هل الأمريكان من اجل النفط ؟
في مقال للكاتب البريطاني روبرت فيسك كتب قائلا ((إنها صورة بشعة وغريبة ، أنه اليوم ، وبعد وقفة عند سياستنا ( القزمية ) منذ خمس سنوات مضت ، ربما نرى وصفاً مماثلاً لحالنا خلال الحرب العالمية .. وبإحصائيات بسيطة نرى أن عدد القتلى الأمريكان قد وصل ال 4000 ، وهو عدد يتجاوز ضحايا أميركا في إنزال نورماندي الشهير في الحرب العالمية في 6 حزيران / يونيو 1944 .. وأكثر بثلاث أضعاف الضحايا البريطانيين في معركة ( إرنهام ) خلال نفس السنة ، حيث كان العدد 1200 قتيل ، وأكثر من ثلث مجموع ضحايا البلدين في إحتلال المانيا ، والذي كان 11,014 .
عدد قتلى البريطانيين في العراق لحد الآن 176 .. وهو تقريباً مايعادل ضحايا البريطانيين في معركة ( البولك ) الكبيرة في المانيا عامي 1944ـ 1945 ، حيث كان عدد القتلى 200 ضحية .
عدد جرحى الأمريكان في العراق يقدر 29,395 ، وحسب إحصاءات رسمية .. وهو ثلاث أضعاف جرحى الأمريكان في إنزال نورماندي المرعب خلال الحرب العالمية ، حيث بلغ آنذاك 3,184 شخص ، وأكثر من ربع جرحاهم في الحرب الكورية لثلاث سنوات 1950 ـ 1953 ، حيث كانت الأرقام 103,284 .
أما عدد الضحايا من العراقيين ، فإن الأرقام تقترب من الضحايا المدنيين في الحرب العالمية الثانية ، فإنه وحتى لو إعتمدنا الإحصاءات الرسمية وبحدها الأدنى ، نجد أن الرقم يتراوح بين 350,000 الى مليون ضحية ..! وللمقارنة فقط علينا أن نتذكر أن ضحايا القصف الألماني لبريطانيا خلال سنوات الحرب ، بما في ذلك ' القنابل الطائرة ' الموجهة الى لندن ، بلغ 6000 ضحية في لندن ، و 60,595 ضحية في بريطانيا خلال خمس سنوات 1940 ـ 1945 ، مقابل 80,182 جريح .. وهذا يظهر أن ضحايا المدنيين في العراق قد تجاوز ماقدمه الغرب من ضحايا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية ..
وإذا ماقارنا ذلك بإحصائية أخرى ، نجد الأرقام مخيفة ، حيث أن الضحايا المدنيين في العراق قد تجاوز 6 الى 7 أضعاف ، الهجوم الذري الأمريكي على اليابان ..!
لقد أرسلنا جيوشنا الى أرض الإسلام .. بتشجيع من إسرائيل ! التي قدمت لنا معلومات إستخبارية مضللة وكاذبة عن العراق .
أما الزهو العسكري الأمريكي ، فقد تم تحطيمه اليوم في العراق .
ولو أخذنا التحالف الغربي ككل في هذه المأساة ، بحسابات بسيطة أيضاً .. نرى ان العدد يفوق 22 مرّة ، ماتم تحشيده ضد العالم الإسلامي من قبل الغرب خلال الحروب الصليبية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ..!
ألا يجب أن نسأل أنفسنا ماهذا الذي نقوم به ..؟
هل نحن هناك من أجل النفط ..؟