فهل ألان وهو اسيرا في ايران قد تعلم من اخطاءه وكسب الدروس والعبر . لكن سذاجته وسذاجة أتباعه بفنون السياسة وألاعيبها لم تمكنه من كشف الستار عن هذه اللعبة الخطرة وتداعياتها المستقبلية التي أمست تشكل تهديدا محدقا به في كل لحظة كما يحدق صياد بفريسة وهي واقعة في شركه.
والخطأ الثاني : هو موافقته بالتصويت على الدستور المسخ الذي صاغه اليهودي نوح فيلدمان، في بداية الامر انتقد هذا الدستور ، ولكنه في نهاية الامر دعمه بقوه وساعد على تمريره في البرلمان .
الخطأ الثالث : تمثل في الجرائم التي رافقت تدمير العتبات المقدسة في سامراء، فقد سمح مباشرة بعد التفجيرات لشراذم من جيشه بتدمير ما يزيد عن( 180) جامعا وحرقها ، وقتل الآلاف من المصلين وخطباء الجوامع وتمزيق المصاحف بتشجيع من حكومة الاحتلال واجهزتها الامنية ، لولا الدعم والاسناد من هذه الشرطة والمغاوير لما تجرأ أن يفعل هذه الاعمال ، لوجد أهل السنة والمقاومة الوطنية في انتظاره . وكانت مأساة عمليات القتل على الهوية قد أقصمت ظهر البعير وزادت من هوة الخلاف بين تياره واهل السنة والمقاومة العراقية . ومع هذا كانت هناك فسحة من العفو والتسامح لو أعترف الصدر بمسئولية جيشه عن تلك الجرائم،
الخطأ الرابع : موقفه الغريب و المتناقض من الانتخابات التي جرت برعاية الأمريكان ، وقد برر الصدر مشاركته بطريقة مسرحية هزلية مضحكة عندما قال "لقد تنازلت حفاظا على وحدة الصف ولم أقف ضد الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال، وما سكوتي إلا لتكون (مقاومة سياسية) أن هذا التبرير البرغماتي دلالة اكيدة على عدم معرفته بالفنون السياسية والاعيبها البهلاونية . وهو جهل مطبق بالسياسة فهو يعترف بأنها جرت تحت رعاية الاحتلال ومع هذا كان من ابرز الداعمين له، وهذا هو الجهل المطبق بالامور السياسية في قيادة البلد ، فليست هناك مقاومة سياسية في ظل الاحتلال الأمريكي للبلد فأنت إمام خياران أما أن تقف مع المقاومة وتحافظ على كرامتك وكرامة عائلتك ، أو تقف إلى جنب العدو وتكون ذليلا له . الم يطلب بوش من دول العالم أن يكونوا اصدقاء الأمريكان أو اعدائهم ، ولم يضع حلا وسطا بين المعادلتين . والأدهى من ذلك يعتبر الصدر أن هذا الموقف الذليل نوعا من المقاومة السياسية! من ثم يجيب على نفسه بأن هذه المواقف لا تثني أمريكا عن العدوان
الخطأ الخامس : وعلينا أن لاننسى موقفه من الحرب في لبنان بين حزب الله والجيش الاسرائلي ، عندما قام بأستعراض لقواته في مدينة صدام تحت هتافات هزلية مسرحية (لبيك مقتدى لبيك نصر الله) وقرر ارسال بضعة مكاميع من شرذمة جيشه المهدي البالغ عددهم 1500 حافيا للقتال ضد اسرائيل بينما جبشه يقتل الفلسطينين في العراق . وقد اثار تصرفه هذا الكثير من التساؤلات أليس من الأولى أن يحارب الصدر الأمريكان والصهاينة الموجودين في ارض العراق دون الرحيل إلى لبنان؟ وهل هناك فرق بين الاحتلال الأمريكي للعراق والاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان؟ الم يهاجم الصدر المجاهدين العرب الذين يقاتلون في العراق ضد قوت الاحتلال، ودعاهم إلى قتال الأمريكان في بلدانهم وليس في العراق واعتبرهم ارهابيين
الخطأ السادس : المواقف المخزية من المقاومة العراقية الباسلة، فقد كان الصدر يحمل في خفايا صدره ذلك الحقد الدفين الذي يعصر قلبه عصرا ضد ( حزب البعث ) .
