هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جثث لا تتفسخ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الجريح


الجريح


ذكر
عدد الرسائل : 509
الدوله : جثث لا تتفسخ Male_i14
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

جثث لا تتفسخ Empty
مُساهمةموضوع: جثث لا تتفسخ   جثث لا تتفسخ Icon_minitimeالسبت 17 مايو - 11:17:53



يأخذ الموت في الثقافة الشرقية حيزا كبيرا، يرتفع الى مستوى التقديس، والجميع يهيئ موتاه لحياة اخرى قادمة. في حين نرى ان موتى السيسيليين يبقون بدون تفسخ ومحفوظة مئات السنين. شعب جزيرة سيسيليا احد الشعوب التي تملك تقاليد شرقية عريقة لم يستطع انتمائه الحديث الى الغرب ان يغير نظرته الى الموت والموتى. لهذا السبب نجد ان العجائز من النساء هناك يلبسن السواد طيلة بقية عمرهن، وتقاليد الموت على هذه الجزيرة تملك جذور شرقية عريقة من طقوس الحزن او المحافظة على الاموات.

المقابر هي اكثر الامكنة تستطيع ان تعكس النظرة الخاصة لشعب سيسيليا الى الموت. في سراديب الدفن التي تسمى catacombe والموجودة اسفل كنيسة باليرمو ,Palermo, توجد مالايقل عن 8 الاف مومياء معلقة بكل احترام.

الممرات الطويلة المظلمة والباردة للسراديب تمتلئ بجثث البشر التي حافظت على شكلها بدرجات مختلفة، فنراها اما معلقة على الجدران او جالسة مستندة على الحائط او تستلقي في توابيتها.

الموت غالبا ليس جميل ، ولكن البعض يتفادى التغييرات البشعة التي تجري للجسم بعد الموت، كما حصل للفتاة ذات العقدين من العمر واسمها: Rosalia Lombardo, التي توفيت عام 1920، ولازالت بشكلها الى درجة انها تسمى الملاك النائم، وهي تستلقي في تابوتها يغطيها لوح من الزجاج، وتظهر وكأنها نامت امس لاغير.

جميع الاموات تلبس كامل قيافتها وكأنها ذاهبة الى عرس. بعضها تحولت الى مومياء طبيعي، فحافظت على جلدها وشعرها وعيونها في حين ان البعض الاخر لم يبقى منه الا الهيكل العظمي، وآيل للسقوط. البعض سقط منه الحنك والايدي او الاقدام والجمجمة.

عادة يجري تصفيط الاموات في صفوف حسب الوضع الاجتماعي والعمر والجنس. حديثي الولادة لهم غرفة حاصة، ، حيث نراهم جالسين على كراسي متارجحة او على مراجيح معلقة. كما نجد الاطباء مع نظاراتهم المميزة والجنود والضباط وشواربهم الطويلة.

هذا النوع من الدفن ظهر في سيسيليا عام 1534، ونجده موجود في بلادنا عند الطائفة الدرزية والعلوية حتى اليوم. في سيسيليا ظهرت بسبب ان المقبرة على سطح الارض لم تعد تتسع للمزيد من الموتى. لهذا السبب خطر ببال خطر ببال المسؤولين عن هذا الامر الى حفر سرداب تحت الكنيسة، لتظهر ما يعرف اليوم Catacombe de Cappucini, التي اصبحت اليوم قطبا سياحيا.

السرداب تحت الارض يتألف من خمسة قاعات محفورة في الحجر الكلسي. احدى القاعات للنساء والاخرى للرجال في حين الثالثة والرابعة للقساوسة وخدم الكنيسة، في حين الاخيرة مخصصة للشخصيات الكبيرة مثل االعلماء والفنانين والقضاة والضباط.

Silvestro av Gubbio, كان القس الاول الذي جرى حفظه في هذا المدفن عام 1599. بعده اصبح الكثيرين يرغبون في الحفظ بهذا المدفن، لنرى صفوف طويلة من رجال الدين في ملابسهم الدينية الكاملة. في البداية كان المدفن لرجال الدين وحدهم، ولكن فيما بعد اصبح مكانا شعبيا لكبار شخصيات المدينة. لقد اصبح الدفن فيه مرتبطا بالمركز الاجتماعي وتعبير عن الصلاح والفخر والحسب.

