أميري بركة شاعر امريكي اعتنق الإسلام كدين والماركسية كفلسفة
بقلم عادل سالم
ولد في السابع من اكتوبر عام 1934 باسم إفريت ليرويْ جونز في مدينة نيووارك الواقعة في نيو جرزي الشمالية.أبوه كولت ليروي جونز كان مسؤولا في دائرة البريد، أما أمه (آنا لويس جونز) فقد كانت عاملة في الحقل الاجتماعي.التحق بعد المدرسة في جامعة روتجرز لمدة عامين ثم أكمل دراسته في جامعة هَوَرد حيث حصل عام 1954 على شهادة بكالوريوس في اللغة الانجليزية.خدم السيد بركة في الجيش الأمريكي من عام 1954 حتى عام 1957 ثم انتقل للعيش في القسم الشرقي من منهاتن في ولاية نيويورك، وهناك التحق بمجموعة من الفنانين والموسيقيين والكتاب.تزوج الشاعر الأمريكي بركة عام 1958 بالأمريكية البيضاء اليهودية هيتي كوهن، وفي العام 1961 أصدر مجموعته الشعرية الأولى، ومنذ ذلك الحين بدأ نجمه في السطوع.منذ انطلاقته كان واضحا عدم ثقته بالأمريكيين البيض من خلال مسرحيته الشهيرة (العبد والمرحاض) عام 1963. وقد توالت مسرحياته فيما بعد وحصلت مسرحية دوتشمان على جائزة مرموقة تحولت على إثرها إلى فيلم سينمائي.يبدو أن شاعرنا كان من المعجبين بالزعيم الأمريكي الأسود مالكوم إكس الذي أدى اغتياله عام 1965 إلى تغيير واسع في حياة الشاعر بركة، حيث بدأ بتطليق زوجته الأولى وتزوج من امرأة سوداء عام 1967 اسمها الأصلي سيلفيا روبنسون، واسمها الآن أمينة بركة وهي شاعرة وكاتبة أمريكية. ثم اعتنق الإسلام عام 1968 وأصبح اسمه منذ ذلك الحين الإمام أميري بركة، لكنه بعد فترة غير الاسم إلى أميري بركة وحذف كلمة الإمام، وكان ذلك بعد أن تبنى الماركسية كفلسفة عام 1974. غلاف أحد كتبه بدأ أميري بركة نشاطا متواصلا لقيادة المسلمين السود وأسس منظمة باسم كويدا وسرعان ما أصبح من قادة السود في الولايات المتحدة، وعضوا في أعلى هيئة لهم. ويعود لبركة الفضل في تأسيس مجلس كونغرس الشعب الإفريقي في الولايات المتحدة.
بعد اعتناق أميري بركة الماركسية، تغيرت مفاهيمه للحياة، وبدأ بالتركيز على التفسيرات العلمية بدلا من الروحية.
حرر أميري بركة عام 1983 بالاشتراك مع زوجته أمينة موسوعة عن المرأة الأمريكية الإفريقية، وكسبت تلك الموسوعة جائزة مؤسسة كولمبوس. وأصدر بركة عام 1984 قصة مذكراته.
منذ عام 1985 يشغل أميري بركة منصب بروفيسور في الدراسات الإفريقية في جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك.
له العديد من المؤلفات في المسرح والشعر والدراما، والرواية، وعدد واسع من المقالات.
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك كتب قصيدة أسماها من فجر أمريكا (هو بلو أميركا) شن فيها حملة على البيض الذي استعبدوا السود واتهم فيها جهات رسمية لم يسمها بأنها كانت على علم بما سوف يحدث، حيث تساءل فيها كيف عرف أربعة آلاف موظف يهودي ولم يأتوا للعمل في ذلك اليوم؟ ولماذا كان هناك خمسة صحافيين يهود يصورون الحادث، وكأنهم يعرفون ماذا سيجري هناك؟
هذه القصيدة دفعت حاكم ولاية نيوجرزي الطلب من بركة بالاعتذار لأنها تسيء حسب رأيه للسامية واليهود، لكنه رفض الطلب، وقد حاول الحاكم إقالة الشاعر من منصبه الفخري كشاعر للولاية لمدة عامين لكنه فشل لأن القانون لا يجيز له ذلك. يبدو واضحا من قصيدته أنه يغمز إلى سنوات العبودية التي عاشها الأمريكيون الأفارقة في الولايات المتحدة، وهذا ما يؤكد عليه الداعية الأمريكي الأسود زعيم أمة الإسلام بأن السود لم تسلب منهم حريتهم فقط بل سلبوا أسماءهم، وثقافتهم، وانتماءهم، وتراثهم، ودينهم، وهم اليوم يحملون أسماء أسيادهم البيض القدامى وثقافتهم.
تحية للشاعر الأمريكي أميري بركة الذي ساهم في رفع صوت السود عاليا في مجتمع أمريكي قائم على العنصرية والاستعلاء، تلك العنصرية التي ألغيت من القانون لكنها ظلت تعشعش في صدور البيض حتى لحظة كتابة هذا المقال.