فقد كان الصدر يطلق على المقاومة العراقية نعوت مختلفة منها البعثيين والتكفيريين والإرهابيين وأزلام النظام والصداميين والنواصب وغيرها من التسميات ، التي يتشرف البعث في قيادة المقاومة الجهادية . ولم نشهد للصدر خطبة أشاد بها بالمقاومة العراقية ، بل كان يعتبرها مقاومة ارهابية ، وهو يعلم جيدا أن المقاومة حق سماوي أجازته كل الشرائع السماوية ، وقد امرنا رب العزة بالجهاد للدفاع عن ارض المسلمين ولم يدعونا للجنوح للسلم وارضنا محتلة وكرامتنا مهينة .
كل من يدعي أن لجيش المهدي معارك مع الأمريكان في النجف وكربلاء ، فأننا لاننكر ذلك مطلقا ،ولكننا بنفس الوقت لايمكن أن نطلق عليها مقاومة حقيقية ضد الاحتلال ، بل كانت جولات انتهت بدخولهم العملية السياسية . واذا كانت لهم صولات حقا ، صولات جهادية فأن الجهاد يتطلب الاستمرار في ديمومة هذه الصولات ، تتطلب حركة ونشاط وتفاعل مستمر ، وليس التخاذل والانطواء والانزواء خلف الشعارات الطائفية . والساحة العراقية تتطلب مقاومة شيعية عربية في الجنوب تتكاتف مع المقاومة السنية يدا بيد من اجل نهضة العراق من جديد على اسس وطنية بعيدة كل البعد عن الطائفية والمحاصصة ، والمقاومة العراقية الباسلة فاتحة يديها للترحيب بكل عراقي مستعد للذود عن سيادة العراق وكرامة شعبه المظلوم ، ويرفد ويعزز مسيرتها الجهادية في محاربة الاحتلال الأمريكي الكافر . فالجهاد في سبيل الله والوطن والشعب هو المعيار الحقيقي والوحيد الذي يثبت مدى اخلاص الانسان لوطنه وشعبه ، وليست المقاومة السلمية .
ارجو هذه المرة أن يفرحنا خبر الصحوة العروبية لجيش المهدي وان تلتحم الايادي ، ونسيان جراحات الماضي، والاشتراك سويتا في المقاومة العراقية ضد المحتل وعملائه من اذناب الفرس . ونتمنى أن يتمثل وقوفه في محاربة الحكومة العميلة وجرذان الحكيم وغيرهم من العملاء ، وكل من يحاول المس من سيادة وإستقلال العراق , ويرفض وجود المحتل ، وأن يكون هذا التيار رمزاً وطنياً ودينياً تحتذي به كل القوى الوطنية في العراق . وسنجد غدا أن شاء الله كيف يهزم هؤلاء العملاء المرتبطين بقوى خارجية وكيف سينتصر المجاهدين المؤمنين بالله وبوطنهم.. وكيف ستأخذ عشائرنا العربية في الوسط والجنوب دورهم في طرد هؤلاء العملاء .
علينا أن نجعل هذه الثورة في الجنوب شبيهة بثورة العشرين وقول رجالها ( انها لاتنطفي الا باستقلال العراق وغسل عار كل عميل وخائن.). فحافظوا واثبتوا لنا صدق تعهدكم بجعل ثورة 2008 شبيهة بثورة العشرين ، واتحدوا مع المقاومة العراقية لتحرير وطنكم المحتل وشعبكم المظلوم .
اللهم انصر عبادك المؤمنين المخلصين المجاهدين المتكاتفين على تحرير ارضهم وشعبهم الاسير امين يارب العالمين .