قبل الموت يقوم الشخص الراغب بالدفن في هذا المدفن بكتابة وصيته يصف فيها الملابس التي سيرتديها بعد الموت ونوعية الادوات او الحلى التي سترافقه. البعض وصل بهم الامر ان يقلقوا ان تهترئ ملابسهم بعد الموت لذلك كتبوا في وصيتهم اعداد المرات التي فيها يجب تغيير ملابسهم بأخرى جديدة.

القساوسة هم الذين يقومون بتجهيز الميت للحفظ. في البداية يسجى الجسد على صفيحة من السيراميك الممتلئة بالثقوب. على هذه الاصفيحة يبقى الميت لمدة ثمانية اشهر الى ان تخرج جميع السوائل منه. بعد ذلك يغطس الجسد في الخل من اجل تنظيفه، وبعد ذلك يلبس الملابس المنصوص عنها وينقل الى مكانه النهائي، التي يبقى " نهائي" طالما ان هناك من يدفع رسوم البقاء فيه. إذا لم تدفع الرسوم يلقى به في احدى الزوايا المعتمة، الى ان تدفع التكاليف.

الاقارب يستطيعون زيارة موتاهم في كل الاوقات، لذلك نجد المنطقة مزدحمة طيلة السنة، يأتون من اجل قراءة الدعوات ووضع الزهور او تلبيس الموتى ثيابا جديدة. ومن المثير انهم يقومون بتسريح شعر الموتى واعادة ترتيب اللحى والشوارب وتصليح وضع النظارات، او حتى إعادة الحنك او العظام الساقطة الى مكانها، بحيث ان المومياء تبقى في شكل انيق.

الكثير من الشخصيات المشهورة دفنت في هذا المدفن التاريخي ومنهم الامير الاسباني Diego Velázquez, الذي مات عام 1660 وامير تونسي مات عام 1662. في عام 1871 كان الاخوة ريكاردو هم الشخصيتين المشهورتين الاخيرتين الذي جرى دفنهم في هذا المكان، وهم ايضا افضل الجثث المحفوظة، ولكن المدفن بقي خمسين سنة اخرى يستقبل الموتى من المواطنين. اخر مواطنة جرى دفنها كانت Rosalia Lombardo, وجثتها محفوظة بشكل جيد. يعود الفضل في ذلك الى الكيميائي السيسلي Alfredo Salafia, المتخصص في التحنيط. هذا الكيميائي هو الذي قام بتحنيط الفتاة عام 1920 .

الفريدو سالفييا قام بتطوير طريقة سائل يمكن حقنه مباشرة في اوردة الشخص الميت حديثا. محتويات السائل بقيت سرا لم يكشفه واخذه معه الى قبره عام 1933، ولكن يُعتقد ان الزئبق احد مكوناته الرئيسية، والذي يستخدم حتى اليوم من قبل المشرفين على الدفن في ايطاليا. احد الاحتمالات الاخرى ان يكون الارسينيك هو الذي استخدمه، بإعتباره كان سما واسع الاستخدام في عصره.

منذ عام 1905 تمكن الفريدو سالفيا من استعراض قدراته الفنية على التحنيط عندما قام بتحنيط رئيس الوزراء الايطالي Francesco Crispi, وفي عام 1910 اعيد فتح التابوت ليظهر ليجدوا ان رئيس الوزراء لازال محافظا على شكله تماما، ليذاع صيت سالفييا ويشتهر كملك التحنيط.

بالرغم من ان اغلب السياح يحضرون الى المدفن لرؤية الطفلة روساليا لومباردو ، وهي من نتائج عمل ملك المحنطين، الا ان العلماء مهتمين اكثر ببقية المومياءات التي تحنطت لاسباب طبيعية، حيث تقدم معلومات ثمينة عن عصور طويلة من ماضي الامراض والسلوك وطبيعة الحياة.

وهذا فلم عن المقبره


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيصل


الفيصل


ذكر
عدد الرسائل : 641
الدوله : جثث لا تتفسخ Male_i14
تاريخ التسجيل : 18/02/2008

جثث لا تتفسخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: جثث لا تتفسخ   جثث لا تتفسخ Icon_minitimeالأربعاء 11 يونيو - 11:01:50

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جثث لا تتفسخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامه :: منتدى المواضيع المثيرة-
انتقل الى: