حزب الدعوة والمالكي عار على تاريخ الشيعة العرب
الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
يعرفني قومي إنني من الذين لا يحترمون العملية السياسية الاحتلالية ولم أضع يوما رهانا عليها عفصة عنز، وأكثر من هذا فانا من المتطرفين في احتقار العملية الديمقراطية الاحتلالية لأنني عراقي بعثي قومي عروبي صدامي، فضلا عن كوني شيعي جعفري عروبي واحمل من العداء للمشروع الفارسي الطائفي البغيض ما يزيد حتى على عشقي وحبي للعراق وللأمة وللبعث ولصدام حسين رحمه الله. ولكنني مع كل هذه الحقائق المتعلقة بشخصي الفقير إلى الله لم احتقر نوري المالكي ولم احتقر حزب الدعوة من قبل مثلما احتقرتهم لحظة أدلى المالكي ببيان ترشيحه لرئاسة حملة الموت والدمار القادم للعراق مثمنا (ثقة) من وهبوه الثقة ليتولى ولاية ثانية على رأس حكومة العمالة والخيانة التي ستنفذ أجندات الموت والتهجير والمداهمات والاعتقالات ثارا لسيدها الفارسي الأمريكي الصهيوني لسنوات قادمة إنا على يقين بإذن الله بانها لن تصل إلى موعد اللعبة اللاحقة بعد ثلاث سنوات، ويدعو فحل التوت إلى مراجعة نقدية للمرحلة السابقة في اعتراف ضمني أنهم قد أخطئوا دون أن يحدد مكامن الخطأ التي يعرفها شعبنا أكثر منهم وهي لا تعد ولا تحصى وتسجل تاريخا مظلما للعراق والعراقيين في حقبة الاحتلال الغاشم المجرم..هذا إن تمكن فحل التوت نوري جواد العلي والقزم الفارسي مقتدى القذر من تشكيل الحكومة بعد إن يمنحوا الأحزاب الكردية كركوك ثمنا للولاية الجديدة مثلما منحوا إيران وأميركا كل العراق.
تخيلوا إن الأهبل الخبل قليل الحياء والغيرة والكرامة يتحدث عن ثقة الذين اختاروه!ّ!! وشعبنا كله يعرف وخاصة الشيعة العرب منهم ماذا جرى وكيف جرى وكيف تم إرغام الطرطور مقتدى وتياره على قبول الترشيح للمالكي بعد مساومات دامت سبعة شهور إن لم تكن أكثر من هذا لان التداول على رئاسة الوزارة قد بدأ فعليا في أقبية ما يسمى بالأحزاب الشيعية الفارسية شهورا كثيرة قبل مهزلة الانتخابات.
الشيعة الفرس بالجنسية أو الهوى كلهم، من فلاحهم إلى وزيرهم، من معممهم إلى منفذي قرارات القتل المجاني لعلماء وضباط وقادة العراق وأشرافه وعلية قومه عبر ميليشياتهم وأحزابهم ووصولا إلى الشيعة العرب الجعفريين العروبيين العراقيين الوطنيين النجباء يعرفون حق المعرفة إن الشهور السبعة المنصرمة كانت حبلى بالتشاور والتناطح والتجاذب والتنافر بين إيران من جهة وبين أميركا من جهة أخرى للتوافق على أمرين لا ثالث لهما:
الأول : من سيكون رئيس لوزراء حكومة الاحتلال،، وتم الاتفاق أخيرا على الكائن البشري الذي يكون نصف منه أمريكي إلى حد النخاع ونصفه الثاني إيراني إلى حد الفجيعة.وبعد ان تم غربلة كل رجال الغفلة طفا نوري جواد العلي على زبد الزمن الأجوف الاغبر باعتباره الرجل الأكثر قدرة و قبولا للتجزئة إلى نصفين...رجل براسين وقرنين وبلا ذمة ولا ضمير ولادين ولا ديانة وهي المواصفات التي لابد من أن تتوفر لرجل يقبل إن يكون عبدا لسيدين الجامع المشترك الأعظم بينهم حقدهم على العراق وشعبه واستماتتهم لجني مغانم تدميره وتمزيقه والاستحواذ على ثرواته.
الثاني:..وتم عبره تأكيد حال حزب الدعوة العميل على انه الحزب الوحيد القابل لذات التشظية ولاء لامه إيران من جهة وعرفانا لولي النعمة الحرام الأمريكي الذي لولاه لظل يحلم ويعيش كابوس الوصول إلى السلطة حتى تقوم الساعة من جهة أخرى. وتم استقطاب هادي الأصفهاني العامري الغدار ومقتدى ألقمي الصدري لتعضيد الترشيح مقابل لطم عمار ومجلسه على وجهه كثمن فارسي للصفقة مع أميركا.لطمه فيها من الدلالات الكثير لمن ارتضوا أن يكونوا بلا حياء ولا كرامة ومعولا بيد أعداء الوطن والدين والإنسانية
هل يعقل أن يقبل أهلنا في الفرات الأوسط والجنوب، أبناء جعفر الصادق عليه السلام و أبناء العروبة والإسلام الحق أن يكون مثل هؤلاء المخانيث زعماء يحملون اسم المذهب الشيعي؟؟
لقد سقطت كل الأقنعة وأزالت الأيام الكالحة كل الحجب والسواتر وظهرت العورات كلها وما عاد لأحد من أهلنا في الفرات الأوسط والجنوب من عذر لرفع رايات الرفض والثورة والتمرد بكل ممكنات وأنواع التمرد على هؤلاء القردة الخاسئين الذين الحقوا العار بالدين وبالمذهب وتحولوا إلى لطخات عار من قار اسود في جباهنا وعلى ثيابنا البيضاء النقية نحن أبناء الجنوب وأبناء المذهب الجعفري.
