واخيرا... خرج من المعتقل (خلف)
الذي قهقه عاليا في المقهى على مجندة تبولت امامه
عادل العراقي
خلف مثل ملايين العراقيين فلاح طيب مهضوم مظلوم هدفه في الحياة حسب القاعدة التي وضعها نصب عينيه عندما يموت يوصي أن يكتب على قبره هذا قبر ... يبلغ من العمر.... من بطن امه.. للقبر. خلف من سكنة الارياف المحيطة ببغداد. ذهب ذات يوم بؤس لعلوة الخضروات من الفجر ناقلا محاصيله لبيعها. قبض ثمن جهده ففرح فرحا لا يوصف. في طريق العودة للبيت قرر ان يكافيء نفسه على مجهوده المضني. دخل في مزاجه ان يترجل عند مقهى شعبي ريفي سقفه من البواري واثاثه قنفات مسندة على طابوقات بسبب تكسر بعض قوائمها وحصير فقد لونه تحت اشعة الشمس. القى السلام وجلس بجانب شاب من المنطقة. طلب استكان شاي. وبينما هو جالس (يمطك) بالشاي ويسرح النظر في الافق فرحا بما حصل عليه من مال. لاحت عربة همفي امريكية مسرعة وخلف ينظر. توقفت مباشرة امام المقهى السياحي وخلف ينظر. ترجلت مجندة شقراء وسيمة الوجه ومعها مترجم (حيد) عراقي وخلف ينظر. سألت اجايجي عن المرافق الصحية فأعلمهم بعدم توفرها وانما يقضي من يريد حاجته في الفضاء الطلق.
حارت الصبية المجندة المحصورة وتلفتت (ضبية الوادي) ثم اتخذت قرارها بلا تردد. نزعت البنطلون وخلف فاغرا فاه من لون اللحم الابيض المتوسط، و(قنبصت). ثم شلحت قطعة قماش وردية اللون لاتساوي حجم كفها. حدس بذكائه الفطري ان القطعة الوردية الملتصقة باللحم تماثل ما نسميه في العراق باللباس. وما ان رأى وسمع صوت تدفق البول حتى اطلق ضحكة عفوية مجلجلة وصفق يدا بيد. خلف البومة ابن البومة لم يستطع التوقف عن الضحك خاصة وان الشاب الذي يجلس قريبا منه علق على هذا الموقف الذي يصادفه لاول مرة في حياته . لم يتهنى خلف بثمن الحاصل ولادامت له نشوة الجاي. صحا على وقع اللكمات والدفرات (وين يوجعك) ووضعت الجامعة في يديه واخذ قابضا ، وغاب الارهابي خلف في غيابة السجن الى ما شاء الله والمالكي ، وامس استلمت زوجته أم محمد رسالة تقول ان خلف قد اطلق سراحه. صحيح فرحتله هواية ولزوجته ام محمد وابنائه وبناته.
أن تصرف خلف اللاحضاري ضد المجندة الامريكية التي لم يجعلها تكمل بولها تصرف انسان همجي متخلف واعرابي خدش حياء المجندة والحق بها العار بقهقهاته وهو لايقدر الحضارة الغربية التي تريد امريكا تطبيقها في العراق وعبدالعزيز الحكيم سيقول ان خلف من ازلام النظام السابق بدليل انه ضحك وقهقه على محررينا اما القيادي في حزب الدعوة علي زندي اديبي الايراني الجنسية فسيقول لعنة الله على امة ولد منها خلف. على الدباغ فسيعلق بأن ياسف لمعاناة خلف وعائلته والحقيقة والواقع اننا ورثنا تركة ثقيلة من النظام السابق الذي يتحمل ما عانى منه خلف. الصغير جلال سيوجه اللوم لنوري المالكي لانه وقع تحت ضغط طارق الهاشمي فاطلق سراح هذا الارهابي السني. اما رئيس الجمهورية الذي لا يحمل اي ولاء اوانتماء لهذه الجمهورية فانه سيقول (هسة مو زين تلع) اما طارق الهاشمي وجبهة التوافق فسيعقدون ندوة مكرسة لموضوع خلف يتحدثون فيها عن جهودهم الجبارة التي بذلوها في اقناع قادة الائتلاف الايراني وقادة المافيتين الكرديتين لاطلاق سراح خلف وعشرات الالاف من الناس امثاله. فالحقيقة والواقع ان طارق الهاشمي ومن خلفه قائمة التوافق تتباهى من على قناة بغداد بالانجاز الكبير الذي حققوه حيث كانوا يصطرعون لعام كامل مع المالكي والحكيم لاطلاق سراح المعتقلين الذين (وانتبهوا هنا لشروط هؤلاء اللذين) لم تثبت عليهم اي جنحة او شبهة او جناية ، أما خلف فقد استحق الاعتقال بسبب استهزاءه على المجندة الامريكية والحمد لله لم يعدم . بمقاييس العراق الديمقراطي الحر الجديد فان اطلاق سراح خلف وامثاله هو انجاز كبير للمساكين المعتقلين الذين ثبت بأعتراف الامريكان والحكومة والمليشيات انهم ابرياء. وهو فرحة لاتوصف لعوائلهم المظلومة. وفي نفس الوقت هو لجبهة التوافق مكسب ارادوه لدعم سمعتهم وشعبيتهم المتهافتة عند السنة خاصة وان اكثر من 90 % من المعتقلين الابرياء من السنة.لكن، بمقاييس الدول التي لم يحالفها الحظ بنيل الديمقراطية والحرية والتحرير على الطريقة العراقية-الامريكية-الايرانية جريمة لاتغتفر. فهم بشر ابرياء دمروا نفسيا واقتصاديا وجسديا وينبغي تعويضهم عن كل هذا الدمار وهذه الاضرار. ألم يركزوا في محاكمة الدجيل على معاناة عوائل هجرت من الدجيل واسكنت بنايات ومساكن في مناطق منعزلة في نقرة السلمان؟؟ فهل هؤلاء المساجين من كوكب اخر؟