أعجب حكم فى التاريخ فى أثناء الفتوحات الاسلامية حاصر جيش المسلمين بقيادة قتيبة بن مسلم مدينة سمرقند (( فى قلب اسيا عام 93 هـ)) وكانت مدينة حصينة ومنيعة يصعب على اى جيش ان يدخلها مهما كان قويا بسبب حصونها وقلاعها ولما طال الحصار فكر كتيبة فى خطة ليدخل المدينة وبدأت الخطة بأن دخل عدد من جنود المسلمين فى هيئة تجار يبيعون سلعا وبعد أن صاروا داخل المدينة هاجموا الحصون والقلاع وفتحوا الابواب فدخل بقية جيش المسلمين واستسلم عندئذ أهل سمرقند وسقطت المدينة فى أيدى المسلمين وضلت سمرقند على هذه الحال بلدة اسلامية حتى تولى الخلافة عمر ابن عبد العزيز وشاع عدله بين الناس وطار خبره الى جميع البلدان ، فاجتمع أهل سمرقند مع والى المدينه وقتها ( سليمان بن ابى السرى ) وقالوا له : ان قتيبة غدر بنا وظلمنا وأخذ بلادنا ، وقد أظهر الله العدل والانصاف ، فأذن لنا فليفد منا وفد الى امير المؤمنين عمر - يشكو ظلامتنا - فان كان لنا حق أعطيناه فاذن لهم الوالى وتوجه وفد منهم الى عمر بن عبد العزيز فكتب لهم عمر الى واليه على سمرقند (( ان أهل سمرقند قد شكو الى ظلما اصابهم من قتيبة عليهم فاذا أتاك كتابى ، فأجلس لهم القاضى فلينظر فى أمرهم فان قضى لهم فأخرجهم - يعنى المسلمين- الى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن يظهر عليهم قتيبة )) 0 أجلس والى سمرقند القاضى وجميع من حضر فأستمع الى شكوى أهل المدينة ثم أستمع الى قواد جيش المسلمين 0 عندئذ أصدر القاضى أعجب حكم فى التاريخ قال : (( قد حكمت على جيش المسلمين بأن يخرج من سمرقند ويسلم البلاد الى أهلها ، ثم يعرض عليهم الدخول فى الآسلام ، فان لم يقبلوا فالجزية ، والا فيعلق عليهم الحرب والقتال )) ودهش الجميع أمام هذا الحكم الذى يدل على عدالة الاسلام ، وكانت النتيجة ان قال أهل سمرقند : بل نرضى بما كان ولا نجدد حربا ، وقال بعضهم : قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم وأمنونا وأمناهم ودخل أهل سمرقند فى الأسلام وأصبح جنود المسلمين بالنسبة لهم اخوة متاحبون وليس جنودا محاربين !!
الجريح
عدد الرسائل : 509 الدوله : تاريخ التسجيل : 06/03/2008
موضوع: رد: صورة مشرقة من تاريخ المسلمين الأحد 13 يوليو - 2:56:02
هذه والله هي ايام العز نسال الله ان يعيدها على المسلمين