من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية أثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهية الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة.. وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.
وقد أوضحت جانباً من فكرها العلمي في مقالة: "ما ينبغي علينا نحو العلم" حيث حثت الدكتورة سميرة الحكومات علي أن تفرد للعلم المكان الأول في المجتمع، وأن تهتم بترقية الصناعات وزيادة الإنتاج والحرص علي تيسير المواصلات .. كما كانت دعوتها إلي التعاون العلمي العالي علي أوسع نطاق.
سافرت د.سميرة موسي إلي بريطانيا ثم إلي أمريكا .. ولم تنبهر ببريقها أو تنخدع بمغرياتها .. ففي خطاب إلي والدها قالت: "ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدأون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلي هنا لا يحملون شيئاً علي الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلي بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده؛ لأنه غريب.
اغتيال الدكتورة سميرة موسي
مثل كثير من العلماء المصريين الذين شهد العالم أجمع بنبوغهم لم يشأ عدد من الحاقدين أن تنعم أوطانهم بعلمهم تم اغتيال الدكتورة العالمة سميرة موسي لتنضم لقائمة العلماء الذين تم اغتيالهم، ويكتنف حادث وفاتها غموض رهيب لم يتم الكشف عنه حتي يومنا هذا،
حلقة من ضمن سلسلة طويلة من الاغتيالات التي قام بها الموساد الإسرائيلي لتصفية علماء الذرة العرب، خاصة وان الدكتورة سميرة موسي توصلت إلي أبحاث هامة تؤدي إلي كسر احتكار الدول الكبري لامتلاك السلاح النووي حيث توصلت إلي تصنيع القنبلة الذرية من معادن رخيصة يتوفر وجودها لدي كل دول العالم مهما كانت صغيرة فكان في ذلك سببا لمقتلها.
"قال المتحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن: إن الآنسة سميرة موسي علي الطالبة المصرية التي تتلقي العلم في الولايات المتحدة قتلت في حادث سيارة بعد أن أتمت دراستها في جامعة "أوكردج" بولاية تنيسي الأمريكية".
هكذا.. نشر الخبر في آخر صفحة من جريدة المصري في 19 أغسطس عام 1952.. أعلن هذا الخبر وفاة الدكتورة سميرة موسي.. عالمة الذرة من قرية سنبو الكبري.. ميس كوري الشرق .. أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) .
واليكم قصة الاغتيال التي تم إعدادها جيدا
من أكثر من 48 عاماً رحلت عن دنيانا د.سميرة موسي ، وما زال حادث مقتلها في أمريكا محاطاً بالغموض.
استجابت الدكتورة إلي دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1951، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت بقولها: "ينتظرني وطن غالٍ يسمي مصر"، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة واختفي إلي الأبد .. وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسمًا مستعاراً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.
كانت تقول لوالدها في رسائلها : لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا لاستطعت عمل حاجات كثيرة .. ولقد علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
وفي آخر رسالة لها كانت تقول: "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم .
أين سيارة النقل التي ظهرت في طريقها؟.. ومن كان فيها؟
أين ما توصلت اليه الشرطة الأمريكية؟ ولماذا قيدت القضية ضد مجهول؟.. أين.. أين؟
هل ماتت د.سميرة ميتة عادية أم أنه حادث اغتيال؟
وهكذا غربت شمس هذه العالمة الجليلة في 15 أغسطس عام 1952 في الخامسة والثلاثين من عمرها.
سلمت إلي والدها نوتة سوداء صغيرة كانت تسجل فيها خواطرها وكانت آخر ما خطته فيها:.. ثم غربت الشمس
- وهكذا غربت شمس أشرقت فوق سماء وطننا الإسلامي العربي يوما ولا نعرف كيف غابت وهل كان موتها حادثاً اعتيادياً أم متعمداً لقتل علماء أمة الإسلام كما حدث مع يحيي المشد والصباح وغيرهم الكثيرون من عباقرة الأمة الذين تم اغتيالهم بأيدي مجهولة تعمل علي منع أي ...شمس تعمل علي النهوض بالأمة الإسلامية العربية
- سميرة موسي العالمة المصرية نوذج لامرأة مسلمة تتخطي الصعاب وتعرف الهدف.. ويبقي الطريق الذي سارت فيه وعراً ومخيفاً ما دامت الأيدي السوداء تحيك المؤامرات ضد الأمة وأخيارها وتسحقهم في صمت يقتل الإبداع.
- ليظل السؤال حائراً ينتظر من يجيب عنه: إلي متي تضطرالأدمغة المسلمة إلي الهجرة لتبدع في سماء الغرب أو تسكن القبور في قفار الشرق!