إن الطريقة التي تم بها ترشيح نوري جواد العلي لولاية ثانية لحكم الأوباش مقرفة ومقززة وتثير الشفقة عليه وعلى حزبه المتهالك وتؤكد باليقين الملموس لمن كان يحمل ذرة اعتقاد واهم بان الدعوة والمالكي يمكن أن يطئوا برؤوسهم المتلبدة المتحجرة العفنة سطرا واحدا من سطور الوطنية بأنه كان واهما ومخطئا. إنها طريقة سافلة لاحتقار العراقيين وتوجيه صفعات ذل لهم عموما وللشيعة خصوصا لان المحتل وشركاءه وأعوانه قد خبروا رد فعل عراقي اقل بكثير مما كان أخيار الأمة والإنسانية يتوقعونه ولو كان رد فعل العراقيين عموما والشيعة خصوصا يوازي فعل القلة القليلة من أحرار العراق ونجباءه لاندحر ت أميركا والفرس منذ عام 2006. انه احتقار لأحزاب وشخصيات المنخرطين بالعملية السياسية وللصحوات وللتيار الصدري الذي خدع الشيعة وحتى جزء من العراقيين الوطنيين الآخرين بخديعة انتماءه الكاذب إلى المقاومة. باختصار شديد هو احتقار لكل من صدق بالعملية السياسية وانتخاباتها وديمقراطيتها وبالوهم المحيط بكامل تكوينها وتشكيلها.
نحن إزاء إثبات بالدليل القاطع على شراكة أميركا وإيران في احتلال العراق.
نحن أمام دليل قاطع على وهن وضعف الامبريالية الأمريكية ازاء المشروع الطائفي الفارسي الذي سيرتقي بأدوات عدوانه على العرب في غضون أسابيع بعد تشكيل الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء وسيضرب في الكويت والبحرين والإمارات وفي المملكة العربية السعودية وفي تونس ومصر.
نحن إزاء حالة خوار لأنظمة العرب كلها حتى من منح منهم دورا هامشيا بهبة مشروطة من إيران وخدع ببعض نتف المنافع الاقتصادية ودور إقليمي اصغر من حجم بعوضة.
نحن إزاء دولة محتلة فقدت كل معاني الحياء وانغمست في وحل العار واستسلمت لمعطيات سياسية مذلة ولطخت تاريخها كله بالخسة والدونية والانحلال الأخلاقي على كل الأصعدة وانهارت أمام قيم ومعاني الإنسانية.
أما على مستوانا كمناضلين بعثيين ومقاومين ومعنا شركاءنا من فصائل الجهاد البطلة فان الدلالات التي التقطناها والأفق التي ارتقت إليها بصائرنا وعقولنا فهي تتلخص بأننا سندحر أميركا الخاوية المترنحة وبعد ذلك ستجد إيران وعملاءها أنفسهم في مواجهة لا تقل ضراوة عن ضراوة قداسية صدام المجيدة وسيهزمون لأنهم يرتكزون على مساند هشة حين تندحر أميركا وتهرب هروبا تاما.واستلمنا زخما جديدا ننتظر مدده فورا من شعبنا كله وخاصة في الجنوب سيكون له دور حاسم في رفع الجناح الثاني للطائر العراقي ليطبق مع الجناح الآخر الذي حلق سلفا في سماء البطولة الفذة وغاص في بحور الفداء والشهادة المنتصرة ومشى مسافات شاسعة باتجاه النصر الناجز بعون الله. نحن على يقين بان تنصيب إيران للمالكي قد أهلكه واهلك حزبه هلاكا تاريخيا نافذا وأسقطه واسقط حزبه في عيون من خدعهم في وسط وجنوب العراق ولابد لمن اخجل المالكي وحزب الدعوة حياءهم ومرغ بالوحل كرامتهم الوطنية أن ينهضوا من غفوة طارئة وتغييب لا يليق بهم وبعروبتهم وبأسماء عشائرهم وإلا فان العار والشنار سيظل يلاحق الشيعة العرب وسيخسرون يومهم وغدهم وستفوتهم الفرصة التي لا تأتي مرتين فيظلوا يعضون أصابع الندم ولن ينفعهم الندم فالغانمة لا تتكرر كما علمونا.