة والاهتمام باليقينيات لافروضه ولانظرياته لان فى العلم الحديث فروضا ونظريات لم تثبت ولكن هى من احتمال الصحة على درجات بقدر عدد المشاهدات والتجارب العلمية التى تتفق معها وتتفسر بها.
فالعلم مؤلف من اجزاء وتفصيلات لذلك فهو ملائم للتحليل والفصل والتقسيم وهو يكشف المتماثل والمتناغم والساكن. العلم جميعه منذ بدايته إلى اليوم هو فى الغالب استمرارية الية ياتى اللاحق فيكمل عمل السابق وبما ان العلم يتناول الموجود فهو دقيق لانه يسعى لاكتشاف القوانين واستخدامها.
ولذا فان فرانسيس بيكون Francis Bacon وهو اب العلم الاوروبى يؤكد بوضوح على الجانب الوظيفى او النفعى للعلم فيقول ( المعرفة الحقة هى المعرفة الوحيدة التى تزيد من قوة الانسان فى العالم ( والنظريات العلمية اصلها فروض والفروض العلمية هى اراء وافكار يحاول بها العلماء تفسير المشاهدات العلمية فى ميادين العلم المختلفة فلابد للفرض العلمى من ان يتفق مع بعض الوقائع وصحتها واذا رجح عن هذا الطريق سمى نظرية وان اى نظرية فى العلوم الحديثة وخاصة العلوم الفضائية الكونية يرجح العلماء صحته ولكن لايزال عندهم يحتمل البطلان ولكن اذا كثرت الوقائع بحيث لاتدع عند العلماء شكا فى صحة النظرية اعتبرت قانونا . ومن المهم ان نلاحظ ان الغرض العلمى لابد ان يكون قابلا للاختبار عن طريق التجربة وهذا فارق اساسى بين الراى العلمى والراى الفلسفى او بين العلم والفلسفة. فالعلم مرتبط بالفطرة التى فطر الله عليها الاشياء وهى حكم لايخطىء ولاتتبدل ولاتتغير.
ام الفلسفة فليس لديهم مرجع وثيق كهذا يتحاكمون اليه ويخضعون له عند الاختلاف ولذا كثرت فى الفلسفة المذاهب المختلفة التى لاامل فى التوفيق بينها وان زعم كل منها انه يستند إلى العقل. ان النظرية العلمية مهما طال عمرها وكثرت الوقائع المؤيدة لها يكفى القضاء عليها واعتبارها بحكم الميتة فى اكتشاف واقعة جديدة اخرى تناقضها بحيث لايمكن التوفيق بينهما بحال.
وفى تاريخ العلم نظريات كثيرة لم تستمر على حالها وتستقر بل صرعتها حقيقة علمية اخرى وهكذا سنن الكون والقوانين التى تجرى عليها فطرة الكون والحياة ونبذ العلم النظرية اذا شذت عنها واقعة كان يجب ان تشملها وهو فارق اخر من الفروق الاساسية بين العلم والفلسفة ففى الفلسفة يكفى التمسك بقضية ان تشهد لها بعض الحقائق ولو ناقضها حقيقة اخرى وهنا ينعدم معيار الحق والواقع ويرجع الفلاسفة إلى الشك فى مثل هذه الحالة كما يرجع العلماء الطبيعيون إلى التجربة .فالتجربة ليست كل شىء فى نمو الانسان خلافا لما يقوله الماديون ففى الانسان ملكة التعليل والاسباب وملكة التعميم والتجريد دون ان يكون للتجربة دخل فيها ويقول اينشتاين العالم الذرى بهذا الصدد )ان بصيرتنا الدينية هى المنبع وهى الموجهة لبصيرتنا العلمية( ويقول العالم الفلكى فاى )من الخطأ ان نقول بان العلم يقضى بصاحبه إلى نكران وجود الله( ويقول العالم باستور)لاتنافى بين العلم والايمان وكلما زاد علم الانسان زاد ايمانه بالله( ويقول العالم الجيولوجى الذائع الصيت ادموند هربرت المدرس بجامعة سوربون ) العلم لايمكن ان يؤدى إلى الكفر ولا إلى المادية ولايفضى إلى التشكيك ( وقد جاز عند الفلاسفة ان تكون الفطرة غير متناسقة ولامطردة وهم فى مثل هذه الحالة يتسألون من ادرك ان سنن الفطرة المطردة اليوم كانت فى الماضى السحيق مطردة ايضا وستظل مطردة فى المستقبل؟ الا ان العلم لايأتيه هذا التشكيك القائم على مجرد الظن والتخمين والاستنتاج .